لا أحد يموت من الجوع» سمعناها مراراً وتكراراً.. ورددناها بجهل وتجاهل وبغباء .. ما يحدث في الصومال فنّد وبخّر تلك المقولة واثبت أن الجوع أودى بحياة كثيرين والمجاعات تقتل الكثير .. مشاهد الألم التي رأيناها عن الصومال تدمي القلوب وتغيّر مفهومنا عن الجوع والمجاعات وآثارها الحقيقية.. أطفال يحتضرون وأناس يموتون أمام العين من الجوع والمرض ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً إلا البكاء.. «يا لها من أكذوبة كبيرة أغشت أبصارنا عن حقائق الأمور ومجرياتها.. كم هو مؤلم أن يرى المسلم الحقيقي أخاه المسلم والجوع يهلكه وهو يقف عاجزاً مذهولاً، وكم هو محزن أن تسحق الإنسانية في قلوب مملوءة بالغلظة والقسوة.. جوع يقتل شعباً.. وشعوب يقتلها الشبع.. مفارقة عجيبة غريبة. كم كنّا أغبياء حين ردّدنا مقولة فارغة لا تعني شيئاً ولا تمت للإنسانية بصلة بل الجوع والمرض والجشع والخوف.. كل أولئك يقتل الناس، ولن أصدق مرة أخرى أن البشر لا يموتون من الجوع أو غيره بل هم يموتون من كل شيء تخيّلناه أم لم نتخيّله .. مات وما زال يموت عشرات الآلاف من الأطفال وما زالت المعونة لا تذكر، والمؤنة لا تصل، والسبل منقطعة، والحيلة قليلة.. الغرب يدلل حيواناته فيقيم لها الفنادق والمطاعم ويملأ مراكز التسويق بأنواع الأطعمة المعلبة والطازجة لها وينشئ لها عيادات صحية ومستشفيات.. ويرفق بالبهائم ويخشى عليها من المرض والتعب بل إن السخافة عندهم تتعدى إلى توريث تلك البهائم أموالاً طائلة وثروات ممدودة.. بينما المجاعات تمتد في أفريقيا ومناطق مختلفة ولا يبالي بها.. ونحن نهتم بالولائم ونتبادل الدعوات ونقيم الاحتفالات ونمدّ الموائد الملونة، وتنتشر المطاعم، ونُسعد أبناءنا بالوجبات السريعة وقد لا نستشعر ما يجري هناك وسنحاسب على ذلك. ما دام ديننا الحنيف يدعونا إلى المسارعة بالخيرات وإغاثة الملهوفين وعون إخواننا في الدين وشركائنا في الإنسانية، فلا بد من تأكيد مطالب الكثيرين عبر الوسائل المختلفة على ضرورة إطلاق حملة تبرع خيرية عاجلة لدعم الصومال.ما دام ديننا الحنيف يدعونا إلى المسارعة بالخيرات وإغاثة الملهوفين وعون إخواننا في الدين وشركائنا في الإنسانية فلا بد من تأكيد مطالب الكثيرين عبر الوسائل المختلفة على ضرورة إطلاق حملة تبرّع خيرية عاجلة لدعم الصومال.. وأتمنى من رجل الإنسانية الكريم البدار بذلك وأتمنى من مملكة الخير ومهبط الوحي أن تنطلق منها المبادرة بقوة.. فخير بلادنا يصل إلى كافة أنحاء العالم ولن يقصر عن إخواننا .. لذا فالحملة هي المنفس والحل الوحيد حين تُدار بطريقة شرعية ومشروعة وبفاعلية ونشاط .. وأتمنى أن تكون الإعانات عينية ومنظمة ومحددة بقوائم الطلبات والاحتياجات التي يحتاجها الصومال لكي يتمكّن كل مشارك بتجهيز تلك الطلبات وبشكل بعيد عن تعقيدات تحويلات وجمع الأموال وتطويل مسألة شراء البضائع والسلع لأن الأمر لا يمكن أن يتحمّل الانتظار .. فالجوع قاتل عاجل.. فاستعجلوا.. بربكم الذي أطعمنا من جوع وآمنّا من خوف. [email protected]