شارك طلاب الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية والمقامة بالحرم المكي الشريف مع المشرف العام على الدورة المباركة فضيلة الشيخ فريد بن سالم المنتاخ في المؤتمر الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وافتتحه سمو الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز نيابة ً عن خادم الحرمين الشريفين تحت عنوان. (العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول ). ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة عدد من علماء ومفكرين ودعاة وذلك من أجل مناقشة الظروف الحالية التي تمر بها أمتنا الإسلامية . وقدم كلمة الضيوف في بداية المؤتمر معالي الدكتور فتحي خليل محمد (والي الشمالية في السودان ) مبيناً أن هذا الاجتماع جاء من أجل النظر في حال الأمة ووضع حلول لمشكلاتها وذلك انطلاقاً من مسؤوليتنا الدينية لدفع المخاطر والتعاون في حل هذه التحديات . وأشار إلى أن الملتقى فيه نخبة من العلماء والحكماء والمفكرين والدعاة من أبناء هذه الأمة من شتى أنحاء الأرض جاؤوا من أجل هذا الغرض السامي من جهته تحدث معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات وقال إنها تمر بتحديات وأحداث تدعو إلى وضع حلول مناسبة لها منطلقة من هدي الإسلام وشريعته الغراء . وأشار التركي إلى أن رابطة العالم الإسلامي تتابع الأحداث الجارية في بعض بلدان المسلمين والأخطار التي تمر بها فوجدت أنها تحتاج إلى جهود العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي لذلك وجهت الدعوة لهم للمشاركة في المؤتمر وبين التركي بأن أخطر شيء على وحدة الأمة وسلامتها هو تحريض الطوائف والأحزاب بعضها على بعض وإثارة الفتن مما يزيد الخلاف والشقاق بين المجتمع الواحد وقال إن الأحداث الحاصلة على أرض الواقع تستدعي منا المسارعة لإصلاح الأحوال ورد سبب ما يحصل في البلدان الإسلامية إلى الغفلة عن رد الفساد والمظالم , وأوضح أن من أبرز الأسباب لما يحصل هو الفجوة بين الحكام والمحكومين وحرمان الناس من شرع الله وعدم تطبيق النظام حيث أثبت التاريخ حين يطبق شرع الله انتشار الأمن والتعامل الحسن مع أهل الديانات الأخرى . وأشاد معاليه بالمملكة ودورها حيث إن تطبيقها للشرع الإسلامي في جميع أمور حياتها وخدماتها للحرمين كانا سببا في انتشار الأمن والاستقرار والازدهار فالحاكم في هذه البلاد حريص على إقامة شرع الله . وذكر أن هناك من يتصرفون بعيداً عن الدين فتحصل بينهم الفرقة ويجعلون ذلك حاجزا ً بينهم وبين شعوبهم فواجب الحاكم الاستماع للرأي الصحيح وتاريخ الإسلام خير شاهد على ذلك ولا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها وقال إننا في هذا المؤتمر سنتوصل إلى الحلول المناسبة وفق الشريعة الإسلامية الغراء وأكد على أن الأمة ستبقى عرضة للفوضى ما لم تأخذ بالإصلاح الشامل وبذلك تكون لها الحصانة قال الله تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . أخطر شيء على وحدة الأمة وسلامتها هو تحريض الطوائف والأحزاب بعضها على بعض وجاءت كلمة سماحة المفتي العام للملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وقال نشكر الله على هذا اللقاء في هذا البلد على إقامة هذا المؤتمر (العالم الإسلامي المشكلات والحلول). وذكر بأن الابتلاء سنة ربانية وكثيراً ما يبتلى الإنسان فيرجع إلى ربه وبين بأن الأمة إذا أخذت بالقرآن الكريم بقيت عزيزة وثابتة أمام التحديات ولكن إن دب الخلاف تشتت الأمة وضعفت قواها وأضاف إن أمتنا الإسلامية تمر بمرحلة صعبة قاسية فيها الفتن والانقسام والحملات الشرسة والطائفية والحزبية لكن الواجب يقتضي منا أن نحميها من جميع المخاطر وأن نأخذ بأيديها إلى بر الأمان وأن من أسباب قوتنا الاعتصام بالكتاب والسنة وتحكيم شرع الله وانتشار العلم والأمة بأمس الحاجة إلى وضع نظام شامل ليحقق لها ما تصبو إليه . في حين قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مرحباً بالضيوف من علماء ودعاة ومفكرين وقال : إن رسالة الإسلام هي آخر الرسالات السماوية جاءت لإنقاذ البشرية ورب العز والجلال هدانا إليها ولا نحيد عنها أبد الدهر وإن لمشكلات المسلمين التي تواجههم اهتماما كبيرا من لدن حكام هذه البلاد الطاهرة ونحن نؤمن بأن في الإسلام لكل مشكلة حل ولكل معضلة طريق واجتماع العلماء في هذا المؤتمر مهم جداً لبحث المشكلات المستجدة وبحث الأحداث واستخراج الحلول المناسبة لها يواجهون فيها مشكلة الطائفية من قوله تعالى:(إنما المؤمنون إخوة) وأضاف ونحن في عصر العولمة فقد أدركت المملكة أهمية حماية المجتمع المسلم من تلك التحولات وعالجت الفكر الضال بوسطية الإسلام وبذلك حققت الأمن والآمان للوطن والمواطنين والمقيمين ودعا العلماء والمفكرين إلى بذل الجهود لتقديم الحلول النافعة وقال إن هناك عدة آليات لالتماس الحلول وذلك بعلاج مشكلة الجهل بالإسلام وبيان وتوضيح وسطية الإسلام للأجيال ووضع الآليات العملية الكفيلة بوحدة الصرف ونبذ الفرقة من طائفية وحزبية تشتت وحدة المسلمين و تفعيل العمل المشترك والتواصل بين القادة والمجتمع ودعا رابطة العالم الإسلامي من خلال مؤتمرها هذا الذي دعت إليه العلماء والمفكرين والدعاة لوضع برنامج عملي لتحسين الشعوب المسلمة و اعتماد الحوار الموضوعي في علاج مشكلات العالم الإٍسلامي والتركيز على أسباب الوحدة . يذكر أن حضور طلاب الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم في المؤتمر هذا أعطاهم الكثير حيث شاهدوا علماء ومفكرين من كافة أقطار العالم الإسلامي وهم يحضرون المؤتمر وشارك بعضهم بالسلام على العديد من تلك الشخصيات الإسلامية المرموقة .