رفض الفنان أصيل أبو بكر، أن يصفه البعض بأنه كسول إعلامياً، ورفض أيضاً أن يكون نسخة كربونية من والده أبو بكر سالم، وأكد أنه لا يمانع في الظهور الإعلامي، إذا وجد لديه ما يقوله للمستمعين، مؤكداً أن والده نفسه نصحه بأن يكون صاحب شخصية فنية مستقلة، حتى يستمر في الوسط الفني. أصيل تحدث عن بداياته في بيت والده، وعن رؤيته الفنية في الذين يطرحون أغنية واحدة في ألبوماتهم، وكشف عن جلساته الطربية، والجديد فيها. كما تحدث عن رغبته في الغناء باللهجات غير الخليجية، وأوضح أسباب إقامته الدائمة في دولة الإمارات العربية.. أصيل أبو بكر (اليوم)
بداية دعنا نسألك عن سبب كسلك الإعلامي وابتعادك عنه عن قصد؟ أعترض على وصف كسل إعلامي، وإنما هو حرص وحذر ، والسبب بسيط جداً، وهو أنني فنان أصبحت مقلاً في إنتاجي الفني، فكل عام أو عامين، أطرح ألبوماً في الأسواق، وهذا الأمر يجعلني مقلا في ظهوري الإعلامي، فمن الصعب أن أخرج على الإعلام، دون أن يكون لدي ما أقوله للناس. إذن أنت ترفض أن تظهر دون جديد؟ بالتأكيد أرفض الظهور من أجل الظهور، فإذا لم يكن لدي شيء جديد أذكره للجمهور، فلماذا أطل عليهم، وماذا أحكي لهم، وبماذا أخبرهم من أعمالي الفنية، إذا لم يكن هناك جديد أقوله لهم، ولو أنني كسول إعلامياً، لما وجدني معك اليوم. أنت نشأت في بيت الفنان العملاق أبو بكر سالم.. كيف ترى هذه النشأة وتأثيرها في حياتك الفنية؟ لا أبالغ إذا قلت : إنني محظوظ بهذه النشأة، التي اختصرت علي الطريق، في أمور كثيرة جداً، فمن خلال والدي، استطعت التعرف على كبار المؤلفين والشعراء والملحنين، والموسيقيين، وعرفت كيف يتم التعامل مع هؤلاء النجوم، وتعلمت كيف التواصل والتناغم معهم، وربما هذه الخاصية، يفتقدها فنانون كثيرون مبتدئون في الوسط الفني. إلى أى مدى تأثرت بفن والدك وسرت على نفس الطريق الذي سار فيه؟ لا شك في أن أبو بكر سالم فنان كبير بإنتاجه الفني، وعطائه المتواصل، وهو مدرسة، يؤثر في جميع الفنانين، لكن أكون صريحاً معك، بأنني كنت حريصا على أن تكون لي شخصيتي الفنية الخاصة، وحتى لا أكون مقلداً لأحد، وأبو بكر سالم شخصياً لفت نظري لهذا الأمر، وأنا استمعت للنصيحة جيداً، واستوعبتها، حتى لا أكون نسخة كربونية من الوالد، الذي أحبه الناس لشخصيته الفنية الخاصة، كما يحبونني لشخصيتي الفنية الخاصة، مع الفارق الكبير في الهامة الفنية بيننا. أين أنت من الجلسات الفنية؟ الجلسات الفنية أحرص عليها، ولا أستطيع البعد عنها، ولا أخفيك سراً أنني ملتزم بها، وأدرجها في جدول أعمالي الفنية في الفترة المقبلة، بيد أنني أحرص أيضاً في جلساتي الفنية، على أن يكون فيها إضافة لي كمطرب، وإضافة للذين أتعامل معهم، من مؤلفين وشعراء وملحنين، وإذا لم يوجد الجديد، فالأفضل لي أن أؤجل هذه الجلسات. ما سر إقامتك في دولة الإمارات علماً أن والدكم في الرياض؟ أنظر لدول مجلس التعاون جميعها على أنها منزل واحد، وإن اختلفت حجراته، وتواجدي في الإمارات، يرجع بسبب زواجي من هناك، وأبنائي يتلقون تعليمهم في مدارسها، لكن هذا لا يمنع أن آتي إلى الرياض لزيارة والدي من فترة لأخرى، ولا يمنع أن أذهب إلى بقية دول مجلس التعاون، من أجل إتمام أعمالي الفنية. الحداثة طالت عالم الفن، ووصلت إلى الأغنية، فما رأيك في الفنانين الذين يغنون أغنية واحدة بدلا من غناء 8 أو 12 أغنية في ألبوم كامل؟ العالم من حولنا تغير كثيراً، وأصبح يعتمد على السرعة في كل تفاصيله، فبضغطة زر، يحقق الإنسان ما يريده، وهناك بعض الفنانين يرون أن إنتاج أغنية واحدة، متعوب عليها، في اللحن والكلمة والأداء، أفضل من 10 أغنيات، تنتج بشكل تقليدي وعادي، لكن أنا أرفض هذا المبدأ، الذي أرى فيه ظلماً كبيراً، لجمهور المستمعين، الذين لهم الحق في التمتع بعدد وافر من أغاني الفنان المحبوب لديهم. شاركت في مهرجان الدوحة الغنائي أخيراً.. كيف رأيت هذا المهرجان وتكرمه للفن اللبناني؟ مهرجان الدوحة الغنائي، حقق نجاحات عدة، أبرزها تكريمه الفنون العربية، وكانت آخر دوراته، لتكريم الفن اللبناني ومشاهير الأغنية اللبنانية، أمثال فيروز، ووديع الصافي، الذين أثروا الساحة بالعديد من الأغنيات والأعمال الفنية الرائعة، وكنت حريصا على المشاركة في هذا المهرجان، لما يضمه من مشاهير الفن العربي، والأصوات العربية الجيدة. هل تمانع في الغناء باللهجات العربية مثل المصرية؟ ولم لا، فهذا أمر جميل ورائع، أن يغني الفنان بلهجات البلاد العربية، ورأينا أن هناك فنانين مصريين، يهوون الغناء باللهجة الخليجية، ورأينا العكس، وهذا ليس فيه عيب أو منقصة في الفنان.