دعا وزراء الخارجية العرب قادة سوريا يوم الثلاثاء الى اجراء "تغيير فوري" باتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وإجراء حوار وطني تشارك فيه مختلف القوى السياسية لحل الأزمة. وقال الوزراء في بيان عقب اجتماع في مقر الجامعة العربية "الموقف الراهن في سوريا ما زال في غاية الخطورة ولا بد من احداث تغيير فورى يؤدى الى وقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل." وأضافوا أن تحقيق ذلك "يتطلب من القيادة السورية اتخاذ القرارات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط أثناء زيارة الامين العام للجامعة العربية... وخاصة ما يتعلق (بانهاء) كافة أنواع العنف واراقة الدماء وازالة أي مظاهر مسلحة." وزار الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق قبل أيام بتكليف من الدول الاعضاء لحث القيادة السورية على وقف عمليات الجيش السوري ضد المحتجين المطالبين بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد. وقال العربي للصحفيين انه ناقش في دمشق مع الاسد وقفا لاطلاق النار والافراج عن المعتقلين السياسيين والسماح لبعثة تقصي حقائق من الجامعة العربية بزيارة البلاد. وقال ان الاسد كان متجاوبا لكنه لم يدل بتفاصيل. وشدد البيان على "ضرورة اجراء حوار وطنى شامل يضمن المشاركة الفعالة لجميع قوى المعارضة السورية بكافة أطيافها من أجل إحداث عملية التغيير والاصلاح السياسى المنشودة تلبية لتطلعات الشعب السوري." وفي واحد من أكثر الهجمات دموية ضد المحتجين الذين يتظاهرون في مختلف أنحاء البلاد منذ خمسة أشهر للمطالبة بالديمقراطية قال نشطاء ان القوات السورية قتلت يوم الثلاثاء خمسة من المشيعين خلال جنازة قرويين قتلوا قرب حماة. وقال النشطاء الذين يتصلون بسكان قرية كفر نبودة ان قناصة من قوات الامن قتلوا الاشخاص الخمسة من فوق سطح مدرسة حكومية في البلدة حين بدأ مئات المشيعين يرددون هتافات مطالبة باسقاط الرئيس السوري. وتضمن البيان أن وفدا من الامانة العامة للجامعة العربية سيزور سوريا اذا توقفت أعمال العنف لتنفيذ مهام تتعلق بحل الازمة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن العربي قدم لوزراء الخارجية في اجتماع مغلق تقريرا بخصوص نتائج زيارته وأنه "وجه اتهامات للسلطات السورية بعدم كبح جماح عناصر الامن السوري". وأضافت أن يوسف أحمد سفير سوريا بالقاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية الذى رأس وفد سوريا فى الاجتماع نفى الاتهامات قائلا ان ما ينشر فى وسائل الاعلام لا أساس له من الصحة وان ما يظهر على شاشات القنوات الفضائية من اشتباكات هو من صنع من قال انهم عناصر مندسة. ولم يرد في بيان الجامعة العربية ذكر لمشروع قرار وزع في الاجتماع يرفض العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة من جانب واحد على دمشق. وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي رأس الاجتماع ان الدول العربية تأمل في أن يحل الصراع السوري داخليا أو بين الدول العربية دون تدخل دولي. ووافق اجتماع مجلس وزراء الخارجية أيضا على مسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية في الاممالمتحدة. وقال العربي ان الامر يعود لعباس أن يقرر وان الدول العربية تنتظر رأيه.