فرضت عليهم ظروف الدراسة وآلام الغربة ومعاناتها التواجد خارج حدود الوطن ، ومع ذلك تجمعهم مائدة افطار سنوية حرصوا على الالتفاف حولها يتذكرون سويا أجمل المواقف ويشتركون في حلم العودة للوطن وقد حققوا هدفهم الذي ظلوا يسعون اليه طوال سنوات عديدة انهم طلاب المملكة المغتربون للدراسة بالجامعات المصرية الذين تستيقظ مشاعرهم حنينا إلى الوطن، وهم يقضون فرحة الشهر الكريم بعيدا عن الأهل، وكل منهم يمني النفس بلحظة العودة انهم سفراء، ومجاهدون، في سبيل تحصيل العلوم النافعة ليخدموا بها الوطن. «اليوم» رصدت انطباعات طلاب المملكة في نادي الطلبة السعوديين، خلال حفل الافطار الذي تقيمه الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة. في البداية يقول خالد النامي رئيس العلاقات العامة والاعلام بالملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة: إنه يغتنم الفرصة في هذا الشهر الكريم ، ليزف إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين و سمو النائب الثاني، أسمى التبريكات ، وأن يكون شهر خير وبركة وتأييد ونصرة من عند الله جل شأنه لجهود خادم الحرمين الشريفين في إعلاء شأن المملكة، ودعم ومساندة الحقوق العربية والإسلامية، ومد يد العون لمناصرة المظلومين. وأوضح النامي أن الملحقية وبجهود من المستشار محمد بن عبدالعزيز العقيل الملحق الثقافي، الذي يودع السفارة بعد أن بلغ سن التقاعد، قد دأبت منذ فترة طويلة ، على اقامة حفل افطار جماعي للطلبة الدارسين في الجامعات المصرية، يشاركهم منسوبو السفارة، طوال شهر رمضان المبارك، وتكون فرصة جيدة، لتخفيف حدة الغربة على الطلاب، وجعلهم يعيشون أجواء الأسرة السعودية الواحدة، كما تكون هناك فرصة كبيرة ليلتقي الطلاب مع بعضهم البعض، ويتبادلوا النقاشات مع المسئولين في الملحقية حول ما يهمهم من أمور. مع إقتراب العشر الأواخر من رمضان تبدأ الاستعدادات لحفل عيد الفطر المبارك، حيث يتم الاتصال بجميع الطلبة وابلاغهم بالموعد عبر الايميل الخاص بهم، وإرسال كروت معايدة لهم ودعوتهم إلى تناول وجبة الغداء برعاية من السفير أحمد قطان سفير المملكة بالقاهرة، وأضاف النامي انه مع إقتراب العشر الأواخر من رمضان تبدأ الاستعدادات لحفل عيد الفطر المبارك، حيث يتم الاتصال بجميع الطلبة وابلاغهم بالموعد عبر الايميل الخاص بهم، وإرسال كروت معايدة لهم ودعوتهم إلى تناول وجبة الغداء برعاية من السفير أحمد قطان سفير المملكة بالقاهرة، وبتوجيهات من وزير التعليم العالي ، الذي دائما يعطي توجيهاته للملحقية بضرورة مشاركة طلاب المملكة بمثل هذه المناسبات، وتهيئة الظروف التي تجعلهم لا يشعرون بالغربة، وان الاحتفال بالعيد يكون على فترتين، احداهما للطلبة صباحا، والاخرى للطالبات في الفترة المسائية. مشيرا إلى أنه تم إعداد برنامج خاص لكل مجموعة فيه من البرامج والانشطة ما يتناسب مع كل منهما ، بهدف ادخال البهجة والفرحة عليهم. مذاق سعودي ويؤكد الطالب عبدالله العتيبي الذي يستعد عقب إجازة عيد الفطر المبارك لمناقشة رسالة الماجستير، بعنوان «البنية النفسية عند المعسرين قرائيا عند تلاميذ المملكة العربية السعودية في المرحلة المتوسطة» بقسم الإرشاد النفسي في معهد البحوث والدراسات التربوية بجامعة القاهرة، موضحا أنه كان من المنتظر أن تتم المناقشة منذ فترة، لكن نظرا للظروف التي تمر بها مصر، وتزامن معها حلول شهر رمضان الكريم، لذلك فرضت الأمور نفسها، وتم تأجيل المناقشة ، وأضاف العتيبي إنه رغم المظاهر الإسلامية التي تتفرد بها مصر في الاحتفال بشهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، والأمسيات والطقوس الشعبية، التي ربما لا نرى مثيلا لها في أقطار عربية وإسلامية أخرى، إلا أن رمضان والعيد في المملكة يظل متفردا بسمات لا مثيل لها، وهذا ما جعله يغتنم فرصة تأجيل مناقشة الرسالة، وما يجري عليها من تعديلات، ليطير إلى المملكة ويقضي ما تبقى من أيام رمضان على مائدة الأسرة، ويحتفل بالعيد وسط الأهل. ويقول الطالب عامر سعيد الشهري رئيس نادي الطلبة السعوديين بالقاهرة، من مدينة أبها، الذي يدرس الدكتوراة في احدى الجامعات المصرية: إن العيد ليس له طعم بدون الأهل والأصدقاء وتبادل التهاني والتبريكات، وأيضا ليس له طعم بعيدا عن الوالدين والاخوة، مهما حصل فلا يكون مثل شعورك بالسعادة وأنت تقبل رأس والدك ووالدتك وتهنئتهما بالعيد.. لكن عزاء المرء أن يوفقه الله ويعود بشهادة ترفع رأسهم إن شاء الله.. معربا عن شكره لسفير خادم الحرمين الشريفين وللملحق الثقافي السعودي بالقاهرة لرعايتهما مائدة الإفطار الرمضانية لطلاب المملكة الدارسين بالجامعات المصرية، وايضا حفل الاستقبال في أول أيام العيد، من أجل أن يشعر الطلاب بالروح الأسرية ، خاصة وأنها فرصة لتلاقي الطلبة السعوديين الذين يتبادلون أطراف الحديث معا ،ثم تناول وجبة الغداء، وعن كيفية التواصل مع الأهل في العيد يقول عامر: طبعا ساهم الانترنت إلى حد كبير في تقريب المسافات وذلك من خلال استخدام برامج الماسينجر وإن كانت لا تغني عن استخدام الهاتف . مشاعر شوق ويقول الطالب قتيبة بن عبدالعزيز تركستاني، الذي يدرس إعلام وعلاقات عامة وصحافة بجامعة مصر الدولية: إن المرء يستشعر الغربة الحقيقية في المناسبات، خاصة في الاجواء الرمضانية، موضحا أنها هي ضريبة السعي وراء المستقبل.. التضحية بأشياء على حساب أشياء حتى تحين لحظة العودة بالعلم والمعرفة لخدمة الوطن، مشيرا إلى أنه سوف يقضي العيد في المملكة. أما أحمد الحربي من منطقة الرياض فيقول ان رمضان وسط الأهل له مذاق مختلف عن غيره في أي بقعة من الأرض، وأنه لولا الظروف الدراسية ما كان يستطيع أن يتحمل قضاء شهر رمضان خارج الوطن. ويشير الطالب مريع إبراهيم من منطقة عسير، الذي يدرس الدكتوراة بجامعة القاهرة في البلاغة والنقد الأدبي الى أنه بسبب ظروف الدراسة وما تتطلبه الدكتوراة من جهد فإنه لايستطيع أن يعيش أجواء رمضان وسهراته ذات السمات المميزة بالقاهرة، وأن تواجده على مائدة افطار جماعي مع الطلاب السعوديين يجعله يشعر وكأنه بين أهله وعشيرته. من جانبه يقول مشعل أحمد مشعل الشمري من المنطقة الشرقية، الذي يدرس طب أسنان، إنه للعام الثاني يعيش رمضان خارج الوطن، وان الافطار الجماعي مع الطلبة السعوديين بالقاهرة يعطيه الاحساس بأنه وسط أهله واخوانه. ويقول الدكتور ماجد محمد السردار، انه رغم عدم التفاوت بين مظاهر رمضان بين دول العالم الاسلامي، الا ان رمضان في المملكة له سماته المختلفة في الأكلات السعودية وحميمية الاهل والاخوان والاسرة.