تحت شعار "الإثارة تتحدى الملل"، يسدل الستار الأحد على فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ال 43 عندما يلتقي منتخبا أوروجواي وباراجواي لكرة القدم في المباراة النهائية للبطولة على استاد "مونومنتال" الشهير في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. وبعد ما يزيد على ثلاثة أسابيع من الإثارة والمفاجآت والأداء الراقي، يصل قطار البطولة إلى المحطة النهائية بمباراة لم يتوقعها كثيرون من المتابعين للبطولة، وفيما نال منتخب أوروجواي قدراً هائلاً من الترشيحات قبل بداية البطولة للمنافسة على بلوغ النهائي وأيضاً على الفوز باللقب لم ينل منتخب باراجواي القدر الكبير من الترشيحات، كما تراجع حجم هذه الترشيحات بعد مسيرة الفريق في الدور الأول للبطولة والتي شهدت ثلاثة تعادلات متتالية، ولكن كلاً من المنتخبين نجح في شق طريقه إلى المباراة النهائية للبطولة بطريقة مختلفة تماماً عن الآخر. منتخب أوروجواي كان شعاره على مدار المباريات الخمس الماضية التي خاضها في البطولة هو الإثارة والضغط الهجومي في معظم الفترات بينما سيطر الملل كثيراً على أداء منتخب باراجواي الذي بلغ النهائي بفضل قوة حارس مرماه وأداء خط دفاعه في معظم المباريات، ولذلك، ستكون مباراة اليوم مواجهة بين الإثارة متمثلة في منتخب أوروجواي والأداء الرتيب المتمثل في منتخب باراجواي، واستهل منتخب أوروجواي مسيرته في البطولة بتعادلين متتاليين أمام منتخبي بيرو وتشيلي بنتيجة واحدة هي 1/1 ولكنه نجح في حجز بطاقة تأهله لدور الثمانية بعدما فاز في المباراة الثالثة على المكسيك 1/صفر، وفجّر منتخب أوروجواي مفاجأة كبيرة في دور الثمانية عندما أطاح بالمنتخب الأرجنتيني صاحب الأرض والمرشح الأول لإحراز اللقب، حيث تغلب عليه 5/4 بضربات الترجيح بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وفي المربع الذهبي، أوقف منتخب أوروجواي مغامرة نظيره البيروفي وأطاح به من البطولة بالتغلب عليه 2/ صفر. وفي المقابل، عبر منتخب باراجواي إلى المباراة النهائية عبر خمسة تعادلات متتالية وبات مرشحاً لتحقيق إنجاز تاريخي لم يسبق إليه أي فريق حيث يستطيع، إذا حالفه الحظ مجدداً، أن يتوّج بطلاً لكوبا أمريكا دون أن يحقق أي فوز، واستهل منتخب باراجواي مسيرته في البطولة بثلاثة تعادلات في الدور الأول أمام الإكوادور سلبياً ثم أمام البرازيل 2/2 وفنزويلا 3/3 قبل أن يواصل مسلسل التعادلات في دوري الثمانية والأربعة حيث حافظ على نظافة شباكه على مدار 240 دقيقة متتالية وتعادل سلبياً مع البرازيل وفنزويلا على الترتيب قبل أن يطيح بكل منهما عبر ضربات الترجيح ولم يعد أمام كل من الفريقين سوى مباراة واحدة لتحقيق إنجاز طال انتظاره لكل منهما. منتخب أوروجواي يأمل في التتويج باللقب للانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب حيث يتقاسم الرقم القياسي حالياً مع نظيره الأرجنتيني برصيد 14 لقباً لكل منهما. وأحرز منتخب أوروجواي آخر ألقابه السابقة في عام 1995، ويبدو هو الأكثر ترشيحاً لتحقيق الفوز والتتويج باللقب في مباراة اليوم، وفي المقابل لم يحرز منتخب باراجواي لقب البطولة إلا مرتين سابقتين في عامي 1953 و1979 ويسعى لاستعادة اللقب الغائب عنه منذ 32 عاماً، ورغم ترجيح التوقعات لكفة منتخب أوروجواي، يبدو التكهّن بنتيجة المباراة أمراً غاية في الصعوبة في ظل امتلاك كل من الفريقين الأسلحة التي يستطيع من خلالها حسم المباراة والصعود لقمة منصة التتويج، وأكدت البطولة أن منتخب أوروجواي يمتلك واحداً من أفضل خطوط الهجوم حيث يتمتع بالمزج بين الخبرة والشباب والنشاط والقدرة على تنفيذ التعليمات الخططية للمدرب. ورغم غياب كافاني في مباريات الفريق الماضية بسبب الإصابة، نجح الثنائي فورلان ولويس سواريز ومعهما لاعب خط الوسط المتألق بيريرا في قيادة الفريق إلى النهائي. وفشل فورلان في هز الشباك على مدار المباريات الخمس في البطولة الحالية ولكنه لعب دوراً مؤثراً للغاية في تألق الفريق وانتصاراته وبلوغه النهائي، وما زالت الفرصة سانحة أمام فورلان، الذي سجّل خمسة أهداف في مونديال 2010، ليهز الشباك في البطولة الحالية وقد يكون المفتاح السحري لاختراق دفاع باراجواي وهز شباك فيار. وفي المقابل، يمتلك منتخب باراجواي أيضاً خط هجوم جيداً ولكنه يبدو كامناً ويقوده هايدو وباريوس في ظل غياب سانتا كروز للإصابة، وعلى مدار 240 دقيقة في مباراتي الفريق أمام البرازيل وفنزويلا، بدأ هجوم باراجواي بشكل لا يرقى للمنافسة حيث سدد أربع تصويبات فقط على المرمى البرازيلي وتسع كرات على المرمى الفنزويلي مما يعني أنه بحاجة إلى طفرة حقيقية إذا أراد إحراز اللقب من خلال أول فوز له في البطولة، أما إذا أراد مواصلة مسيرته على نفس المنوال والوصول بالمباراة إلى ركلات الترجيح فإنه سيضع بذلك حسم اللقب بين أيدي موسليرا وفيار اللذين تألقا على مدار البطولة سواء في التصدِّي لمختلف الهجمات أو في التصدي لضربات الترجيح، وفي المقابل، يفتقد منتخب باراجواي جهود ثلاثة لاعبين على الأقل نظراً لغياب سانتانا بسبب الإيقاف بعد طرده في مباراة الفريق أمام فنزويلا، كما استبعد الأرجنتيني مارتينو المدير الفني لباراجواي من حساباته كلاً من روكي سانتا كروز وأورليانو توريس للإصابة.