دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى صياغة مستقبل عربي تركي مشترك يقوم على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مشيرا إلى أن العرب والأتراك يشتركون في نفس العقيدة والثقافة والقيم وأن صدى ما يحدث في العالم العربي يصل إلى تركيا. وجدد أردوغان في كلمة له ألقاها امس أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية أل 136 شروط بلاده لعودة تطبيع العلاقات مع إسرائيل مفندا تلك الشروط بأن تعتذر إسرائيل عن جريمة أسطول الحرية وتعوض أسر الشهداء الأتراك الذين استشهدوا في الحادث ورفع الحصار عن قطاع غزة. على صعيد القضايا العربية قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس الثلاثاء ان الوقت حان لان يرفرف العلم الفلسطيني فوق الاممالمتحدة في دعوة لحشد الدول العربية قبل جهود فلسطينية للانضمام الى عضوية الاممالمتحدة في خطوة تعارضها واشنطن. وأضاف ان اسرائيل قوضت شرعيتها بسلوكها غير المسؤول. ولم يوجه اتهامات محددة لكنه انتقد اسرائيل في الماضي على مشروعاتها الاستيطانية في الاراضي المحتلة. كما سبق ان احتج على هجوم اسرائيل على غزة في عام 2008 الذي تسبب في نهاية التحالف الوثيق بين تركيا واسرائيل ثم على هجومها على سفينة تركية متجهة الى غزة الذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص العام الماضي. ولاقى انتقاد أردوغان الاخير لاسرائيل تأييدا قويا في العالم العربي عزز حملته للترويج للنموذج التركي الذي يجمع بين الاسلام والديمقراطية كمثال يحتذى للحركات التي تطالب بالديمقراطية في المنطقة. وعن التطورات في سوريا قال رئيس الوزراء التركي ان الشعب السوري لم يعد يصدق الرئيس بشار الاسد لانه لم ينفذ الاصلاحات.و"مع زيادة عدد القتلى المدنيين في سوريا نحن نرى ان الاصلاحات لم تتحقق ولم يتكلموا بصدق. لا يمكن ان نصدق هذا. والشعب السوري لا يصدق الاسد ولا أنا أصدقه. نحن ايضا لا نصدقه." ودعا وزراء الخارجية العرب امس الثلاثاء قادة سوريا لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وإجراء حوار وطني تشارك فيه مختلف القوى السياسية في البلاد لحل الأزمة. وقال الوزراء في بيان عقب اجتماع عقد في مقر الجامعة العربية "الموقف الراهن في سوريا ما زال في غاية الخطورة ولا بد من إحداث تغيير فورى يؤدى إلى وقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل." وأضاف أن تحقيق ذلك "يتطلب من القيادة السورية اتخاذ القرارات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط أثناء زيارة الأمين العام للجامعة العربية... وخاصة ما يتعلق (بإنهاء) كافة أنواع العنف وإراقة الدماء وإزالة أي مظاهر مسلحة." وزار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق قبل أيام بتكليف من الدول الأعضاء لحث القيادة السورية على وقف عمليات الجيش السوري ضد المحتجين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد. وشدد البيان على "ضرورة إجراء حوار وطنى شامل يضمن المشاركة الفعالة لجميع قوى المعارضة السورية بكافة أطيافها من أجل إحداث عملية التغيير والإصلاح السياسى المنشودة تلبية لتطلعات الشعب السوري." وتضمن البيان أن وفدا من الأمانة العامة للجامعة العربية سيزور سوريا إذا توقفت أعمال العنف لتنفيذ مهام تتعلق بحل الأزمة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العربي قدم لوزراء الخارجية في اجتماع مغلق تقريرا حول نتائج زيارته وأنه "وجه اتهامات للسلطات السورية بعدم كبح جماح عناصر الأمن السوري." وأضافت أن يوسف أحمد سفير سوريا بالقاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية الذى رأس وفد سوريا فى الاجتماع نفى الاتهامات قائلا إن ما ينشر فى وسائل الإعلام لا أساس له من الصحة وإن ما يظهر على شاشات القنوات الفضائية من اشتباكات هو من صنع من قال إنهم عناصر مندسة. ولم يرد في بيان الجامعة العربية ذكر لمشروع قرار وزع في الاجتماع يرفض العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة من جانب واحد على دمشق.