دفعت مجموعة من الأسباب أسعار النفط إلى اكبر تراجع في ثلاثة شهور وسط توقعات بتراجع الطلب على النفط الخام في الولاياتالمتحدةالامريكية وتصاعد أزمة الديون الأوروبية وتأثيرها على الساحة الاقتصادية العالمية من جديد بعد أن دخلت ايطاليا على هذه الازمة بقوة علاوة على فشل الاقتصاد الامريكي في توفير وظائف جديدة بعدد مقبول خلال شهر يوليو الماضي واستمرار معدلات البطالة بالارتفاع في اكبر اقتصاد بالعالم. كما ساهم تقرير وكالة الطاقة الامريكية في دفع أسعار النفط الخام الى الانخفاض ، والذي اظهر ارتفاع مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة للاسبوع الثاني على التوالي ، الأمر الذي يعتبر بمثابة إشارة على تراجع الطلب على النفظ الخام. وقطعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي موجة هبوط دامت خمسة أيام بفعل تقرير إيجابي عن الوظائف في الولاياتالمتحدة وحريق في خط أنابيب في إيران، كي تسجل ارتفاعا طفيفا عند الإغلاق يوم الجمعة الماضي، فيما ارتفعت عقود النفط الخام الامريكي الخفيف في ختام التعامل في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) لتسليم سبتمبر الى 86.88 دولارا للبرميل في تعاملات تراوحت في نطاق بين 82.87 دولارا وهو أدنى مستوى في عام 2011 و88.32 دولارا، وعلى مدى الاسبوع هبط العقد 8.82 دولارات أو 9.22 بالمائة من 95.70 دولارا في 29 يوليو، وكان هذا أكبر هبوط أسبوعي منذ الانخفاض المسجل في الأسبوع المنتهي في السادس من مايو وهو 16.75 دولارا اي 14.7 بالمائة. وختمت العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت التعامل مرتفعة نحو اثنين بالمائة بعد ثلاثة أيام من التراجع وقد لاقت دعما من تقرير الوظائف الامريكي الذي جاءت نتائجه افضل من المتوقع، في الوقت الذي بلغ فيه سعر عقود برنت في لندن تسليم سبتمبر عند التسوية 109.37 دولارات للبرميل مرتفعا 2.12 دولار او 1.98 بالمائة بعد ان جرى تداولها في نطاق من 104.30 دولارات الى 10.26 دولارات، وبذلك تكون عقود برنت خلال الاسبوع قد ختمت تعاملاتها منخفضة 7.37 دولارات او 6.31 في المائة وهو اكبر هبوط أسبوعي لها منذ الأسبوع المنتهي في 24 من يونيو عندما هوت الأسعار 8.09 دولارات او 7.15 بالمائة. خفض بنك باركليز كابيتال تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط متوقعا أن يرتفع الطلب بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام الى 88.68 مليون برميل يوميا، الأمر الذي يعكس التباطؤ الشديد في الولاياتالمتحدة ودول أخرى. من جانبه هبط سعر برميل النفط الكويتي 87ر2 دولار في تداولات الخميس ليستقر عند مستوى 14ر106 دولارات مقارنة ب 01ر109 دولارات للبرميل، في الوقت الذي اعلنت فيه منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان سعر سلة خاماتها ال 12 تراجع بواقع ثلاث دولارات وسبعة سنتات ليستقر عند معدل 48ر107 دولارات للبرميل بعد ان كان 55ر110 دولارات في اليوم السابق. وفي ظل هذا التراجع الذي تشهده اسعار النفط، فان المتابعين للشأن النفطي في حالة ترقب ورصد لردود الفعل التي قد تصدرعن الدول الاعضاء بالمنظمة حول التدخل لوقف حالة انهيار الأسعار، حيث طفت على السطح نهاية الاسبوع الماضي بوادر ردود الفعل ، عندما صرح مندوب إيران الدائم لدى أوبك محمد علي خطيبي على موقع وزارة النفط الايرانية ان وزراء النفط في الدول الاعضاء في أوبك سيجتمعون اذا واصلت الأسعار الانخفاض، مؤكدا بقوله: «اذا استمر اتجاه الأسعار نحو التراجع سيجري وزراء أوبك محادثات «، ولكن «مازال الوقت مبكرا لان تقلبات أسعار النفط هي طبيعة السوق.» وأشار خطيبي الى ان التقارير عن الاوضاع الاقتصادية للقوى الغربية تشير الى وجود أزمة في هذه الدول، مبينا ان تجارب السنوات الماضية تظهر أن المشكلات الاقتصادية يكون لها أثر على الطلب العالمي على النفط ويجب ترقب ما اذا كانت هذه الأزمة ستستمر في الأسابيع المقبلة حتى نصل الى نتيجة شاملة. وفي تطور آخر حث الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» على العمل لزيادة حصة بلاده من انتاج النفط نظرا للاحتياطيات الضخمة التي اكتشفت مؤخرا، حيث تبلغ حصة فنزويلا الحالية بين دول المنظمة 3 ملايين برميل يوميا، ولكنها تطمح لانتاج كمية اكبر من ذلك بكثير في السنوات المقبلة من خلال مشاريع مشتركة في حزام اورينوكو. وقال تشافيز في اجتماع لمجلس الوزراء بثه التلفزيون الفنزويلي: «يجب ان تأتي الزيادة بشكل متدرج ، ولكن يجب ان تمنح فنزويلا حصة اكبر.» مبينا ان بإمكان بلاده انتاج 8 الى 9 ملايين برميل بحلول عام 2031، علما بأن فنزويلا كانت قد انتجت 2,97 مليون برميل في العام الماضي 2010. وفي تقرير متوقع ان ينشر في الأيام القليلة القادمة خفض بنك باركليز كابيتال تقديراته لنمو الطلب العالمي على النفط متوقعا أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام الى 88.68 مليون برميل يوميا.، الامر الذي يعكس التباطؤ الشديد في الولاياتالمتحدة ودول أخرى. وكانت توقعات البنك السابقة تشير إلى نمو الطلب هذا العام 1.56 مليون برميل يوميا، وكانت توقعاته قبل شهرين أن يبلغ النمو 1.7 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع حسب محللين أن تحذو بنوك استثمارية أخرى حذو باركليز كابيتال وتخفض توقعاتها. من جانبه توقع بنك كومرتسبنك ان تواصل أسعار النفط الهبوط نظرا لان أي انخفاض آخر في احتياطيات النفط الاستراتيجية قد يعكس زيادة في المخزونات التجارية من النفط مما يفرض ضغوطا على الاسعار في ظل الظروف الحالية في السوق. وسيكون من المثير للاهتمام بحسب البنك معرفة ما اذا كان حدث انخفاض آخر في احتياطيات النفط الاستراتيجية. محذرا عملاءه في ذات الوقت امكانية أن ينخفض سعر البرميل من مزيج برنت سريعا الى 110 دولارات في حالة تخطي سعر البرميل مستوى 115 دولارا، وكذلك امكانية ان ينخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط دون 90 دولارا.