وصلتني عبر الإيميل رسالة طويلة من شخص تعمّد ألا يعرِّف بنفسه، كان يتحدث فيها عن الشللية والإنصاف، وإعطاء الشعراء الشباب حقهم ويطالب بصناعة النجوم والمساهمة في بروزهم إعلامياً. يقول في نص الرسالة: (السلام عليكم ورحمة الله الأستاذ القدير/ عبدالله شبنان لكي لا يعتبر كلامي مجاملة أو محاباة، أو له مقاصد أخرى، فقد تعمَّدت أن تكون مجهولة المصدر، ولكن الحق يُقال. أنت يا أستاذ عبدالله شبنان من الجميلين في الساحة ومن المنصفين، وأنا بحكم متابعتي الكثيفة منذ سنوات لهذه الساحة فإني لمست فيك الإنصاف وعدم الميل إلى الأسماء في القصائد المنشورة في ملحقكم، وهذا شيء يُحسب لك عند المنصفين، ويُحسب عليك عند أصحاب الشللية المقيتة، وأنا والله كثيراً ما قرأت قصائد في غاية الروعة في ملحقكم، لا اعرف أسماءهم من قبل، وهذا حتماً ما سيذكره التاريخ لك في انك ساهمت بما تستطيع في إبراز نجم قد يذكر ذلك لك في يوم من الأيام، ولكن عندي أيضاً أمنية أتمناها منك، وهي صناعة النجم وليس فقط المساهمة في إبرازه. وأنا هنا لا أتحدث عن شخص ليس بشاعر أو مستشعر وتقوم بتلميعه لكي يكون نجماً، فإنها مهمة حتماً ستفشل مهما امتد بها الطريق، ولكن أنا هنا أتحدث عن شاعر حقيقي متمكِّن، ولكنه غير معروف إعلامياً أو جماهيرياً، فمهمتك هنا هي إبرازه ليكون نجماً لامعاً وأنت تعرف أن هناك فرقاً بين الشعر والنجومية، فليس كل نجم شاعراً متمكناً وليس كل شاعر نجماً، أتمنى أن أرى هذا الشيء في صحافتنا السعودية من خلالك؛ لأنه معدوم. فقد تعبنا من الأسماء المكررة التي لم نعد نطاردها بل هي التي تطاردنا في كل مكان نريد أسماء جديدة بروح جديدة وشعر جديد وفكر جديد يبث فينا روح الشعر من جديد وصدِّقني أنت ما قصَّرت، كما ذكرت سابقاً، فقد قرأت نصوصاً قمت بنشرها لشعراء غير معروفين فعلاً تستحق الإشادة والاحتفاء، ولولا انك منصف ومهني في مهنتك لما قدَّمتها). تعبنا من الأسماء المكرَّرة، التي لم نعد نطاردها بل هي التي تطاردنا في كل مكان، نريد أسماء جديدة بروح جديدة وشعر جديد وفكر جديد يبث فينا روح الشعر. هذا بعض ما جاء في رسالة القارئ الطويلة، ولو كانت هذه المساحة تكفي لنشرت نص الرسالة كاملاً، والتي اشكره حقيقة على عبارات المديح والإطراء بحقي والتي أتمنى أن أكون عند حسن ظن القراء دائماً، وفيما يتعلق بالشللية والمحسوبيات التي تحدث عنها فأعتقد أنه على حق، وهذا ما نلاحظه في هذه الساحة منذ سنوات طويلة ونحاول أن ننأى بأنفسنا عن هؤلاء حتى نستطيع أن نقدِّم مادة أدبية راقية، أما من ناحية صناعة النجم فأنا أتفق معه في إعطاء الفرصة للشعراء الشباب في الظهور وعمل حوارات صحفية ونشر أخبارهم وهذا ما قامت عليه “في وهجير” ولكنني لست مع مسألة تركيز الضوء أكثر من اللازم والتي قد تحرق الشاعر الشاب وتتسبب بنتائج عكسية عليه، والأمثلة على ذلك كثيرة دون ذكر أسماء. أشكر كاتب الرسالة مرة أخرى، وأتمنى أن أكون وطاقم “في وهجير” عند حسن الظن دائماً. [email protected]