الحراك العربي في الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين وقبولها عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة وتصدر هذه القضية أجندة الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب يمثل نقلة حقيقية في إقدام الجامعة العربية على الاستقلال الحقيقي والإقدام على تبني قضايانا دون رهبة أو خوف من ردود فعل الدول الكبرى مثل أمريكا التي دأبت على ممارسة الضغوط الكبيرة على العرب في مسألة القضية الفلسطينية والمسائل الخاصة بالعرب. بلورة مثل هذا الموقف وكذلك الموقف الداعي لوقف العنف ضد الشعب السوري تمنح الجامعة مصداقية أمام الرأي العام العربي وتعطي دولا أخرى مثل أمريكا وإيران رسالة حازمة أن التلاعب بالقضايا التي تشكل حدا مصيريا للعرب لا مساومة عليها وبالتالي هذا بداية الطريق نحو إعادة التمسك بالأوراق السياسية وعدم التفريط فيها بعد أن فرط العرب في أوراق كثيرة نتيجة غياب تضامن مطلوب ونتيجة تجيير الأوراق لطموحات ضيقة لبعض الدول ونتيجة مساومات دفعنا فيها الشيء الكثير. دعم المطلب الفلسطيني في دولة معترف بها حتى لو مارست الولاياتالمتحدةالأمريكية حق الفيتو هو مؤشر حقيقي على إعادة تقييم المواقف والأحداث لبلورة رؤية جديدة إزاء ما يحدث من مشاكل وقضايا عالقة كل يوم ندفع ثمنها دون جدوى ولعل العرب أدركوا أخيرا أن السبيل الوحيد لاحترام العالم هو الجهر بالحقائق وتقديم مصالحنا المصيرية على الألاعيب الدبلوماسية والتراخي السياسي المستمر الذي أضعف من قوتنا السياسية وقوتنا الحضارية. القضية الفلسطينية تستحق اهتماما أكبر في سياق المرحلة الحساسة والدقيقة التي نعيشها وتتطلب أن نخلص في المضي قدما في مواجهة العالم من اجل قضية عادلة لها اكثر من نصف قرن لم تتقدم خطوة واحدة وأي قضية عادلة مثل قضية فلسطين علينا ألا ننتظر تسويفات الدول الكبرى لأنها في النهاية ستصف مع إسرائيل ككيان غاصب وهي من توفر له الحماية الدولية. مواجهة القضايا وتحسس نبض الشعوب هما المعيار الوحيد للتقدم في الحلول وأي نكوص عن المواجهة يعتبر نكسة في الجهود العربية والتي بدأت في البروز أكثر في مرحلة الربيع العربي وأمامنا بالتأكيد طريق صعب في اقناع العالم بأهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنه طريق سريع يمكن أن يوصلنا لمبتغانا إذا عقدنا العزم وتخلينا عن المراهنات والحسابات الضيقة وإذا واجهنا العالم بشجاعة.