تشهد القرى الشمالية بمحافظة الأحساء في الأونة الأخيرة طفرة تنموية في حجم وكثافة الأعمال المنفذة فيها سواء كانت في المجالات الاستثمارية أو الاقتصادية أو العمرانية حيث يساعد اتساع رقعة أراضي تلك القرى لأن تكون وجهة لعدد كبير من المستثمرين لإقامة مشاريع استثمارية متميزة. نقطة خضراء (اليوم) ويرى متابعون أن القرى الشمالية للمحافظة التي يقطنها قرابة 250 ألف نسمة، ورغم كل المقومات الضخمة التي تتمتع بها إلا أنه ينقصها خطة طموحة للنهوض بخدمات البنية التحتية خاصة ما يتعلق بالحدائق المهملة والتي اعترتها علامات التصحر وزيادة الرقعة الخضراء من خلال إنشاء حدائق ومتنزهات جديدة لكي تصبح متنفساً لهم ولعائلاتهم. واستهجن راشد بن سعد عدم وجود حدائق ومتنزهات أو ألعاب للأطفال، وشح المساحات الخضراء، مؤكداً بأن زيادة عدد الحدائق يساعد على نهضة القرى الشمالية. وقال خليفة المسلم: هناك غياب شبه كلي للمرافق الترفيهية أو المتنزهات على مستوى القرى، مشيراً إلى ضرورة العمل على زيادة الحدائق والمتنزهات والرقعة الخضراء في القرى الشمالية والعمل على تحديث وإعادة تأهيل الحدائق المهملة منذ سنوات طوال لتكون متنفسا للأسر وزوارها خاصة خلال العطلات الرسمية وإجازات نهاية الأسبوع. وحمل خالد بن قاسم بلدية العمران خلو القرى الشمالية من الحدائق المناسبة، مطالبا أن يكون لها حظ كما هو الحال في المدن والمناطق الأخرى من المحافظة. وبين أن البلدات الشمالية تعتبر أماكن جاذبة للسياحة لإطلالتها المتميزة معرباً عن أمله عن وضع خطة لتطوير المساحات الشاسعة التي تصلح لإقامة الحدائق وزيادة أعدادها وتخصيص ميزانية تلبي احتياجاتها مثل عمل مظلات وكراسٍ للجلوس و ألعاب ترفيهية للأطفال وإنشاء مطاعم لتقديم الوجبات والمقاهي السياحية. حدائق البلدات الشمالية وضعت على سلم أولويات وخطط عمل البلدية مع الجهات المختصة ويجري حالياً هدم المباني المحيطة بها لتحديد مساحتها حتى يتسنى العمل فيهاوأوضح محمد فهد أن القرى الشمالية تفتقر إلى المقومات الأساسية، مشيراً إلى غياب الكهرباء والمياه عنها وعدم وصولهما إلى بعض المرافق الأخرى. وقال: إن الأهالي استبشروا خيراً عقب الانتهاء من أعمال الترميم بالمواقع السياحية الاستثمارية «الشيباني وجبل القارة ومسجد جواثا»، والتي كان من الممكن أن تصبح متنفساً للأهالي ولكن تضطر العائلات للذهاب في النهار للتنزه وتعود أدراجها للمنزل مع وقت الغروب بسبب التأخير في تنفيذ إمدادات الكهرباء في تلك الأماكن. ودعا رداد بن علي البلدية بإعادة تطوير وتأهيل الحدائق الواقعة وسط وأطراف البلدات الشمالية لتصبح عامل جذب لمختلف شرائح المجتمع من داخل وخارج المحافظة. ويرجع عسير بن خليفة، غياب أماكن الترفيه داخل البلدات إلى عدم وجود أي خطط أو تصورات لدى الجهات المسؤولة قائلاً: على امتداد الأعوام الماضية لم تشهد القرى الشمالية أي نشاط يتعلق بإعادة تطوير «بحيرة الأصفر» مثلاً أو الاهتمام بزيادة الرقعة الخضراء، منوها أن ما يزيد الأمر تعقيداً وجود الشباب العزاب في تلك الأماكن والتي ترتادها العائلات، وبالتالي يصبح التنزه محرجاً للعائلات التي لا تأخذ راحتها كما يجب وهو ما يضطرنا إلى البحث عن أماكن أخرى خارج القرى للترفيه. ويرى دعيج الرشيدي أن إعادة تأهيل «بحيرة الأصفر» يتطلب تكاتف كل الجهود من أجل رفع مكانة المقومات الطبيعية للقرى الشمالية، مشيراً إلى أنها تشهد حركة نشطة في عدة مجالات مختلفة وهو ما يحتم على البلدية توفير مقومات العمل الناجح. من جانبه أكد رئيس بلدية العمران المهندس فؤاد بن خالد الملحم، بأن الحدائق في البلدات الشمالية وضعت على سلم أولويات وخطط عمل البلدية مع الجهات المختصة ويجري حالياً هدم المباني المحيطة بها، بالإضافة إلى تحديد مساحتها حتى يتسنى العمل فيها. وأضاف: إن البلدية بدأت في تنفيذ خطة تمتد من أربعة إلى خمسة أشهر كمرحلة أولى وتبدأ من مدينة العمران لتصل إلى جميع القرى بعد توفير خط المياه المغذي لتلك الحدائق، على أن يتم تنفيذ مشاريع مضامير للمشي في المرحلة الثانية في العمران وبطول طريق مسجد جواثا، مشيراً إلى أن السبب الرئيس لعدم تطوير أو تأهيل الحدائق بالقرى الشمالية يعود إلى شح موارد المياه وعدم تمديد الكهرباء اللازمة لتغطية الاحتياجات. وقال: البلدية تتعامل مع الواقع بوضوح والطموح موجود وطرحت مشروعات ومخططات وأفكارا جديدة، لافتاً إلى أنه في ظل غياب المقومات يصعب على الجميع التقدم في أي مجال، منوها إلى التواصل مع مختلف الجهات من أجل إيجاد حل لتلك المشكلة، وإنجاز العديد من المشاريع التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة النهضة التي تشهدها محافظة الأحساء عموماً والقرى الشمالية بشكل خاص لما تتمتع به من موقع مميز ومساحات واسعة يمكن استثمارها في شتى المجالات، مما يساعد على تلبية طموح الأهالي. جفاف وتصحر (اليوم)