نجح بعض المزارعين بمحافظة الاسياح بإنتاج أفضل أنواع الفواكه الشتوية والحمضيات والتي لم نكن نستطيع توفيرها سابقاً إلا من خلال استيرادها من خارج المملكة وقال ل الرياض المزارع حمود بن محمد العائد إن مزرعته الواقعة بمركز الجعلة جنوب المحافظة أنتجت ومنذ سنوات أنواعاً مختلفة من الفواكه والحمضيات الشتوية بكميات نستطيع أن نقول عنها كميات تجارية لكننا فضلنا أن نبقيها لنا ولزوار المزرعة وقال كثير من المزارع في أماكن متفرقة تنتج مثل هذه الفواكه ولكن الفارق في جودة الإنتاج وهو ما استطعنا تحقيقه والفضل يعود دون شك لجهود الدعم من الدولة والمتمثلة بالتشجيع وتقديم القروض للمزارعين والإعانات والاستشارات المجانية ونتمنى أن تستمر هذه الجهود لتشمل أيضا تشجيع إنتاج الفواكه بذاتها للمزارع القادرة أو الصالحة لإنتاجها مثل تشجيعنا للمحاصيل الرئيسية الأخرى كالقمح والتمور وغيرها من المنتجات حتى نتمكن من تحقيق ولو جزء من الاكتفاء الذاتي خصوصا ان هناك مناطق سبقتنا في زراعة الفواكه والحمضيات في الجنوب ونافست في جودتها نوعيات معروفة كنا نستوردها من بلدان مجاورة. عن الأصناف التي أنتجتها مزارع المحافظة فتشمل التين والتين ألشوكي والخوخ والجوافة والجريب فروت وانواع الحمضيات الأخرى مثل البرتقال ومنه اليوسفي والدموي وأبو صرة والأترنج وأيضا التفاح البلدي والمانجو وغيرها من الأنواع الأخرى. وعن أشجار الفواكه بصفة عامة يؤكد المزارعون أنها الأقل استهلاكا للماء وتحتاج إلى خدمات مستمرة مثل أي شجرة منتجه كالتسميد الدوري ومكافحة الآفات الزراعية والتقليم لكنها شجرة تحتاج إلى الصبر وطول البال عند بداية غرسها حيث تحتاج إلى عدد من السنوات مابين أربع إلى سبع سنوات حتى يكتمل نموها وتطرح كميات ونوعيات جيدة وتبقى مشكلة المزارعين في الغش التي تمارسها بعض المشاتل أو في الشتلات التي تأتي إلينا من بعض الدول المجاورة ومدى صحة التطعيمات وبالذات الحمضيات لأن اغلبها يعتمد على التطعيم من شجرة أخرى في مرحلة معينة وإذا لم يتم تطعيمها بطريقة سليمة فإن المزارع الذي جلبها يتفاجأ بعد سنوات من الانتظار أنها غير قادرة على الثمر واغلب من يمارس عملية الغش تلك هم أولئك الذين يوزعونها من خلال شاحنات تقف في الأماكن العامة وغير معروفين أيضا بعض المشاتل التي يعمل بها وافدون ويرفضون أحيانا إعطاء ورقة ضمان علماً أن الضابط الحقيقي لهذا النوع من التجارة هو ضمير وأمانة البائع لأن المزارع الذي سيظل يرعى ويخدم هذه الشجرة أربع أو خمس سنوات ويفاجأ بعد هذه السنوات أنها غير مطعمة ماذا سيستفيد من ضمان إن صح فإنه لا يتجاوز التعويض بشتلة صغيرة تحتاج إلى فترة انتظار تمتد إلى سنوات أخرى. وتبقى مشاتل وزارة الزراعة التي تقدم شتلاتها مجانا للمزارعين كل موسم أو مقابل قيمة تشجيعية هي الأكثر أمانا من واقع تجارب المزارعين إلا أن كمياتها قليلة ولا تكفي الطلبات التي يتقدم بها المزارعون ولا تشمل جميع المزارعين. وتبقى المطالبة من وزارة الزراعة أن تراقب ما يعرض في المشاتل وما يجلب من خارج البلد من أشجار واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان سلامتها من الغش واعتقد أنها تمتلك مهندسين زراعيين عندهم القدرة على التمييز ومعرفة الأصناف بمجرد معاينتها على الطبيعة وعلى وزارة الزراعة أن تضع تنظيماً لتجارة الشتلات والمشاتل بشكل عام.