ربما تكون «نهى ميرزا» هي إحدى ضحايا التناقض الذي أطاح بحلمها في الابتعاث ولن تكون بالطبع آخر هؤلاء الضحايا. ومن المؤكد أن ما تعرضت له نهى كفيل بنسف كل ما يتردد عن قواعد ولوائح الابتعاث والتصاريح الوردية التي تصدر بين الوقت والآخر لتؤكد أن للطالب فرصا عديدة قبل صدور «فرمان» بإلغاء ابتعاثه، وعلى أية حال فقد يكون ما تعرضت له الطالبة قصة جديدة تضاف للقائمة الطويلة من القصص المأساوية التي يتعرض لها المبتعثون. وتتحدث نهى ميرزا عن قصتها ومعاناتها والتي بدورها ضيعت أحلامها ومستقبلها، حيث تبدأ تلك المعاناة مع وزارة التعليم العالي والملحقية السعودية بالولايات المتحدةالأمريكية كونها إحدى الطالبات التي حظيت بالابتعاث عن طريق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وعلى الرغم من تفوقها في مرحلة البكالوريوس إلا أن هذا التفوق لم يكن شفيعا لها للحد من معاناتها في طلب النقل من جامعة لأخرى لدراسة الماجستير. وتعود التفاصيل كما روتها (نهى) وكما أثبتتها الأوراق والخطابات التي وجهتها للمسؤولين بالوزارة والملحقية إلى ابتعاثها في المرحلة الخامسة للبرنامج لدراسة اللغة الإنجليزية ودرجة الماجستير، كما كانت مبتعثة لأول مرة بمعهد في ولاية تكساس بأمريكا فدرست به شهرا واحد فقط، ثم طلبت نهى النقل إلى ولاية تنيسي مارتن لأن جامعة تكساس التي يوجد بها المعهد غير معترف بها من الوزارة، فكان المطلوب منها دراسة الماجستير في جامعة تنيسي لإنهاء اختباري «التوفل والجيمات».. وتضيف نهى «أثناء دراسة اللغة كنت أحضر للاثنين معاً وفي نفس الوقت كنت أحاول إيجاد قبول جامعي آخر, ولكن لم أستطع تلبية متطلبات جامعة تنسي وحصلت على قبولين أحدهما من جامعة متشيغن وأخرى جامعه نيوهامشير, ولكن تم رفض الاثنين ولنفس السبب وهو «تكدس طلابي». وتضيف: «بعد انتهائي من اللغة اضطررت للعودة للمملكة، وخلال تواجدي بالمملكة قدمت على اختبار «الآيلتس», ولم يكن هناك وقت كاف للحصول على قبول جامعي لدراسة الماجستير بعدها نصحني المرشد الدراسي بالعودة إلى أمريكا لدراسة فصل دراسي أقلها ست ساعات أكاديمية, وبالفعل ذهبت وبعد انتهاء «السميستر» لم يسمحوا لي بدراسة فصل آخر، ونصحني المرشد بتأجيل البعثة والعودة للمملكة مرة أخرى لمحاولة إيجاد قبول نهائي غير مشروط، وقدمت اختبار الآيلتس للمرة الثانية وحصلت على الدرجة التي تطلبها بعض الجامعات الأمريكية فقدمت على عدة جامعات، وحصلت على قبول جامعي نهائي غير مشروط من جامعة Texas A&M-Commerce في تخصص المالية والتمويل, ثم قدمت طلبا في الملحقية للموافقة على النقل وتم رفض الطلب بسبب أن التخصص به «تكدس طلابي». وتقول نهى الميرزا إنها كتبت خطابين حصلت «اليوم» على نسخة منهما أحدهما كان موجها لوزارة التعليم العالي والآخر للملحقية لطلب إعادة النظر بالقبول وسرعان ما كان الرد بالإيجاب حيث تمت الموافقة من قبل الملحقية على أن تدرس نهى في فصل خريف 2011 فقط وبتخصص المالية ثم تقوم بتغيير التخصص في فصل ربيع 2012 وبعد الموافقة والتعهد على هذا الاتفاق، قامت الوزارة بتحريك المعاملة حيث طلبوا تقريرا دراسيا كاملا عني، وبالتالي أصبح الوضع معلقا لحين رد الوزارة للملحقية وكان الرد أبعد مما توقعته نهى حيث كان حاسما بأنني «لا أستحق البعثة» وذلك لتدني المستوى الدراسي وحصولها على معدل 2.00 مما أدى لفصل بعثة الماجستير. وتقول نهى عن التناقض الذي اعتبرته في معاملتها من قرارات الوزارة والملحقية: « لا أعرف حقيقة التناقض كانوا يخبرونني بالموافقة المبدئية على النقل لدراسة فصل دراسي واحد فقط ثم تغيير التخصص في الفصل الآخر، في حين أنهم يبلغون الوزارة بأني لا أستحق البعثة، في بادئ الأمر رفضوا بسبب التكدس الطلابي, والوزارة رفضت بسبب رأي الملحقية والذي أعتبره ظالما جدا، فلم يفكر أي مسؤول من الوزارة بسؤالي لماذا هذا الانخفاض في المستوى الدراسي خصوصا وأن معدلي في البكالوريوس 4.14 أليس هذا المعدل كفيلاً بالسؤال فقط لماذا وضعي الدراسي منخفض في أول فصل دراسي للماجستير؟!». وتضيف نهى متسائلة: «لماذا صرفوا لي التذاكر للذهاب إلى أمريكا حيث قاموا بصرفها بتاريخ 12\9\1432 وفصلوني في اليوم التالي مباشرة, لا أستطيع تصديق مدى هذا التناقض, أوليس للطالب فرصتان للحصول على الإنذار وفي الثالثة يعاقب بأن يفصل مؤقتاُ للدراسة على حسابه، وحاولت «اليوم» التواصل مع الملحقية الثقافية بالولايات المتحدةالأمريكية ومع المسؤولين بوزارة التعليم العالي إلا أنها لم تجد ردا على اتصالاتها المتكررة لها.