خيمت نذر توتر غير مسبوق في المنطقة الحدودية بين مصر وفلسطين المحتلة منذ الخميس حيث وصفت أحداثه بأنها الأكثر دموية منذ انتهاء حرب 1973، ووصفت مصادر سياسية حالة التوتر بأنها وصلت إلى حد إعلان حالة الحرب، وأن مشاورات سريعة وعاجلة على أعلى المستويات قامت بها الولاياتالمتحدة ودول غربية نجحت في نزع فتيل الأزمة في اللحظات الأخيرة .. وقبل فلتان الأعصاب. وبينما تردد أن مسئولا عسكريا مصريا رفيعا (قيل إنه رئيس الأركان الفريق سامي عنان) قام بزيارة إلى سيناء، في محاولة لمنع الوضع من الخروج عن السيطرة وقام بتفقد منطقة الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة، وهو ما نفته مصادر مصرية لاحقاً، إلا أنه لوحظ تراجع الاسرائيليين عن مزاعمهم ولجوئهم لتهدئة الموقف، إذ زعم المتحدث باسم الجيش العميد يوئيف موردخاى، أن القوات الإسرائيلية التي انتشرت على الحدود المصرية لم تستهدف قوات الأمن المصرية عن عمد، موضحاً أن قوات الأمن المصرية غير متورطة بالمرة في الهجمات بإيلات. الأمر الذي أكده أيضا قائد المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، قائلاً إن قوات الأمن المصرية لن تكون مستهدفة من القوات الإسرائيلية، ما يشير الى محاولة تهدئة من جانب اسرائيل. ولليوم الثالث على التوالي، تسود حالة من التوتر الحدود المصرية الإسرائيلية في القطاعين الأوسط والجنوبي، بعد الإعلان عن ارتفاع عدد شهداء القصف الجوى الإسرائيلي على الحدود المصرية في طابا إلى 5 من الجنود والضباط، بعد أن كان العدد 3 شهداء فقط حتى مساء الخميس. وبينما أعلنت الجامعة العربية عن عقد اجتماع طارئ هذا الأحد لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والهجمات الاسرائيلية على غزة والتي أسفرت عن مقتل 15 شخصاً. شدد مسؤول في وزارة الحرب الإسرائيلية، السبت، أن معاهدة السلام مع مصر استراتيجية، وترتكز على الحوار, وأن بلاده ليس لديها أي نية للإضرار بأمن المصريين. وفي أول رد فعل مصري، قررت الحكومة، وإلى حين موافاتها بنتائج تحقيقات إسرائيل واعتذار قادتها سحب السفير المصري، وقال التلفزيون المصري إن القاهرة قررت سحب سفيرها من إسرائيل وحمّلتها المسؤولية عن الأحداث رافضة «أي محاولة إسرائيلية لإلقاء تبعية الإهمال الأمني الإسرائيلي في حماية الحدود وإقحام اسم مصر في ذلك». وجاء في بيان اللجنة الوزارية المصرية المكلفة ببحث تداعيات الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود المصرية – الإسرائيلية، أن مصر تستنكر التصريحات الإسرائيلية المتسرعة وغير المسؤولة. وحمل البيان إسرائيل المسؤولية السياسية والقانونية المترتبة على حادث قتل الجنود المصريين، داعية تل أبيب إلى فتح تحقيق في الحادث، وموافاة القاهرة بنتائجه. وجاء في البيان «تابعت مصر بقلق وأسف شديدين ردة الفعل الإسرائيلية على عمليات التفجير التي شهدتها مدينة إيلات، والتي تدينها مصر بشدة، وامتداد ردة الفعل الإسرائيلية لتنال من بعض أفراد القوات المصرية المرابطة على خط الحدود الدولية المشتركة». قررت القاهرة سحب سفيرها لدى إسرائيل وحمّلتها المسؤولية عن الأحداث رافضة «أي محاولة إسرائيلية لإلقاء تبعية الإهمال الأمني الإسرائيلي في حماية الحدود وإقحام اسم مصر في ذلك».وقال «وتقرر اللجنة ولحين موافاتنا بنتائج تحقيقات السلطات الإسرائيلية واعتذار قاداتها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر سيتم سحب السفير المصري من إسرائيل». ميدانيا، يشهد القطاع الشمالي القريب من معبري رفح وكرم أبو سالم حالة من الهدوء، ووفق المصادر فإن القوات الإسرائيلية تواصل الحشد الكبير قرب الحدود وعلى مسافات من كيلو إلى 5 كيلو مترات فى مناطق قريبة من مستعمرة نيتسانا، وعلى أطراف المدن والمستعمرات الإسرائيلية فى بئر سبع وإيلات، وبحسب شهود عيان فإن هناك دوريات إسرائيلية مدعمة بطائرات استطلاع هليكوبتر تجوب مناطق الحدود، مدعمة بكاشفات إنارة قوية فى الفترات المسائية من العلامة رقم 80 حتى العلامة الدولية رقم 90 فى مناطق طابا، وهي المناطق التى شهدت الاشتباكات، كما تشهد الحدود تواجد سيارات الهامر الحديثة الخاصة بقوات حرس الحدود الإسرائيلية وكلاب مدربة، وأن هناك حركة في الفترات الليلية بصورة غير عادية. المصادر أكدت أن القوات المصرية العاملة على الحدود والتابعة لقوات الأمن المركزى بدورها تتلقى الدعم من قوات الأمن المركزي بمحافظات القناة، وأنه تحركت فجر السبت القوات من السويس ومن اتجاه القنطرة شرق فى طريقها للعريش. وبدأت النيابة العامة بالعريش تحقيقاتها فى أحداث الحدود، والتى وقعت عند العلامة الدولية رقم 79 بمنطقة النقب بوسط سيناء، وأدت إلى مصرع عدد من أفراد الأمن المركزى نتيجة لإطلاق النار عليهم من الجانب الآخر.
الإعلام الإسرائيلي: سحب السفير خطوة ل»فسخ» اتفاقية السلام اعتبرت وسائل الإعلام فى إسرائيل قرار مصر باستدعاء سفيرها ياسر رضا، من إسرائيل بمثابة تصعيد خطير من قبل القاهرة، سيتسبب فى تدهور العلاقات، المتوترة أصلاً منذ أشهر بين البلدين، وقد يؤدى أيضاً إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وفسخ معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين البلدين بعد شهور قليلة فقط من نجاح المصريين فى إسقاط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك الذى كان يسعى دائمًا لحماية وضمان مصالح وأمن إسرائيل. وأكدت صحف "هاآرتس" و"يديعوت أحرنوت"و"معاريف" و"جيروزاليم بوست" والإذاعة الإسرائيلية، أن الأيام القادمة ستمثل اختباراً صعباً وحرجاً للغاية بين البلدين التى شهدتا توتراً كبيرًا فى علاقاتهما عقب الثورة المصرية التى أطاحت بنظام مبارك، وعقب امتثال الإدارة المصرية الجديدة للضغوط الشعبية والثورية التى تطالب بإنهاء سنوات العسل والعلاقات الحميمية بين القاهرة وتل أبيب، التى كانت قائمة طوال عقود حكم مبارك. وادعت وسائل الإعلام العبرية أن مصر تلعب مع إسرئيل "لعبة اللوم"، بعد مقتل عدد من قواتها، وظهر هذا بعدما حملت الإدارة المصرية إسرائيل مسئولية مقتل قواتها، ووجهت لها اتهامات بالتهور وعدم ضبط النفس على الحدود بين البلدين، وفى نفس الوقت تناست القاهرة أنها فقدت بالفعل السيطرة الأمنية على سيناء، لهذا نجح منفذو عملية "إيلات" الإرهابية فى تنفيذ عمليتهم وقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، من خلال تسللهم من أراضى سيناء. وقال المحلل امير آرون في مقال بصحيفة "هآرتس" بالعبرية إن السلام مع مصر هو أخطر المصابين في تلك العملية وأضاف أنه ومع سقوط نظام مبارك وتدهور حالة نظام بشار الأسد فقدت إسرائيل شريكا باردا لكنه مصمما، صحيح أنه حتى مبارك لم ينجح في فرض إرادته على سيناء لكن من أسقطوه وورقة نظامه يتهربون من كل شيء ويفقدون السيطرة بشكل تام.