بدأ المضللون الذين غرر بهم تنظيم القاعدة في فتح عيونهم وعقولهم، فاكتشفوا أنهم كانوا ضحايا لتنظيم يحترف الجريمة بأبشع صورها، ويستحل القتل وسفك دماء الناس والأبرياء باسم الدين، وتحت شعارات يستسلم لها البسطاء والمراهقون. واكتشف المضللون، بعد فوات الأوان وبعد عودة الوعي المصادر، أن تنظيم القاعدة الإرهابي يستهدف، بصورة خاصة، المراهقين الذين إما يميلون إلى التدين، أو الشباب الذين يعانون مشاكل حياتية في الدراسة والعمل. وأن دعاة الفتنة يملكون مهارات عالية في تجنيد الشبان المغرر بهم وغسل عقولهم وزرع الحقد والكراهية في مخيخاتهم ضد كل ما هو آخر. بل إن دعاة الفتنة والشقاق قد نجحوا ليس في بث العداوة بين الشبان المغرر بهم وبين الدولة والمجتمع فقط، بل حرضوهم على معاداة آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم وشقيقاتهم وممارسة العقوق بأبشع صور المهانة والاستخفاف بالوالدين وبروابط الأسرة وأدبيات الإسلام في التعامل الأسري وبر الوالدين والأشقاء والأقارب. وكان دعاة الفتنة يستحلون الأموال الحرام ويحللون الغش والخداع، ويحللون كل وسيلة لتبرير الغاية. مما يعني أن تنظيم القاعدة لا يمثل انحرافاً واحداً فقط، ولكنه مصنع للفساد الشامل بكل أنواعه وجرائمه وأمراضه. ونشاهد بصمات التنظيم الشرير في كل مكان يحل فيه المسلمون، فقد جعل التنظيم من مدن العالم الإسلامي ميداناً لجرائمه ومن دماء المسلمين مداداً لشروره وبغيه. كما استهدف الأبرياء المعصومة دماؤهم، في جرأة وقحة وسافرة ضد تعاليم الإسلام العظيم ونصوص القرآن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أحل التنظيم الخراب والدمار الاقتصادي والاجتماعي والمالي وزرع الكره في كل مكان تحل فيه أحقاده وضلالاته وأدواته المعبأة بالحقد والكراهية، فأصبح التنظيم الشرير خير ممثل لأعمال الشيطان، فيما يدعي تمثيل الإسلام والجهاد في سبيله. فكل خطوة يخطوها التنظيم فلن ينتج عنها إلا قتل أبرياء أو تخريب مدينة إسلامية أو أضرار بالغة بسمعة الإسلام وتضييق على المسلمين.