شهدت سوريا موجة جديدة من المظاهرات الليلية في الليلة قبل الماضية تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بينما كثف الجيش وجوده في بعض أحياء مدينة حمص وسط البلاد، وواصلت قوات الأمن حملة الاعتقالات في العاصمة دمشق. وعمت تظاهرات ليلية دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب واللاذقية ودرعا، فيما تستمر حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات في منطقتي ركن الدين والقابون. وانتشرت المدرعات في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين، ورجحت مصادرُ أن يكون ذلك استعداداً لشن عملية عسكرية واسعة. ونقلت مواقع يستخدمها الناشطون أن مظاهرات ليلية تواصلت في عدد من المناطق للمطالبة بإسقاط النظام، وتعهد النشطاء بمتابعة الإضراب والخروج ضد حكم الأسد. من جهة أخرى أفاد ناشطون حقوقيون أن وحدات من الجيش تمركزت بكثافة في بعض أحياء مدينة حمص استعدادا لعملية عسكرية. ووفقا لنشطاء فإن المدينة تشهد عصيانا مدنيا أغلقت فيه كل المتاجر عدا الصيدليات ومتاجر الأغذية، بعد مقتل 11 شخصا بمظاهرات الجمعة الماضية. كما أكدت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن معظم شوارع مدينة حمص بدت خالية بسبب حملة أمنية واسعة النطاق. وقالت مصادر أخرى: إن قوات الأمن تشن حملات دهم واعتقال في عدد من المدن ومنها العاصمة، حيث حاصرت هذه القوات ومن يعرفون بالشبيحة حي ركن الدين وقامت بحملة اعتقالات. وافادت منظمة حقوقية ان الاجهزة الامنية السورية اعتقلت عدة موظفين في ريف دمشق في اطار حملتها الامنية لقمع حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس بينما قطعت الاتصالات الارضية والخليوية عن منطقتين في مدينة حمص التي تنتشر دبابات في احيائها الرئيسية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «تظاهرة خرجت مساء الاحد بحي الحجر الاسود في دمشق من جامع الرحمن باتجاة شارع الثورة تطالب بإسقاط النظام ردا على حملة الاعتقالات التي نفذتها الاجهزة الامنية». وفي حمص التي تشهد منذ اسبوع انتشارا لقوات الجيش وحملات أمنية «انقطعت الاتصالات الارضية والخلوية صباح امس عن حيي الخالدية والبياضة وانتشرت دبابات في كل أحياء المدينة الرئيسية التي خلت من المارة»، بحسب المرصد. كما اشار المرصد الى «دخول عدد من سيارات الامن الى حي الانشاءات وتمركز الدبابات في حي باب السباع وباب الدريب والخالدية واول حي القصور وشارع الستين في البياضة». وتأتي التطورات في وقت أقرت فيه الحكومة قانونا يرعى تأسيس الأحزاب وينظم عملها. والتقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عددا من رموز المعارضة في الداخل وذلك في ضوء اللقاء التشاوري وما نتج عنه في البيان الختامي. وذكرت صحيفة «الوطن» الخاصة الأثنين ان أبرز من التقاهم الشرع هم الكاتب ميشيل كيلو والباحث الاقتصادي عارف دليلة وقدري جميل والكاتب أنيس كنجو والمفكر طيب تيزيني وغيرهم. وعمت تظاهرات ليلية دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب واللاذقية ودرعا، فيما تستمر حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات في منطقتي ركن الدين والقابون. وانتشرت المدرعات في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين، ورجحت مصادرُ أن يكون ذلك استعداداً لشن عملية عسكرية واسعة. وكشفت الصحيفة عن استعداد المعارضة السورية في الداخل الى عقد مؤتمر ثان لها بدمشق لبحث طرق الانتقال الى دولة «ديمقراطية مدنية». من جانبها , قالت الوكالة العربية السورية للانباء الاثنين ان مجلس الوزراء السوري أقر قانونا يسمح بتشيكل الاحزاب السياسية بشرط الالتزام بالمبادئ الديمقراطية . وكان حزب البعث الذي حظر أحزاب المعارضة منذ الانقلاب العسكري عام 1963 تعرض لضغوط للتخلي عن احتكاره للسلطة أثناء انتفاضة شعبية مندلعة منذ أربعة أشهر تدعو للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. وأضافت الوكالة: يشترط لتأسيس أي حزب... الالتزام بأحكام الدستور ومبادئ الديمقراطية وسيادة القانون واحترام الحريات والحقوق الاساسية... والحفاظ على وحدة الوطن. وقال ياسر سعد الدين وهو شخصية سورية معارضة يعيش في الخليج ان القانون الجديد مصمم لكي يوضح على الورق أن النظام يتقبل المعارضة بينما يستمر القتل والقمع. وأضاف سعد الدين إنه في كل مرة يتعرض فيها النظام لضغط دولي يتخذ المزيد من الاجراءات الاصلاحية الزائفة لمحاولة الظهور في المظهر الديمقراطي. ومضى يقول ان اعتقال النشطاء والقمع في تزايد. من جانب آخر , نفذ 300 محام امس اعتصاما في القصر العدلي في دمشق للمطالبة بالافراج عن المحامين المعتقلين ومعتقلي الرأي، حسبما افاد ناشط حقوقي.