دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود " حفظه الله "، رابطة العالم الإسلامي الى التعاون مع العلماء وأهل الرأي في كافة الدول الإسلامية بوضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وتحصين شعوبها ضد أخطار الغزو من الخارج وتداعيات الجهل في الداخل ودعم أواصر الوحدة الإسلامية يعتمد الحوار الموضوعي بين الشعوب المسلمة وقياداتها ويتبنى برنامجا فاعلا للتثقيف والتوعية بما في الإسلام من حلول للتحديات والمشكلات المستجدة ويركز على أسباب تحقيق وحدة الأمة والتكامل والتضامن بين شعوبها ويحذر من مخاطر الفرقة على كيانها ويعمل على تفعيل الإصلاح والتنمية على أسس صحيح الإسلام ويحمي الأجيال الشابة من الجنوح نحو الإفراط أو التفريط بأصول الدين وحقوق أوطانهم أسأل المولى جل وعلا أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما يحب ويرضى وان ينفع بجهودكم أمتنا الإسلامية. واكد أيده الله فى كلمة القاها نيابة عنه " حفظه الله" صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة السبت فى افتتاح مؤتمر "العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول" الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي وذلك بقاعة المؤتمرات بالرابطة بمكةالمكرمة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز " حفظه الله ". وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى والي الولاية الشمالية في السودان الدكتور فتحي خليل محمد كلمة المشاركين نوه فيها بسعي المملكة ودأبها في ترسيخ مبدأ الحوار في علاج مشكلات العالم الإسلامي وتلمس الحلول الشرعية الناجعة لمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين, وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -. ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لرعايته المؤتمر ولما تحظى به الرابطة من دعم متواصل منه ومن سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - أيدهم الله - على خدمة الإسلام والدفاع عنه، والعناية بشؤون المسلمين وتقديم العون لهم أينما كانوا، والسعي لجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم والإصلاح بينهم، مبينا معاليه أن هذا مسلك ثابت في سياسة المملكة بوصفها دولة قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وطبقت شريعته. عقب ذلك ألقى سماحة مفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة حمد الله على هذا اللقاء المبارك سائلا الله أن يحقق هذا المؤتمر للأمة الإسلامية الخير و السلام وقال: إن من سنن الله في هذه الحياة أن يواجه المؤمن أنواعا من الابتلاء وذلك ليمحص الله من كان ثابتا على الإيمان صابرا على الشدائد متجاوزا العقبات، وأوضح سماحته أن الأمة الإسلامية ترضى بهذه السنة الكونية ما دامت متمسكنة بكتاب ربها وسنة نبيها عاضة عليها بالنواجذ جامعة صفوفها موحدة أمام التحديات مشيرا إلى انه إذا ضعف تمسك الأمة بدينها دب الانقسام و الخلاف بين أبنائها. وبين أن الأمة الإسلامية تمر في هذه الأيام بأخطر المراحل وتعاني أزمات شديدة وفتن بالداخل وانقسام بين أبنائها وحملات شرسة من أعدائها وتدخل سافر في شؤون حياتها فواجبنا حمايتها من هذه البلايا والمصائب والخروج بها إلى بر الأمان والسلامة وان من أسباب قوة الأمة وتماسكها اعتصامها بكتاب ربها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتحكيمها الكتاب والسنة في جميع شؤونها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية وكل شؤون حياتها وشدد مفتي عام المملكة على أن من أسباب القوة أيضا انتشار العلم بين أفرادها فالعلم مضاد للجهل فإن العلم نور والجهل ظلمات والعلم حياة والجهل موت والعلم عز وقوة والجهل ضعف وهوان. وقال: إن الالتحام بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم وتطبيق ذلك على معالم الشرع وضوابط الشريعة لهو خير عامل لاجتماع الأمة وتماسكها وإن من تأمل الشريعة الإسلامية رأى أن التلاحم بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم ومعرفة كل منهما ماعليه من واجبات وحقوق يضمن سعادة الأمة وأمنها واستقرارها كما أن الحاكم يجب أن يحكم شرع الله في رعيته لأن تحكيم الشرع إقامة للعدل ورفع للظلم وتحقيق للأمن والاستقرار. وأفاد أن الأمة في حاجة إلى وضع نظام متكامل شامل يخدم مصالح الأمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للوصول إلى ما تصبو إليه من الأمن والاطمئنان وتطوير الحوار النافع بين أفراد الأمة من اجل تحقيق مصالح الأمة في الحاضر والمستقبل. وأضاف إن المملكة خير دليل للأمة على الخير والصلاح فإن سياستها الخارجية جنبت الأمة الكثير من المصائب لنظرتها الفاحصة والثاقبة ولتحكيمها شرع الله في جميع شؤونها مما جعلها بلداً آمنا يقوم عليه رجال مخلصون صادقون حرصوا على مصالح الأمة وسعوا في كل ما يحقق لهم أمنها واستقرارها ورقيها العلمي والمادي بما جعل الله هذا البلد مكاناً مرموقا يؤمه ملايين البشر حجاجا ومعتمرين ينعمون بأمنه واستقراره بفضل الله ثم بتحكيم هذه الشريعة الإسلامية.