يبدو ان العروض الرمضانية التي أطلقتها محلات سوبر ماركت في الدمام خلال اليومين الماضيين بدأت تأخذ مسارا آخر لا يصب في مصلحة المستهلكين ، فقد سجلت بعض السلع انخفاضا بالفعل لكن قابلها ارتفاع في اسعار سلع أخرى أرهقت فاتورة مشتريات المستهلكين. ووصف اقتصاديون العروض الرمضانية التي تروج لها بعض المراكز التجارية بالمخادعة ، حيث يتم تخفيض سعر منتج إلى اقل من تكلفته الأصلية ، وتعويض ذلك التخفيض برفع أسعار منتجات أخرى دون أن يشعر المستهلكون ، مشيرين الى ان بعض العروض عبارة عن مصيدة لجذب المستهلكين وليس لتلبية حاجتهم الاستهلاكية في رمضان. وقال المستهلك أحمد الدوسري ان العروض الرمضانية زادت كثيرا هذا العام خاصة على السلع الضرورية مثل قمر الدين، الجلي ، المحلبية ، الحليب ، والسكر ، لكن واكبها زيادة في اسعار المنتجات وصلت نسبتها الى 20 بالمائة. واضاف " مراكز التسويق الكبيرة تقدم عروضا على منتجاتها بتخفيضات تصل نسبتها الى 50 بالمائة عبر عرض "اشتر واحدة واحصل على الثانية مجانا".. وهذا يكشف بأن الغلاء الذي نشهده سببه هذه المراكز لأنها تستطيع التخفيض على مدار العام وليس بشهر رمضان فقط ، لذلك أطالب وزارة التجارة وغرفة التجارة بمراقبة الأسواق والتأكد من العروض التجارية لأن أكثرها غش ومصيدة للمستهلكين". من جانبه قال المستهلك رمزي العبيلي ان كثيرا من مراكز بيع المواد الغذائية قامت بتخصيص مساحات لعرض سلع غذائية بأسعار رخيصة تحت مسمى العروض الرمضانية مثل عجينة السمبوسة ، بودرة العصير والجلي ، المعكرونة والشوربة بحيث تباع تلك السلع بطريقة أشتر 3 وأحصل على الرابعة مجانا ، وهذه العروض تزامنت مع وجود سائحين من مناطق المملكة الأخرى بهدف تسويق أكبر قدر ممكن من المنتجات بهذه الطرق المخادعة التي تستهدف النساء خاصة من خلال البروشورات التي توزع عند الإشارات المرورية والمجمعات التجارية. أما المستهلك عبدالحميد العمار فيقول " زادت المنافسة بين محلات السوبر ماركت بالدمام خلال الفترة الأخيرة ، ولكنها لم تخدم المستهلكين لأن الأسعار زادت كثيرا عن السابق والدليل أني ادفع 1300 ريال مقابل شراء بعض السلع ، ما عدا اللحوم التي بقيت أسعارها ثابتة من العام الماضي حيث إن كيلو لحم الغنم النعيمي لم يتعد 45 ريالا ، والدجاج الطازج من 12 – 14 ريال في الأحجام الكبيرة".
من جانبه قال حسن شعلان مدير سوبر ماركت بالدمام إن عروض رمضان هذا العام لم تختلف عن الأعوام السابقة ، ولكنها شملت بعض السلع الخاصة بالشهر الفضيل كالمشروبات الباردة المشهورة بهذا الشهر مثل الجلي، الكريم كراميل، الشوربة والتي زادت أسعارها كثيرا عن السابق. وتابع" كنا نشتري كرتون الجلي ( 72 )حبة من الشركة الموردة ب 85 ريالا العام الماضي، واشتريناه هذا العام ب 120 ريال ، وكذلك كراتين المشروبات المنعشة برمضان والتي زاد سعرها من 85 الى 102ريال مع أنها موجودة بالمحلات طوال العام ، إضافة إلى كراتين الشوربة ارتفعت من 130 الى 160 ريالا ، ولم نستطع إدخالها ضمن العروض الرمضانية لأن ذلك يسبب خسائر كبرى ، فهي تباع بالعروض فقط في المراكز الكبيرة مثل 4 حبات ب 25 ريال أو شراء 3 حبات والرابعة مجانا لكي تجذب المستهلكين وتعوض أسعار التخفيض في منتجات أخرى أو تصريف بعض المخزون ، ولكن بفترة محددة قد تصل نصف يوم لأن هذا الشهر يعتبر موسما وفرصة. القحطاني : المنافسة بين محلات السوبر ماركت في المنطقة الشرقية لم تخدم حاجة المستهلك فهي منافسة مبعثرة لأن التجار لم يقوموا بالدور المأمول منهم في عملية التنافس لتصب في صالح المستهلكين فيما أوضح أستاذ إدارة الأعمال الدولية بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد القحطاني أن العروض التجارية التي يتم عملها خصيصا بشهر رمضان المبارك تأخذ منحنى آخر على عكس الدول الأخرى التي تسعى لتخفيض الأسعار في المناسبات التي يتزايد فيها الاستهلاك. وقال إن الخصومات التجارية على السلع الغذائية بشهر رمضان تؤدي الى حالة من عدم الاستقرار والتوازن في السوق المحلية ، ولا يستفيد منها المستهلك بل ترهق ميزانيته الشهرية ، مشيرا الى وجود ارتفاع في أسعار السلع الغذائية بكثير من المحلات بنسب تتراوح بين 15 – 20 بالمائة. وأشار القحطاني إلى أن المنافسة بين محلات السوبر ماركت بالمنطقة الشرقية لم تخدم حاجة المستهلك فهي منافسة مبعثرة لأن التجار لم يقوموا بالدور الحقيقي في عملية التنافس الصحيحة التي تصب في صالح المستهلكين. وأكد أن العروض التجارية التي تطلقها محلات التجزئة هذه الأيام تكون سليمة وصحيحة عندما تبين سعر المنتجات بشكل واضح في السابق وبوقت التخفيض الذي عمل بمناسبة شهر رمضان الكريم. وطالب المستهلكين بالتأكد من حقيقة العروض الحالية بالمحلات وتوخي الحذر عند التعامل معها ، وكذلك المقارنة بين أسعار المحلات وفي حال وجود أي تجاوزات يجب كتابة تقرير ورفعه إلى وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك .