أوضح المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن من سنن الله في هذه الحياة أن يواجه المؤمن أنواعا من الابتلاء وذلك ليمحص الله من كان ثابتا على الإيمان صابرا على الشدائد متجاوزا العقبات، مضيفا أن الأمة الإسلامية ترضى بهذه السنة الكونية مادامت متمسكة بكتاب ربها وسنة نبيها، عاضة عليها بالنواجذ، جامعة صفوفها موحدة أمام التحديات، مشيرا إلى أنه إذا ضعف تمسك الأمة بدينها دب الانقسام والخلاف بين أبنائها. وأكد في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في قاعة المؤتمرات بالرابطة بمكة المكرمة أمس، أن الأمة الإسلامية تمر في هذه الأيام بأخطر المراحل وتعاني أزمات شديدة وفتنا بالداخل وانقساما بين أبنائها وحملات شرسة من أعدائها وتدخلا سافرا في شؤون حياتها «فواجبنا حمايتها من هذه البلايا والمصائب والخروج بها إلى بر الأمان والسلامة»، مبينا أن من أسباب قوة الأمة وتماسكها اعتصامها بكتاب ربها وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وتحكيمها الكتاب والسنة في جميع شؤونها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية وكل شؤون حياتها. وشدد المفتي على أن من أسباب القوة أيضا انتشار العلم بين أفرادها «العلم مضاد للجهل، والعلم نور والجهل ظلمات، والعلم حياة والجهل موت، والعلم عز وقوة والجهل ضعف وهوان». وقال إن الالتحام بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم وتطبيق ذلك على معالم الشرع وضوابط الشرعية خير عامل لاجتماع الأمة وتماسكها «من تأمل الشريعة الإسلامية رأى أن التلاحم بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم ومعرفة كل منهما ما عليه من واجبات وحقوق يضمن سعادة الأمة وأمنها واستقرارها، كما أن الحاكم يجب أن يحكم شرع الله في رعيته لأن تحكيم الشرع إقامة للعدل ورفع للظلم وتحقيق للأمن والاستقرار». وأفاد المفتي بأن الأمة في حاجة إلى وضع نظام متكامل شامل يخدم مصالح الأمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للوصول إلى ما تصبو إليه من الأمن والاطمئنان وتطوير الحوار النافع بين أفراد الأمة من أجل تحقيق مصالح الأمة في الحاضر والمستقبل. وأضاف أن المملكة خير دليل للأمة على الخير والصلاح «سياسة المملكة الخارجية جنبت الأمة الكثير من المصائب لنظرتها الفاحصة والثاقبة ولتحكيمها شرع الله في جميع شؤونها مما جعلها بلدا آمنا يقوم عليه رجال مخلصون صادقون حرصوا على مصالح الأمة وسعوا في كل ما يحقق لهم أمنهم واستقرارهم ورقيهم العلمي والمادي بما جعل الله هذا البلد مكانا مرموقا يؤمه ملايين البشر حجاجا ومعتمرين ينعمون بأمنه واستقراره».