يشعر أبو عبد الرحمن، بفقره ومأساته، عندما يدخل بيته، أو يخرج منه، في حي العسيلة بالهفوف، ليس لسبب، سوى أنه يعيش في منزل متهالك، بالإيجار، «تعصف به الرياح المحملة بالأتربة في الشتاء ، و الحرارة الشديدة في الصيف، كما أنه يمتلئ بمياه الأمطار» على حد قوله، مؤكداً أن عجزه المادي، يصيبه بالحيرة و الخوف على مستقبل أسرته، إن ظلوا في هذا البيت. ويقول أبو عبد الرحمن: «تعرضت لحادث مروري منذ سنوات، ووقع الحادث، عندما كنت أحد الركاب في باص، وانقلب بنا، وتعرضت لكسر في فقرتين في الظهر»، مضيفاً «نصحني الأطباء بعدم العمل ، و إلا سأتعرض إلى مضاعفات صحية خطرة»، مبيناً حاله :»أعيش حالياً في منزل بالإيجار، وهو من الطراز القديم، وهو متهالك، ولا أمتلك أن أشتري منزلاً أو أستأجر منزلا غير الذي أسكن فيه». ويتابع: «لي من الأبناء عشرة، لكل منهم حاجاته ومستلزماته، واعتمادي ينصب على مساعدات الضمان، والجمعية الخيرية التي في المنطقة، ولكنه لا يفي بالاحتياجات اليومية»، مؤكداً «المصاريف كثيرة، ومع غلاء الأسعار، أجد أن الظروف تزداد سوءاًَ يوما بعد آخر، ففي وقت الأعياد و المناسبات، أشعر بالإحراج والألم، وأنا أنظر إلى أبنائي، لا أستطيع توفير كل ما يطلبونه مني، وهم يرون غيرهم أحسن حالا منهم، سواء في الملبس أو المأكل»، مشيراً إلى أن «فاتورة الكهرباء صادرة منذ شهور عدة، ولكن لم أستطع سدادها، نظراً لأن الظروف قاسية، وقد تعبت من هذه الظروف، و تراجعت صحتي، بسبب المشاكل التي تحيطني من كل جانب، فأملي -بعد الله- في أهل الخير الذين يرون معاناتنا و يشعرون بمآسينا».