بدت البورصات الاوروبية وقد خاب املها صباح الاربعاء بالاجراءات التي اعلنتها المانياوفرنسا لتعزيز الوضع المالي لمنطقة اليورو لا سيما لرفضهما اصدار سندات اوروبية للحد من ازمة الدين. وافتتحت بورصة باريس بانخفاض نسبته 0,58 بالمائة وكذلك لندن بنسبة 0,78 بالمائة وفرانكفورت 1,41 بالمائة ومدريد 0,59 بالمائة وميلانو 1,02 بالمائة ولشبونة 0,57 بالمائة. كما خسرت البورصة السويسرية 0,91 بالمائة. من جانبه قال المحلل النفطي لدى «فيليب فيوتشرز» في سنغافورة كير تشانغ يانغ ان «الاجتماع بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فشل في تهدئة المخاوف حول ازمة الدين في منطقة اليورو». وكانت البورصات الاوروبية قد أنهت تداولات الثلاثاء على انخفاض قبيل انتهاء القمة الالمانية الفرنسية نتيجة التشكيك بنتائجها. وخسرت باريس 0,25 بالمائة وفرانكفورت 0,45 بالمائة وميلانو 0,87 بالمائة ومدريد 0,40 بالمائة ولشبونة 1,47 بالمائة. وارتفعت بورصتا سويسرا (+0,91 بالمائة) ولندن (+0,13 بالمائة) عند الاغلاق. واعلنت ميركل وساركوزي عن سلسلة اجراءات هى حكومة اقتصادية جديدة تعيّن لسنتين ونصف السنة وتجتمع مرتين في السنة، برئاسة الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي، وقاعدة ذهبية لتخفيض العجز الهائل في الميزانيات العامة الذي يتسبب بالازمة التي تشهدها منطقة اليورو منذ اشهر، وفرض ضريبة على المعاملات المالية، وكانت تصريحات زعيمي اقوى اقتصادين في منطقة اليورو تنتظر بترقب شديد في الاسواق وسط المخاوف الناجمة عن ازمة الديون وبعد صدور ارقام مخيّبة للامل كشفت عن تباطؤ النمو في المنطقة. غير ان هذه الاقتراحات لقيت ردود فعل فاترة. وقال ايف مارسي الخبير لدى شركة غلوبال اكويتيز في باريس «ان الامر مخيّب للامل بعض الشيء ويبقى الموقف مبهماً جداً، وأضاف: يجري الحديث عن حكومة اقتصادية اوروبية، لكن ما الذي ستتألف منه؟ ما هي صلاحيات هذه الحكومة؟ هل ستكون مخوّلة لإنزال عقوبات او تحديد توجهات للدول؟. وعلى صعيد آخر اعرب كل من ساركوزي وميركل عن معارضتهما لاصدار سندات اوروبية تحل محل سندات الخزينة الوطنية التي تصدرها كل دولة، وفق اجراء اقترحته عدة دول اخرى وكذلك المفوضية الاوروبية سعياً لطمأنة الاسواق، واعلنت المستشارة الالمانية انها لا تعتقد ان «السندات الاوروبية ستساعدنا اليوم» فيما اوضح ساركوزي ان هذه السندات ستعرض الدول الافضل تصنيفاً «لخطر بالغ» ولا يمكن اعتمادها الا «كنتيجة لعملية اندماج». غير ان رينيه ديفوسي من شركة ناتيكسيس شدّد على ان السندات الاوروبية هي «الامر الوحيد الذي يمكن ان ينزع فتيل الازمة»، وقال: «ان قلتم للسوق انكم تعدون لإطلاق سندات اوروبية مشتركة، فإن السوق ستفكر ملياً قبل مهاجمة بلد ما». وقال سوني كابول من مجموعة الدراسات «ري - ديفاين» لا ارى كيف ستساعد الاجراءات التي اعلن عنها في تسوية ازمة اليورو وتحفيز النمو وتعزيز نظام مصرفي اوروبي بات ضعيفاً»، مضيفاً ان القمة «لم تفض الى اي شيء جديد او مفيد». اعرب كل من ساركوزي وميركل عن معارضتهما إصدار سندات اوروبية تحل محل سندات الخزينة الوطنية التي تصدرها كل دولة، وفق اجراء اقترحته عدة دول اخرى وكذلك المفوضية الاوروبية سعياً لطمأنة الاسواق. وعارض ساركوزي وميركل زيادة ميزانية الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي معتبرين ان الميزانية الحالية البالغة440 مليار يورو كافية لآلية الاسعاف هذه المدعوة لإقراض الدول التي تواجه صعوبات او شراء سندات ديونها. وقال ساركوزي «انني اثق بالآفاق الاقتصادية لمنطقة اليورو والعالم» مؤكدا «عزم فرنسا المطلق على احترام التزاماتها» على صعيد خفض العجز في ميزانيتها في وقت يعقد تباطؤ النمو الاوضاع المالية في فرنسا قبل تسعة اشهر من الانتخابات الرئاسية. وقالت ميركل من جهتها «لست متشائمة اطلاقاً بشأن امكانات النمو». وقال المحلل لدى ويلز فارغو فاسيلي سيريبرياكوف «كان المستثمرون يركّزون بحدة على هذا المقترح». وتابع: «لكن نظراً الى استبعاده فسيكون من الصعب على القادة التأثير على الاسواق». وكان شارع الاعمال في نيويورك وول ستريت اول من ابدى رد فعل على هذه المعلومات حيث خسر مؤشر داو جونز 0,67 بالمائة وناسداك 1,24 بالمائة. ونتيجة الإجراء الضريبي الجديد تراجعت مؤشرات البورصات عند الافتتاح فتراجع نايمكس يورونكست بنسبة 3,22 بالمائة وبورصة لندن 3,96 بالمائة والبورصة الالمانية بأكثر من 6 بالمائة. اما في الاسواق الآسيوية فكان رد الفعل اكثر تنوّعاً فشهدت الاربعاء تردداً حول تفسير هذه القرارات. وتراجعت بورصة طوكيو 0,55 بالمائة لكن سيدني ارتفعت 1.32 بالمائة وسيول 0,68 بالمائة. وفي مؤشر الى فشل القمة الفرنسية الالمانية في طمأنة الاسواق تراجع سعر اليورو امام الدولار وبلغ 1,4352 دولار في طوكيو ليلاً. لكن من بين العملات المرجعية التي يتم اللجوء اليها في وفت الازمات برز الين والذهب صباحاً حيث واصلا الارتفاع.