وجه وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة انتقاداً شديد اللهجة إلى مديري إدارات الشؤون الصحية والمستشفيات والمدن الطبية بمناطق المملكة, بتسببهم في عرقلة تطوير مهنة التمريض وخلخلة العمل بالقطاعات الصحية الحكومية, على أثر تكليفهم المشمولين بلائحة الوظائف الصحية من أطباء وفنيين وممرضين بأعمال إدارية بعيدة عن تخصصاتهم. وتسبب الانتقاد المباشر في تشكيل لجان رقابية من الوزارة وتحريك إدارات المتابعة بالمديريات الصحية بالمناطق للقيام بجولات مفاجئة لرصد المخالفات وإعداد تقارير عن الممرضين والفنيين الذين يمارسون الأعمال الإدارية. وكشفت جولات رقابية مفاجئة سابقة نفذتها هيئة الرقابة والتحقيق في مناطق المملكة وإدارة التمريض بوزارة الصحة تشغيل الممرضين والفنيين بوظائف إدارية منها السكرتارية والاستعلامات وأقسام أخرى لا تنسجم مع تخصصاتهم, ما سبب في انتكاسة سلبية للخدمات الصحية وعدم الارتقاء بمهنة التمريض للمستوى المطلوب. وتوقع مراقبون بفتح التحقيق مع مسؤولين على مستوى المديريات والمستشفيات بالمناطق لعدم تفعيلهم وتنفيذهم للقرارات السابقة التي أصدرتها الوزارة بعودة الممرضين والفنيين إلى ممارسة أعمالهم الصحية كل في مجال تخصصه. يشار إلى أن إدارة التمريض بوزارة الصحة انتقدت في تقرير أصدرته مديريات الشؤون الصحية بالمناطق لتكليفهم الكادر التمريضي بغير أعمالهم, ما أدى ذلك إلى مخالفة الهيكل التنظيمي للتمريض, ورصد التقرير وصول طاقم التمريض السعودي عام 1428ه إلى 1989 مقابل 527 ممرضا وممرضة غير سعوديين يعملون في غير مجال التمريض, ما يعني أن هناك 2500 من بين 46 ألفا يعملون خارج المهنة. وأرجع التقرير سبب عزوف الممرضين والممرضات عن رغبة العمل في مهنتهم إلى قلة الحوافز المالية والمزايا والبدلات مقارنة بهيئات التمريض في جهات طبية أخرى.