أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأحد، أن سوريا ستخرج "أشد قوة وأكثر حضوراً وفاعلية إقليمياً ودولياً" بعد إسقاط "المؤامرة" التي تهدف إلى تفتيت بلاده، في كلمة تزامنت مع يوم دام، سقط فيه عشرات الضحايا بتصدي قوات الجيش السورية، بحملات قمع عسكرية، لاحتجاجات مناوئة له. وقال الأسد، في كلمة بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس الجيش السوري، ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا": "إننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا.. لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سورية تمهيداً لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة تتسابق لكسب رضا من عملوا على تفتيتها". وشهدت سوريا الأحد، واحداً من أكثر الأيام دموية، منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام منذ خمسة أشهر، سقط فيه عشرات القتلى والجرحى. وتفاوتت التقديرات حول حصيلة الخسائر البشرية للعملية العسكرية التي نفذها الجيش السوري في عدة مدن، أبرزها حماه وسط البلاد، فقدرت بعض الجهات أعداد القتلى بين 50 و100 قتيل في المدينة وحدها. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن 71 قتيلاً سقطوا في سوريا حتى مساء الأحد، بينهم 50 قتيلاً على الأقل في حماه وحدها، بينما ذكرت منظمات أخرى أن العدد قد يصل إلى 100 قتيل، وأشار الأسد إلى أن سوريا ستخرج من الأزمة أشد قوة، مضيفاً: "سورية العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة". وتابع: "لن يكون مصير هذه الهجمة الشرسة أفضل من مصير سابقاتها.. وجميع أبناء سورية الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الأزمة أشد قوة وأكثر حضوراً وفاعلية إقليميا ودولياً"، على ما أورد المصدر. وخاطب الجيش السوري بالقول: "لقد أثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية". ويتصدى الجيش السوري بحملات عسكرية لاحتجاجات شعبية مطالبة بالديمقراطية، تقول حكومة دمشق إن من يقفون خلفها "عصابات إجرامية مسلحة" تفتك بالمواطنين وأفراد الأمن. والأحد، اقتحمت دبابات الجيش السوري مدينة حماه، بعد محاصرتها لفترة من الوقت، وأدت المواجهات إلى مقتل 50 شخصاً، ندد بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلاً إن الوضع "مروع" ويظهر "الطبيعة الحقيقية للنظام السوري".