ساد الهدوء في العاصمة التونسية وضواحيها الأحد بعد ليلة شهدت تحليقا لمروحيات الجيش التي استخدمت اضواءها الكاشفة بعد انذارات بتحركات مشبوهة لسيارات يطلق ركابها النار على منازل. الجيش في الشوارع للسيطرة على الأوضاع ومواجهة اعمال النهب «رويترز» وتم صباح الأحد تخفيف الطوق الامني حول وسط العاصمة ورفعت الحواجز التي نصبت ليلا في الشوارع المؤدية اليه مع انتشار امني اقل وضوحا. شوارع مقفرة وبدت الشوارع الكبرى شبه مقفرة وانتشر الجيش في المناطق الحساسة من العاصمة وخصوصا مطار تونسقرطاج الدولي ومقر التجمع الدستوري الديمقراطي حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفتحت مقاه قليلة ابوابها وفي السوق المركزي بالعاصمة كان ربع المتاجر يعمل واشتكى متسوقون من ارتفاع مفاجئ للاسعار. وعلى المستوى القضائي، جرى الإفراج عن ثلاثة صحفيين ومدونين، كان النظام السابق قد اعتقلهم بتهمة توجيه الانتقاد لبن علي، وقد أكدت لجنة الدفاع عن الصحافة المحلية نبأ الإفراج عنهم. مشاورات اجرى القادة السياسيون المؤقتون في تونس الاحد مشاورات حول الاصلاحات السياسية بعد السقوط المفاجئ للرئيس زين العابدين بن علي بعد حكم دام 23 عاما. وقال نجيب الشابي زعيم المعارضة في تونس بعد محادثات مع الغنوشي ان تونس ستجري انتخابات تحت اشراف دولي في غضون ستة أو سبعة أشهر. وفي مقابلة مع محطة اذاعة "ار.تي.ال" الفرنسية وقال الشابي ان الغنوشي اقترح ان يشارك حزبنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون مفتوحة امام القوى الديمقراطية. وبعد ان اقسم اليمين رسميا لتولي الرئاسة بالانابة، قال رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع ان "جميع التونسيين بلا استثناء او حصر" سيشاركون في العملية السياسية. واضاف ان "مصلحة البلاد العليا تتطلب حكومة ائتلاف وطني"، بينما اعلن المجلس الدستوري ان انتخابات رئاسية ستنظم خلال شهرين. وواصل محمد الغنوشي رئيس الوزراء في عهد بن علي والذي كلفه المبزع بتشكيل الحكومة، منذ السبت مشاورات مع الاحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني في تونس. وشاركت في المرحلة الاولى من المشاورات كافة الاحزاب السياسية المعترف بها والاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) والرابطة التونسية لحقوق الانسان ومجلس عمادة المحامين. من جهته اعلن رئيس حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي من منفاه في لندن انه "يستعد" للعودة الى بلاده ومستعد للمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وصرح لوكالة فرانس برس ان حكومة الوحدة الوطنية "امر ممكن لكنه لن يكون سهلا"، موضحا ان "الاتفاق على قاعدة مشتركة، وعلى مشروع لمجتمع مشترك قد يستغرق بعض الوقت". واضاف "جرى تدمير كل شيء في عهد الديكتاتورية. واعادة تنظيم المجتمع المدني والمجتمع السياسي ستتطلب وقتا. هناك نوع من التشرذم".