كانت الدهشة والغيرة التي بدت على ملامح ذلك الأوروبي مبررة عندما زار مشاتل الزهور والورود في تبوك قبل عشرين سنة ونيفا إذ أن ما شاهده فاق توقعاته فكيف تنتج صحراء الجزيرة القاحلة أجود وأجمل أنواع الزهور بل وتصدرها إلى الخارج ؟! . كنت أحسب - عندما قرأت الخبر آنذاك - أن زيارة المستثمر الأوروبي وما تبعها من تصريح وتقرير صحفي نوع من ( الميديا ) التي تكتنفها المبالغة التسويقية للشركات الزراعية المنتجة لكن ما أزال تماما ذلك الهاجس والظن أن ما تنتجه تبوك هذه الأرض المباركة من خضراوات وفواكه ونشاهده معروضا في الأسواق لهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز وقبل ذلك وبعده الحمد والشكر للمنعم المتفضل على ما من به علينا في وطننا من هذه الثمرات والخيرات . ليس هذا مقالا تسويقيا لمنتج بل هو مقال للفرح كلمات مفعمة بالسرور وعبارات مترعة بالسعادة لتبوك هذه الأرض التي أنتجت وتنتج بفضل الله ألذ وأطيب المنتجات الزراعية (وأما بنعمة ربك فحدث) . الخوخ والمشمش والعنب والكمثرى والكرز والدراق وغيرها من الفواكه تملأ الأسواق وتزدان بها موائد السعوديين والمقيمين في الصيف بشكل يبعث على الغبطة وبالفعل فتبوك هي حديقة المملكة المثمرة . من كان يتوقع يوما أن تفوق منتجاتنا الزراعية من الفواكه في جودتها بلد المنشأ في موطنها في الدول المطلة على البحر المتوسط والتي كنا في يوم من الأيام لا نعرف هذه الفواكه إلا من خلال ما نستورده منها .ولعل ما ساعد على الحرص على جودة المنتج الزراعي في تبوك بعد توفيق الله أن الأرض والأجواء المناخية فيها ملائمة تماما لزراعة منتجات البحر المتوسط وقد حققت هذه التجربة واستثمارها نجاحا لافتا . من كان يتوقع يوما أن تفوق منتجاتنا الزراعية من الفواكه في جودتها بلد المنشأ في موطنها في الدول المطلة على البحر المتوسط والتي كنا في يوم من الأيام لا نعرف هذه الفواكه إلا من خلال ما نستورده منها . إنها نبوءة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم ففي غزوة تبوك التفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه وقال : ( يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد مُلئ جناناً ) رواه مسلم ، وكانت معجزةً عظيمةً تنبّأ فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحوّل تلك المنطقة القاحلة إلى بساتين خضراء خلال فترة وجيزة ، وقد تحقّق ما أخبر عنه - صلى الله عليه وسلم - ، وصارت منطقة تبوك معروفةً بوفرة أشجارها وكثرة ثمارها . [email protected]