وجعلنا الليل لباسا.. عند الساعة التاسعة من صباح يوم عيد الفطر المبارك قطعت مدينة الدمام من شرقها إلى غربها في بضع دقائق فالشوارع هادئة ولا يوجد ازدحام فالناس كباراً وصغاراً -معظمهم- يغطون في سبات عميق، عندها تذكرت الماضي الجميل يوم أن كان العيد عيداً, فالناس في الدمام وفي ذلك الزمن لا ينامون صباح العيد والاطفال يملأون الشوارع والحارات اما الملاهي فلم يكن يوجد الا ملاهٍ واحدة للدمام يذهب اليها اطفال الدمام في موقع عمارة التأمينات الاجتماعية في الدمام حاليا. كانت الدمام تنام في رمضان في حوالي العاشرة ليلاً فالبث التلفزيوني سواء التلفزيون السعودي او تلفزيون ارامكو ينتهي في ذلك الوقت والجميع ينام للاستيقاظ للسحور ومن ثم الذهاب للمدارس او الاعمال في اوقاتها المعتادة. ماذا جرى؟ ولماذا تغيرنا؟ لماذا تركنا التوجيه الرباني في ضرورة النوم ليلاً, ألم يقل الله عز وجل في محكم كتابه: «اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ».. وفي آية اخرى «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً» وفي آية اخرى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ معاشاً». لماذا تحولنا إلى مجتمع يعمل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع؟ هل المدنية الحديثة بما فيها من فضائيات وانترنت جعلتنا نغفل حتى عن تعاليم ديننا وعن ما يضر بصحتنا؟ الغرب اخذ محاسن ديننا التي تركناها, اخذها عن قصد او بدون قصد لكن الاكيد هو ان الغرب يعلم بمضار السهر وتأثيره على صحة الإنسان فهناك سيل عارم من الأبحاث الطبية التي أجراها علماؤهم لمعرفة اضرار السهر وتم نشرها للملأ لكن الفرق انهم يتبعون ما توصي به الابحاث ويستمعون للنصح الصحي اما نحن فأذن من طين وأذن من عجين. هل نعلم ان مطارات اوروبا العالمية وعلى رأسها مطار هيثرو في لندن يقفل ابوابه في تمام الساعة العاشرة ليلا ويفتح في الخامسة صباحاً؟ هل نعلم ان ضواحي المدن والقرى في اوروبا لا تجد من يمشي في شوارعها بعد العاشرة ليلاً.لماذا تركنا التوجيه الرباني في ضرورة النوم ليلاً, ألم يقل الله عز وجل في محكم كتابه: «اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ».. وفي آية اخرى «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً» وفي آية اخرى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ معاشاً». لماذا تحولنا إلى مجتمع يعمل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع؟هل نعلم انه في بعض المباني السكنية في اوروبا يحظر استعمال السيفون الطارد في الحمامات بعد العاشرة ليلاً. ما زلت اذكر الشرطي في بريطانيا الذي اتى لمنزلي طالبا اصلاح عادم سيارتي او تحرير مخالفة لأن انبوب العادم يصدر صوتا مزعجاً ويوقظ الجيران من النوم اما صاحبي فلم يكن افضل حظاً مني فلقد تم استدعاؤه الى المحكمة لأن جارته التي تسكن اسفل منه اشتكته لان اطفاله يبقون مستيقظين الى الساعة العاشرة ولا تستطيع النوم من حركتهم!! ماذا ستقول هذه المرأة لو رأت حال ابنائنا في رمضان!! اما عن الاضرار الصحية فأرى ان وزارة الصحة مقصرة في تبيان الاضرار الصحية الناتجة عن السهر فهي المسؤول الاول عن صحة المواطنين والمقيمين علما بأن اضرار السهر لا تقل عن المضار الاخرى مثل التدخين والسمنة بل هي عامل مهم في حدوث الامراض المزمنة والخطيرة, فهل نطمح ان نرى برنامجاً توعوياً من ضمنه إرسال منشور يصل لكل بيت يبين اضرار السهر صحيا على البالغين وعلى الاطفال خصوصاً قبل رمضان القادم. وما دام الشيء بالشيء يذكر، دعوني اسرد لكم اهم ما قرأت عن اضرار للسهر ففي الدراسة التي قام بها الباحث سانجي باتل من كلية الطب بهارفارد فلقد تم دراسة 82 الف ممرضة ووجد ان هناك ازديادا في نسبة الوفيات في الممرضات اللائي ينمن اقل من 6 ساعات في الليلة. وهناك دراسة مهمة اخرى، فلقد أكد الباحثون من جامعة اريزونا الامريكية ان النوم في الظلام مفيد للصحة ويحسن نشاط جهاز المناعة بصورة كبيرة.. وذكر الباحثون ان الجسم يفرز في الظلام هرمون الميلاتونين الذي يؤدي دورا وقائيا في مهاجمة الامراض الخبيثة كسرطان الثدي والبروستات. وتشير الدراسات الى ان انتاج هرمون الميلاتونين -الذي يعيق نمو الخلايا السرطانية- قد يتعطل مع وجود الضوء في غرفة النوم. ويرى الباحثون ان هذه العملية الطبيعية التي اوجدها الله تعالى تساعد في الاستفادة من الليل المظلم للوقاية من انواع معينة من السرطان. السؤال هو كيف نعيد مجتمعنا الى الفطرة والى طبيعته؟ من يستطيع؟ ام ان الماضي الجميل لا يعود. [email protected]