ما يميز التلفزيون الرقمي أو ما يسمى بتلفزيون بروتوكول الانترنت ( IPTV ) هو التفاعل بين المشاهد وبين القناة التلفزيونية بشكل مختلف كثير عن التلفزيون الحالي مما يضفي مشاهدة ممتعة وفلسفة جديدة للبث التلفزيوني. من أنواع المشاهدة التفاعلية هو أن يطلب المشاهد ما يريد مشاهدته، وقت ما يريد هو، فمثلا عندما يشاهد قناة أفلام معينة فإنه ليس مجبراً بمتابعة الفلم الذي يعرض الآن، بل لديه حرية اختيار أي فلم آخر ومشاهدته، إذ يمكن أن يقوم بالبحث عن الأفلام التي يريدها بالاسم، أو باسم المخرج، أو حتى بنوع الفلم من حيث كونه فيلما وثائقيا عن الطبيعة أو عن التقنية أو غير ذلك، وهكذا تمتد حرية الاختيار في كافة القنوات، من رياضية أو اجتماعية أو غيرها. من أنواع التفاعل في التلفزيون الرقمي هو التصويت في البرامج التي تتطلب تصويت المشاهدين ولن يكون هناك الحاجة إلى التصويت عبر رسائل الجوال أو عن طريق الانترنت. أيضا يمكنك المشاركة في برامج ، فمثلا في برنامج مثل ( من سيربح المليون ) لو طلب أحد المتسابقين الاستعانة برأي الجمهور ، فإن كل المشاهدين في منازلهم يستطيعون المشاركة من خلال الريموت كنترول الخاص بجهاز استقبال التلفزيون الرقمي. من أنواع التفاعل في التلفزيون الرقمي خاصية التسوق عبر التلفزيون ، فلربما تشاهد يوما ما قناة ( بندة ) أو قناة ( جيان ) وستشاهد العديد من العروض والدعايات والتخفيضات ، بل ويمكنك التجول داخل السوق وبين ممراته عبر الشاشة ، وبحركات من الريموت كنترول يمكنك أن تشتري ما تشاء ، فلو دخلت قسم الألبان وبضغطة على صورة اللبن فإنك ستشاهد اللبن انتقل الى سلة التسوق ، وبعد أن تنتهي من التسوق تقوم بعملية الدفع إلكترونياً ، ليتم توصيلها إليك في المنزل ، وقس على ذلك العديد من الخدمات والمحلات. كما يقدم التلفزيون الرقمي خدمة المشاهدة المدفوعة لبرنامج معين أو مباراة معينة التي تبث مباشرة بسعر رمزي، فبدلاً من الاشتراك في باقة تلفزيونية لمدة سنة كاملة لمتابعة مبارايات فريقك المفضل، فانه بدلاً من ذلك يمكنك دفع رسوم مشاهدة مباراة واحدة فقط. وللحصول على هذه الخدمة يجب على كل مشترك أن يكون لدية قناة اتصال مثل قناة دي اس ال بسعة 4Mbps على الأقل لمشاهدة ذات دقة عالية ، وجهاز استقبال ( رسيفر ) خاص لكي يستقبل البث من شركات الاتصالات التي تقدم هذه الخدمة الارضية وليس من الأقمار الصناعية ، وعندما تنتشر هذه الخدمة ويكون كل بيت قادر على الحصول عليها ، فإنه حتماً ستتحول القنوات من البث عبر الاقمار الصناعية وخاصة القنوات التي لا تتطلب انتشاراً جغرافيا ، فقنوات تلفزيون الانترنت ستقدم مشاهدة تفاعلية ممتعة مما يجعل كثير من القنوات أن تتحول إليها وخاصة أن تلك القنوات ستتمكن من بيع البرامج التي تم بثها مسبقا من خلال إتاحة كافة البرامج التي توجد في مكتبة القناة للمشاهدين ليدفعوا ما يريدون مشاهدته ، وستكون مصدر دخل إضافي للقناة، بالإضافة الى ذلك فإن القنوات ستوفر مبالغ مالية كانت تنفقها إلى شركات الأقمار الصناعية لأن بث قنواتها عبر خوادم شركات الاتصالات أرخص لها بكثير من الاقمار الصناعية المنتشرة في السماء ، وهذا ما يجعلني أؤكد أنه في ظل هذا التقدم التقني، والتكلفة المنخفضة لإنشاء قناة مصاحبة لرخص تكلفة بث القنوات، سيكون لدينا قنوات بالآلاف ، بل ولربما تسارع كل عائلة لإنشاء قناة تلفزيونية لها على غرار المواقع الالكترونية في الإنترنت. فهل سيدق تلفزيون الإنترنت أول مسمار في نعش الأقمار الصناعية ، وهل ستكون سرعات ال( دي اس ال ) الحالية كافية لمواكبة ثورة التلفزيون الرقمي؟ وهل سيتزاحم الناس لطلب خدمة الألياف البصرية ذات السرعات الأعلى من ال(دي اس ال) كما حدث التزاحم على ال(دي اس ال) أيام ثورة التداول الإلكتروني لسوق الأسهم... هذا ما سنشاهده في المستقبل القريب.