من أجمل مواصفات دولة الإمارات حكومة وشعبا كطابع عام أنهم يعكسون المثل العربي (أسمع جعجعة و لا أرى طحنا) فهم يفاجئوننا دائما بأنهم يعرضون طحنهم ويفاخرون به دون أن تسبقه جعجعة فارغة. الأمثلة كثيرة ولكن آخرها مشاركة المرأة في الانتخابات الخاصة بالمجلس الاتحادي الوطني. منذ سنوات قلائل إن لم أكن مخطئة فهو في عام 2007 أعلن الأمر بهدوء وكانت البداية مع 9 مرشحات فقط هذا العام بلغ عدد المرشحات 85 امرأة لفت نظري في الأمر سلاسته وامتزاجه مع أحداث الحياة الإماراتية على خلاف ما حدث في الكويت مثلا أو حيرتنا المستعصية التي سمع بها القاصي والداني بشأن كل قضايانا الانتخابات والقيادة للسيارة على سبيل المثال. وماهو سر هذا التلاحم الاجتماعي الوطني المتميز بين أفراد المجتمع بكل فئاته والذي جعلهم يتجاوزون الكثير من الهفوات والكثير من العقبات الضخمة بنجاح؟. يبدو لي من بعيد أن السر هو الروح الإيجابية لدى الجميع أيا كان مستواهم والاندفاع للعمل بحماس والرغبة في التقدم وإفساح المجال للشباب في الإمارات انسجام ملحوظ بين قرارات الدولة وتقبل المجتمع وتفاعله فقد لاحظت وأيضا على سبيل المثال بأن إحدى المرشحات وهي هند بالجافلة من أصغر المرشحات في إمارة دبي تضع برنامجها الانتخابي في شبكات التواصل الاجتماعية وتجد دعما مميزا رفيع المستوى من الشباب الذي يعلق على ترشيحها بتعليقات جادة وإيجابية ودامغة للأمام. لم أقرأ تعليقا ينتقص من قدرها أو يبحث عن أي نقطة ضعف في شخصها أو عملها أو أسرتها ويتعمد أن يسيء لها بأي شكل من الأشكال. إن الدعم لها ولغيرها من المرشحات أمر يثلج الصدر ويثير الدهشة التي طالما رأينا فيها إساءات مزعجة ومؤلمة يتضرر منها المجتمع قبل الفرد في دول أخرى. هند تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما فقط ولهذا تقول في إحدى عباراتها الانتخابية (صوتوا للمستقبل) ووضعت لها برنامجا ضخما قد لا تستوعبه بعض العقول فتطاله بالسخرية ولكن هذا لم يحدث وإن حدث فإنه لن يكون الفكر المسيطر الذي يصيح بصوت عال وبسلبية متناهية. ترى ماهو سر هذا التواؤم بين المجتمع والقيادة في دولة الإمارات وماهو سر هذا التلاحم الاجتماعي الوطني المتميز بين أفراد المجتمع بكل فئاته والذي جعلهم يتجاوزون الكثير من الهفوات والكثير من العقبات الضخمة بنجاح؟ يبدو لي من بعيد أن السر هو الروح الإيجابية لدى الجميع أيا كان مستواهم والاندفاع للعمل بحماس والرغبة في التقدم وإفساح المجال للشباب الكفء بالمشاركة الفاعلة وهذا لا يعني أن الإمارات ليس لديها من المشاكل شيئا يذكر بل لديها الكثير من الهموم ولكنها تعمل على معالجتها بإيجابية ولا تتوقف عن كشف المساوئ فقط والسخرية منها. [email protected]