هاجم مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي الجمعة بلدتين محاصرتين من المعاقل الاخيرة للزعيم المخلوع معمر القذافي واقتحموا بني وليد وتقدموا صوب سرت في مسعى للقضاء على اي مقاومة من جانب الموالين للقذافي. وفي بني وليد الواقعة على بعد 180 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة طرابلس وهي معقل قبليين موالين للقذافي شاهد مراسل رويترز المقاتلين الليبيين وهم يتقدمون تحت نيران قذائف المورتر والصواريخ والقناصة من منزل الى منزل ويحتمون بالحوائط من الشظايا والطلقات. وعلى الرغم من اعلان قوات المجلس الوطني الانتقالي سيطرتها على واد يؤدي الى قلب بلدة بني وليد وانتزاعه من القوات الموالية للزعيم المخلوع ظلت المقاومة ضارية في البلدة المحاصرة منذ اسبوعين والتي يمكن ان يكون قد لجأ اليها عدد من الشخصيات البارزة من النظام السابق. وعند سرت مسقط رأس القذافي قال مراسل اخر لرويترز: ان مئات من مقاتلي المجلس الانتقالي تقدموا الجمعة صوب المدينة وشوهدت عشرات من الشاحنات المثبت عليها مدافع رشاشة وأربع دبابات على الطريق المؤدي الى المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط. وترددت في قلب المدينة أصوات انفجارات وتبادل سريع لاطلاق النيران وصواريخ وتصاعدت سحب من الدخان الاسود الى السماء بينما حلقت طائرات حلف شمال الاطلسي في السماء. ورغم مرور نحو اربعة اسابيع على اجتياح مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي بدعم من حملة قصف جوي نفذها حلف شمال الاطلسي على مدى ستة اشهر للعاصمة الليبية واسقاط الحكم الفردي للقذافي /69 عاما/ الذي استمر 42 عاما لا يزال الزعيم المخلوع هاربا ويقود مئات على الاقل من الرجال المسلحين الموالين له المتمركزين في سرت وبني وليد وفي عمق الصحراء حول مدينة سبها الجنوبية. ويحاول الحكام الجدد في ليبيا الحفاظ على وحدة البلاد واقرار النظام مع تقدم القوى الدولية لتوفير المساعدات وابرام عقود للنفط واعادة البناء. ويقولون ان القذافي وأولاده ومساعديه يشكلون خطرا أقله شن هجمات من جانب المتمردين. ويسعى الحكام الجدد الى السيطرة على اخر المعاقل الموالية للقذافي. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أحدث من يزور ليبيا ووصل الى العاصمة طرابلس امس الجمعة في اطار جولة في شمال افريقيا عارضا المساعدة على حكام ليبيا الجدد. وجاءت زيارة اردوغان بعد يوم من وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لجني ثمار مساعدتهما ليبيا في الاطاحة بالقذافي. وفي الساعات الاولى من الصباح تقدمت شاحنات مليئة بالمقاتلين وطوابير من الشاحنات الصغيرة المثبت عليها مدافع مضادة للطائرات صوب بلدة بني وليد مخلفة وراءها غبارا كثيفا. وقال المقاتل محمد أحمد وهو يجلس في سيارة وقد أخرج فوهة بندقيته من نافذتها //سندخلها /بني وليد/ أخيرا جاءتنا الاوامر. الله أكبر ان شاء الله ستتحرر بني وليد اليوم.// وطوال الصباح سمع عند المشارف الشمالية للبلدة قتالا عنيفا داخل بني وليد التي فر منها هذا الاسبوع عدد كبير من سكانها البالغ عددهم نحو 100 الف نسمة. وقال المقاتل اسهام النصر لدى عودته من الجبهة في قافلة //المقاومة شديدة جدا.// وقال المزارع محمد خليل محمد وهو من السكان ان انهاء الحصار المفروض على البلدة وانتصار المعارضين للقذافي سيكون موضع ترحيب. وبني وليد هي معقل أكبر قبيلة في ليبيا واختلاف ولاءاتها هو اختبار لمدى قدرة حكام ليبيا الجدد على الحفاظ على وحدة البلاد بعد ان استغل القذافي انقساماتها التاريخية. وفي سرت احتشد مقاتلو المجلس الانتقالي حول مسجد عند مشارف المدينة بينما تقدم اخرون صوب وسط المدينة برفقة دبابتين. وقال مقاتل اسمه محمد /23 عاما/ جاء من مدينة مصراتة ان المقاومة تجيء من جيوب للموالين للقذافي من شتى انحاء المدينة التي حولها الزعيم المخلوع من قرية الى //عاصمة أفريقيا// المستقبلية. وقال محمد عن الموالين للقذافي //معهم اسلحة ثقيلة. القذافي كان يحشد الاسلحة الثقيلة منذ 42 عاما. حتى الان ليس لدينا اي مشكلة مع القناصة لكن ربما هم داخل المدينة...نحن نعيد تجميع صفوفنا نتقهقر ونضربهم بالاسلحة الثقيلة ثم نتقدم من جديد.// فرز مهاجرين أفارقة قبل ترحيلهم وفي جنيف قالت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة ان المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يتمسك بفرز 3000 مهاجر غالبيتهم من جنوب الصحراء الكبرى عالقين في بلدة سبها الجنوبية قبل ان يسمح باجلائهم الى الخارج ليتأكد انه ليس من بينهم مرتزقة حاربوا في صفوف الزعيم الليبي المخلوع. وقال جومبي اوماري جومبي المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في افادة صحفية: //أخطرنا المجلس الوطني الانتقالي انهم يريدون فرز المهاجرين أولا قبل السماح لنا باجلائهم.// وأضاف //علينا ان نوقف كل عملية الاجلاء في الوقت الراهن لان المجلس الوطني الانتقالي يقول ان عليه ان يتأكد من المهاجرين وان يسجلهم ويتأكد من هو مهاجر حقيقي ومن ليس كذلك».// مقتل الناطق الرسمي باسم القذافي في سرت ذكر مصدر ليبي مسؤول الجمعة أن الناطق الرسمي باسم حكومة القذافي قد لقي حتفه في مدينة سرت الليبية الساحلية. ويحاول الحكام الجدد في ليبيا الحفاظ على وحدة البلاد وإقرار النظام مع تقدم القوى الدولية لتوفير المساعدات وإبرام عقود للنفط وإعادة البناء. وقال المصدر في اتصال هاتفي مع صحيفة» قورينا الجديدة،» الليبية ان موسى ابراهيم لقى حتفه في اشتباك في منطقة «الجيزة 33 بمدينة سرت. مضيفا إن هناك اشتباكات دائرة بين الثوار وكتائب القذافي داخل المدينة. وذكرت قناة تلفزيون «ليبيا الحرة» الجمعة أن القتال في مدينة سرت الساحلية في ليبيا أسفر عن مقتل 12 من الثوار على الأقل وإصابة 59. وقال التقرير: إن الثوار اعتقلوا اثنين من مقاتلي العقيد الليبي الهارب معمر القذافي مضيفا أن نجله المعتصم لا يزال بداخل سرت. وفد ليبي يتوجه إلى النيجر لطلب تسليم نجل القذافي وتوجه وفد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى النيجر الجمعة للمطالبة بتسليم أحد أبناء الزعيم الهارب القذافي. ونقلت شبكة سي ان ان « الاخبارية الامريكية الجمعة عن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي قوله إن الوفد سيطلب من النيجر تسليم الساعدي القذافي ومسؤولين آخرين في النظام السابق فروا من البلاد. وكان الساعدي القذافي قد صرح لشبكة «سي ان ان « الاثنين الماضي إنه في النيجر في مهمة إنسانية لتفقد أوضاع الليبيين الذين فروا من القتال إلى هناك. وأعرب عن رغبته في التفاوض مع المجلس الانتقالي. وكان ما لا يقل عن ثلاث قوافل ليبية دخلت إلى النيجر مؤخرا، تحمل اعضاء من أسرة القذافي، وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين في النظام السابق وفقا لما ذكره مسؤولون في النيجر.