لم يجد أبو أحمد السبعيني، الذي أعياه المرض، بداً من العيش مع أبنائه تحت سقف منزل آيل للسقوط، تصدعت جدرانه، وتساقطت أجزاء من أسقف الغرف، فيما تحل قطع القماش مكان أبوابها. وعلى رغم خطورة السكن في ذلك المنزل؛ إلا أنهم اضطروا إلى العيش فيه، لعدم مقدرة رب الأسرة على دفع مقدم ستة أشهر إيجار، كما هو متعارف عليه عند العقاريين، والذين وصفهم أبو أحمد بأنهم «يستغلون الفقراء برفع الإيجار عليهم، ولا يسمحون لهم بدفع الإيجار كل شهر، بدلاً من مقدم ستة الأشهر، واستغلال الظروف برفع الإيجار». ويذكر أبو أحمد بأن صاحب البيت يأخذ منه 1500 ريال في بداية كل شهر، فيما يبلغ مجموع الإيجار السنوي 18 ألف ريال، مشيراً إلى أن المبلغ «كبير جداً، لأن المنزل قديم ومتهالك ولا يمكن الارتياح فيه». ويعيش أبو أحمد مع عائلته المكونة من زوجة وسبعة أبناء، يواصلون دراستهم على رغم دخل والدهم الضعيف، والذي لا يتجاوز ألفي ريال شهرياً، من راتب التقاعد، ولا يتبقى منه إلا 500 ريال، بعد دفع إيجار السكن. ويروي المسن أبو أحمد بداية مأساته مع العوز: «عانيت كثيراً بعد أن احترق منزلي وتوفيت في ذلك الحريق زوجتي الأولى، وهي أم أحد أبنائي، وقد لحق بها بعد فترة قصيرة من وفاتها». ويتابع: «داهمني المرض بسبب إصابة في العمل في فخذي، أصبحت بعدها عاجزاً عن السير على قدمي. ولم يتم تعويضي من جهة عملي، الذي تركته منذ زمن. ثم تتابعت المشكلات الصحية من مرض السكر والبروستاتا، وأجريت لي جراحة أخيراً. كما أنني أعجز عن تحريك يدي اليسرى»، مضيفاً: «ذهبت إلى صاحب العقار لأطلب منه عقد إيجار المنزل، لتقديمه إلى الجمعية الخيرية، فطلب مني دفع مبلغ هو عبارة عن عمولة سمسرة، تتجاوز ما يتبقى لي وعائلتي من مصروف». ويعجز أبو أحمد عن القيام بأي «عمل منتج»، فضلاً عن كونه يحتاج إلى الرعاية الطبية والاجتماعية. ويشير إلى أنه لا يعرف كيف يواجه ظروف الحياة. ويستنجد بأهل الخير لمساعدته ومساعدة أسرته، ويتمنى أن يؤمن له منزل صغير يحمي عائلته.