نختتم مقالنا لهذا الأسبوع بالحديث عن تداعيات خفض وكالة ستاندرد آن بورز(S&P) التصنيف الائتماني للولايات المتحدة درجة واحدة، والذي حتما سوف يكون له إنعكاسات وتداعيات سلبية خطيرة ليس فقط على الولاياتالمتحدة ، بل على جميع الدول، وبخاصة تلك المرتبطة عملتها بالدولار، وذلك نظرا لقوة ونفوذ الاقتصاد الأمريكي على بقية اقتصاديات دول العالم. إذ أنه لايوجد إقتصاد ما بمنأى عن تداعيات الأزمة!! ولذلك فإن الانعكاسات المرتقبة من أزمة الديون الأمريكية ستكون كبيرة ومؤثرة وسوف تطال مختلف دول العالم وبخاصة تلك الدول التي وضعت معظم استثماراتها في السندات الأمريكية. و من المتوقع أن تتعرض هذه الاستثمارات لانخفاضات حادة وكبيرة في قيمتها الحقيقية وليس الإسمية، وذلك نتيجة لتداعيات الانخفاضات المتوقعة بقيمة الدولار. وقد بدأنا نلحظ أن هناك إنخفاضا متواصلا في سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسة الأخرى بسبب تداعيات أزمة الديون ، مما يعني حدوث انخفاض بسعر صرف الريال تجاه العملات العالمية الأخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى إحداث لمزيد من الضغوطات التضخمية في اقتصاد المملكة!! بالإضافة إلى احتمالية تأثر القطاع البنكي والمصرفي بشكل سلبي، وكذلك سوف يكون له تأثيرات سلبية على حجم التصديروالاستيراد!! و من المتوقع أن يطال الأثرالسلبي الأكبر قطاع البنوك والمصارف تحديدا من بين شركات السوق، وذلك نظراً للإرتباط المالي الكبيرلهذه البنوك والمصارف. دول الخليج ليست باستثناء من بقية دول العالم، إذ أنها تعد أقل دول العالم الغنية استثمارا في الدين الأمريكي ،وذلك وفقا للاحصاءات الدورية التي تصدر من الخزانة الامريكية ،وتعدالصين الدولة الوحيدة المنافسة الحقيقية للولايات المتحدة اقتصاديا، ولاتزال تحتفظ باستثمارات بمبلغ أكثرمن تريليون دولار . و قد أفرزت هذه المستجدات الاقتصادية وجهتي نظر بين كبارالمفكرين الإقتصاديين: الأولى ترى ضرورة استمراردول الخليج باستثماروفوراتها النقدية الناتجة عن إيرادات البترول بشراء سندات الخزينة الأمريكية، وذلك لأن تلك الاستثمارات تظل الخيارالوحيد والآمن بين مختلف الخيارات الاستثمارية المتاحة عالميا، وذلك بسسب مايوفره هذا النوع من الاستثمارات من درجة عالية في الأمان وإحتفاظها بذات الوقت بدرجة كبيرة من السيولة. إذ أن هذا النوع من الاستثماريحفظ للدول المستثمرة إمكانية تسييل تلك الاستثمارات عند الطلب!! كما أن دول الخليج ليست باستثناء من بقية دول العالم، إذ أنها تعد اقل دول العالم الغنية استثمارا في الدين الأمريكي، وذلك وفقا للاحصاءات الدورية التي تصدر من الخزانة الامريكية ،وتعد الصين الدولة الوحيدة المنافسة الحقيقية للولايات المتحدة اقتصاديا، ولاتزال تحتفظ باستثمارات بمبلغ أكثرمن تريليون دولار،بالإضافة إلى أن الدين السيادي الأمريكي لايزال دينا ممتازا بالتقييم الاقتصادي بالرغم من خفض تصنيفه الإئتماني!! بينما ترى وجهة النظرالأخرى أن استمراراحتفاظ دول الخليج باستثماراتها بالدين الأمريكي، سوف يكون له إنعكاسات اقتصادية ومالية سلبية ومباشرة، تتمثل باحتمالية حدوث انخفاضات في قيم عملات هذه الدول، بالإضافة إلى توقع حدوث انخفاض في الطلب على النفط مما سيؤدي إلى تراجع في أسعاره إلى مستويات متدنية قد تعيق تقدم المشاريع التنموية والصناعية في هذه الدول!! [email protected]