شكلت قرعة الدور الثالث المؤهلة للدور الرابع في تصفيات الوصول الى نهائيات كأس العالم المقبل بالبرازيل 2014 تباينا كبيرا في الشارع الرياضي السعودي خصوصا في ظل وقوع المنتخب الوطني السعودي الأول في المجموعة الرابعة التي تضم الى جانبه المنتخب الاسترالي والعماني والتايلندي حيث حسم الغالبية أمر تأهل المنتخب الاسترالي أولا من هذه المجموعة على أن يكون الأخضر السعودي منافسا على البطاقة الثانية وقد يكون لهذا التوقع مايبرره خصوصا في ظل تراجع الكرة السعودية وتحديدا المنتخب الاول في الفترة الاخيرة مقابل تألق الكرة الاسترالية وبروزها بشكل كبير منذ الانضمام الى المنتخبات الآسيوية. الميدان فتح ملف مشوار الأخضر القادم حيث استضفنا في هذه القضية العديد من الخبراء من مدربين ونجوم سابقين ومسؤولين حاليين اضافة الى مختص في الجانب النفسي الرياضي فإلى ثنايا ماقاله الضيوف في هذه السطور: الزياني: التفاؤل موجود بداية يؤكد الخبير الكروي الكبير وعميد المدربين الوطنيين خليل الزياني أن الانطباع المبدئي على مجموعة منتخبنا في الجولة الثالثة من تصفيات الوصول الى نهائيات كأس العالم 2014 يدعو للتفاؤل قياسا بالأداء الفني والتنظيم الذي كان عليه منتخبنا في مباراة هونج كونج وتحديدا الإياب التي أجريت في هونج كونج حيث كشف الاخضر من خلال تلك المباراة استعادته لهيبة المنتخب البطل القادر على تسيير الامور لصالحه خصوصا في المواجهات أمام منتخبات أٌقل منه إنجازا وتاريخا حيث سيطر لاعبو منتخبنا على الشوطين كما ينبغي رغم الأرض والجمهور والتي كانت تساند المنتخب المستضيف والذي كان يبحث عن تعويض خسارته في الدمام بالذهاب بثلاثة أهداف نظيفة . وأضاف (هذا الانطباع ظهر جليا في مواجهة هونج كونج بعد أن كانت الأمور بها نوع من الضبابية بعد المشاركة في البطولة الدولية التى أقيمت في الاردن حيث كانت هناك بعض الملاحظات التي رصدت على الاخضر في تلك البطولة الودية ,وحينما أقول أن الاخضر رسم هوية المنتخب البطل في مواجهة هونج كونج لا أعني أن هونج كونج من المنتخبات الآسيوية الصعبة والتي يصعب تجاوزها ولكن الامر يتعلق بالتحكم في الأمور داخل الملعب سواء في الذهاب والإياب والتحركات التي قام بها اللاعبون داخل الملعب والتجاوب مع الخطة المرسومة والتي جعلت الاخضر يخرج بحصيلة 8 أهداف في مباراتين وهذا لايقارن بماقدمه الأخضر في البطولة الأسيوية الأخيرة في الدوحة والتي خسر فيها الاخضر من منتخبات أقل منه تاريخا وقوة مع احترامي للجميع ولكن هوية المنتخب البطل اختفت في البطولة الآسيوية وبدأت تبرز جليا في المباراة الأخيرة خصوصا. وبين أن اللاعبين باتوا يدركون تماما المسؤلية الملقاة على عاتقهم لاستعادة الهيبة وثقة الشارع السعودي بهم ولله الحمد لدينا لاعبون على قدر جيد من الاحترافية وقادرون على بذل الجهد الذي يمكنهم من تغيير مفاهيم الآخرين تجاههم والتأكيد على مقدرتهم في تجاوز الصعاب لاستعادة المشاركة في المونديال والأكيد أن المرحلة المقبلة التي سيقودها المدرب الهولندي الكبير فرانك ريكارد تحتاج الى عمل كبير وجهد سخي حتى تتحقق الآمال والتطلعات. وعما اعتبره البعض من المتابعين أن البطاقة الأولى في المجموعة محسومة لصالح استراليا ويبقى على الاخضر السعودي أن يصارع عمان وتايلند على البطاقة المؤهلة للجولة الرابعة والاخيرة وهل الاخضر أفقد الكثير من متابعية الثقة الى درجة أنه بات يبحث عن مركز ثان في بطولة لا تتخطي حدود المنتخبات الآسيوية وإن كانت استراليا الضيف الجديد في السنوات الأخيرة بعد أن كان المركز الاول دائما الهدف والطموح في أي بطولة يشارك فيها الاخضر قال الزياني( الحديث بمنطق أمر هام جدا ولايجب الاستعانة بالمنتخب الاسترالي الذي يضم لاعبين يحترفون في أوربا وبالتالي لديهم فكر احترافي على مستوى عال وبالتالي يجب وضع كل هذه الامور في الاعتبار والحديث بمنطق عن المنتخبات الآسيوية القوية التي تطورت بشكل كبير حتى منتخب أوزبكستان لم يعد من المنتخبات السهل تجاوزها ولا أقول فقط منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا هي من المنتخبات الصعبة والقوية بل الكثير من المنتخبات تطورت ولكن أتمنى ألا تسلم الأمور على أن منتخب أستراليا سينال بشكل مؤكد البطاقة الأولى ومنتخبنا سيصارع الباقي على البطاقة الثانية ولكن يجب احترام الجميع وعدم التقليل من أي منتخب وفي المقابل عدم اهتزاز الثقة بعدم قدرة منتخبنا السعودي على الفوز والتفوق على أستراليا مهما تكن المعطيات ولكن أكرر أن الاستهانة باستراليا أو بقية المنتخبات ليس في صالحنا بل العكس. أنور: قرعة متوقعة أما النجم الدولي السابق وصاحب أول هدف سعودي في تاريخ مشاركاته في المونديال فؤاد أنور فقال أن القرعة التي أوقعت منتخبنا ضد منتخبات استراليا وعمان وتايلند لم تكن رحيمة ولم تكن في الوقت نفسه قاسية بالشكل الكبير خصوصا أن هناك منتخبات قوية تم تجنبها بناء على التصنيفات المعمول بها في سحب القرعة . وأضاف (هناك شبه اتفاق على أن المنتخب الاسترالي القوي سيكون له مقعده في الدور الحاسم بناء على المعطيات التي يتمتع بها وأكد أنه منتخب قوي منذ أن انضم الى القارة الآسيوية ووصل في نسخة البطولة الآسيوية الأخيرة الى المباراة النهائية وخسر بصعوبة بالغة أمام المنتخب الياباني الذي يتطور بسرعة من عام لآخر كما أن المنتخب الاسترالي وصل لنهائيات كأس العالم عدة مرات وذاق حلاوتها وكسب خبرة كبيرة خصوصا أنه وصل في أحد مشاركاته الأخيرة الى دور متقدم ويملك لاعبين على مستوى فني عال من الامكانيات والاحترافية خصوصا أن العديد منهم يلعبون بأوربا والتي كما يدرك الجميع تطبق الاحترافية الصارمة وبالتالي تكسب اللاعبين ميزة كبيرة في أي مشاركة. وبين أنور أن المنتخب السعودي لن يكون طريقه سهلا مع أستراليا في همة العبور الى الدور الرابع بل إنه سيصدم بمنتخبين متطورين بشكل كبير وخصوصا المنتخب العماني الذي حصل قبل مواسم قليلة على البطولة الخليجية كما أن منتخب تايلند يتطور من حين لآخر وأنا متفائل جدا بوصول الاخضر الى المرحلة القادمة والتألق خصوصا بعد ماقدمته المنتخبات السعودية في الدرجات السنية وتحديدا الشباب المشارك فيها نهائيات كأس العالم الحالية بكولمبيا ورديف منتخب الشباب الذي شارك في البطولة العربية بالمغرب ونال الوصافة بالركلات الترجيحية أمام المنتخب المستضيف وتحقيق منتخب الناشئين البطولة العربية وهذه الأمور تمثل حافزا كبير وتحديا كبيرا في نفسيات لاعبي المنتخب الاول الساعين لاستعادة الامجاد. الدعيع: عمان لايقل عن استراليا أما الحارس الدولي السابق عبدالله الدعيع الذي نال جائزة سيد حراس آسيا قبل قرابة الثلاثة عقود والذي لم يتذوق طوال مشواره الحافل مع الاخضر طعم المشاركة في المونديال فقال أن حظوظ الاخضر في العبور الى الدور النهائي كبيرة جدا خصوصا أنه لم يكن بالامكان تجنب منتخبات قوية والتي ترأست مجموعات عدا المنتخب الصيني الذي كان الجميع يتمنى أن يترأس مجموعتنا كونه أقل من المنتخب الاسترالي من كافة النواحي على الأقل في المواسم الأخيرة وإذا لم يتمكن لاعبونا من تجاوز هذه المجموعة فبالطبع هم لا يستحقون المشاركة في النهائيات من خلال العبور للدور الرابع والأخير كون المنتخبات التي ستصل للدور الأخير ستكون كما يتوقع عمالقة آسيا . وشدد على أن منتخبات آسيا تطورت وبعضها استعاد هيبته مثل منتخبات الكويت والامارات وكذلك المننخب البحريني والقطري والعماني وهذه منتخبات خليجية لم تكن بقوة المنتخب السعودي لفترة ولكن الآن استعادت قوتها أو تطورت ولذا يجب أن تكون الجدية موجودة في الفترة المقبلة. خليفة: ثقافة المنتخب البطل مطلوبة ويرى النجم الدولي السعودي السابق صالح خليفة والذي يتولى حاليا إدارة المنتخب السعودي للناشئين أن الروح واللعب بطريقة وثقافة المنتخب البطل يجب أن تكون حاضرة في المنتخب السعودي إذا ما أراد الوصول للدور النهائي فالأمر ليس بالصعب على الأخضر إذا ماظهر اللاعبون بالأداء المتوقع منهم وانسجموا سريعا مع خطة المدرب العالمي الكبير فرانك ريكارد بالسرعة المطلوبة والمنطق يؤكد أن منتخب أستراليا أصعب العقبات ولكن لايعني ذلك الاستهانة وتقليل شأن المنتخبين العماني والتايلندي واللذين سيسعيان ايضا للعبور للدور النهائي ولايقبلان أن يكونا محطة عبور سهلة لمنتخبنا أو المنتخب الاسترالي . المسحل: سنستعد بالطريقة الانسب ويجدد مدير المنتخبات السعودية محمد المسحل تأكيده على أن الأخضر كان على أهبة الاستعداد لأي احتمال قبل إجراء القرعة وسيستعد للتصفيات المقبلة بالطريقة المناسبة التى تمكنه من استعادة الهيبة والعبور الى الدور الرابع ومن ثم السعي لتحقيق الهدف المنشود وهو الوصول الى نهائيات كأس العالم المقبلة للمرة الخامسة في تاريخه. وشدد على أنه لايوجد أي منتخب سهل في هذه التصفيات سواء أستراليا الذي يملك لاعبوه خبرة كبيرة جراء احتراف العديد منهم في الدوريات الاوربية والمنتخبين العماني وتايلند يسيرون دائما في طريق التجدد والتطور ولذا يجب وضع ألف حساب لكل منتخب سنواجهه في المرحلة المقبلة. السقا: التوقعات لا تعني حسم الواقع وأخيرا يرى الدكتور صالح السقا المتخصص في التحليل النفسي الرياضي أن الحكم المسبق الذي اتخذته شريحة واسعة أن الاخضر سينافس عمان وتايلند على المركز الثاني في المجموعة للعبور للدور الرابع واعتبار أن أستراليا هو المتصدر المضمون للمجموعة يمثل أمر طبيعا بناء على معطيات موضوعة ومنها احتراف العديد من اللاعبين الاستراليين في أوربا والخبرة التي يمتلكونها والثقة والانسجام الذي بين اللاعبين خصوصا بعد الوصول الى نهائي كأس آسيا الأخيرة بالدوحة بداية هذا العام. وأضاف السقا(هناك كلام يقال للاعبين خلف الابواب المغلقة يختلف عما يقال لهم أمام الرأي من خلال وسائل الاعلام ولاشك أن أي منتخب يطمح بغير الصدارة يحس بوجود نقص وبالتالي يفقد الثقة بوضعة وهذا غير موجود في منتخبنا ولاعبونا قادرون على العبور الى الدور القادم من خلال المركز الاول وقد يكون الحسم من حيث اعتبار أن الأخضر سينافس على المركز الثاني ناتج عن معطيات سابقة تتعلق بمشاركته في البطولة الآسيوية الأخيرة وقبلها عدم العبور الى الدور الرابع. وشدد في ختام حديثه على أن الجد والاصرار والتهيئة النفسية اللازمة وتجاوز فكرة عدم الوصول للنهائيات الماضية وطي تلك الصفحة تماما والايمان أن بذل الجهد لازم والباقي توفيق من الله يجب أن يكون حاضرا في المرحلة القادمة والتي تليها بإذن الله.