توقع تقرير لمنظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» نمواً بمشاريع الطاقة الجديدة في الدول العربية، وقال ان قيمة رأس المال التي ستحتاجها هذه المشاريع للفترة بين 2011 و2015 ستصل إلى نحو 430 مليار دولار، وقالت «أوابك» إن هذه المشاريع الجديدة سوف تتركّز في خمس دول أعضاء في المنظمة هي السعودية والامارات وقطر والجزائر ومصر. ووفقاً للتقرير فإن منحى استثمارات الطاقة العربية في المستقبل المنظور سوف يسلك هذا الطريق ومن المتوقع أن تستأثر الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على حوالي ثلثي استثمارات الطاقة في الدول العربية، وفى ظل ما تشهده المنطقة العربية في المرحلة الراهنة من ارتفاع في وتيرة التوتر السياسي في بعض الدول المنتجة والمصدّرة للنفط والغاز الطبيعي فقد أصبح نقاش الأوساط ذات الصلة بصناعة الطاقة العالمية مرتكزاً حول أمن إمدادات الطاقة القادمة من تلك الدول، حيث أصبح هذا الشأن من مواضيع الساعة ومحوراً رئيسياً في نقاشات السياسة الدولية خصوصاً لدى الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة الأحفورية بعدما أدت تلك الأوضاع الى تراجع في إنتاج بعض الدول وتوقف بعض المنشآت البترولية عن العمل لأسباب مختلفة إضافة إلى حوادث القرصنة البحرية المستمرة على ناقلات النفط والغاز الطبيعي. وقال تقرير «أوابك» إن اجمالي احتياطيات المنطقة المؤكدة من النفط الخام في نهاية عام 2010 بلغ حوالي 683.66 مليار برميل، في حين بلغ اجمالي الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي للفترة نفسها حوالي 54.8 تريليون متر مكعب. وقال إن تأمين الإمدادات النفطية حظيت بأهمية خاصة في ظل المؤشرات الدالة على استمرار تنامي الطلب العالمي على النفط بمعدلات مرتفعة نسبياً، مشيرة إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 84.5 مليون برميل يومياً في عام 2009 إلى 86.1 مليون برميل يومياً في عام 2010 ومن المتوقع زيادة جديدة في 2011، وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربية ظلت طيلة السنوات الخمسين الماضية تحتل مركز الصدارة بالنسبة لمصادر الطاقة الأحفورية العالمية بفضل ما تمتلكه دولها من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي، وأوضح أن احتياطيات المنطقة العربية المؤكدة من هذين المصدرين ترتفع بفضل ما كان يتم فيها من جهود لاكتشافات نفطية وغازية جديدة، مشيراً إلى أنه ونتيجة لذلك حظيت الدول العربية بثقة كبيرة واطمئنان من دول العالم المستهلكة للنفط والغاز الطبيعي، وبناء على هذه البيانات ظلت الدول العربية المنتجة للبترول وستظل لعشرات السنين القادمة شريكاً رئيسياً ومؤثراً في الاقتصاد العالمي، مبيناً انها ساهمت ومنذ عقود بتزويد العالم بإمدادات طاقة آمنة ومستقرة بالرغم من الظروف التي شهدتها السوق البترولية من عدم استقرار وتوترات سياسية ومصاعب اقتصادية وغيرها، وأشار التقرير إلى أن عام 2010 شهد تزايداً ملحوظاً في نشاطات التنقيب والاستكشاف عن النفط والغاز الطبيعي في معظم الدول العربية وكان من نتيجته تحقيق الدول العربية 98 اكتشافاً تنوّعت ما بين اكتشافات نفطية وغازية منها ما أعلنته مصر عن تحقيقها 63 اكتشافاً نفطياً وغازياً. وعلى جانب آخر فقد هبطت اسعار العقود الآجلة للنفط الامريكي أكثر من دولار في التعاملات الآسيوية امس الجمعة مع تعرضها لضغوط من صعود الدولار وبيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة أذكت المخاوف من ضعف الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وتراجع الخام الامريكي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر 1.51 دولار إلى 80.87 دولار للبرميل بعد ان أنهى الجلسة السابقة على خسائر بلغت أكثر من خمسة دولارات. وانخفض خام القياس الاوروبي مزيج برنت لعقود اكتوبر تشرين الاول 84 سنتاً إلى 106.15 دولار للبرميل بعد ان أغلق أمس الأول الخميس منخفضًا 3.61 دولار.