كنت وما زلت من أشد المتحمسين لوضع برامج وطنية لتأهيل العائلات المحتاجة وضد أي إضافة جديدة للجمعيات الخيرية التي ترسخ مبدأ الإعانة ولو بنظام التقطير الذي لا يخلو من الذل والمساس بالكرامة. فالكثير منهم يتمنون ألا يضطروا للذهاب للجمعيات وتسجيل أسمائهم في قوائم المحتاجين لأن الكرامة بالنسبة لهم حياة أو موت. ومع ذلك فما زال عدد من رجال الأعمال غائبين عن مثل هذه البرامج الوطنية مكتفين بالتبرع إلى برامج وفعاليات لا تعالج مشكلة تلك العائلات المحتاجة بقدر ما يصاحبها من بريق إعلامي. هذا الكلام لا يعجب الإخوة المجتهدين القائمين على تلك البرامج ولكنه بالتأكيد يوضح أن الكثير من التبرعات تضيع في الصرف على كتيبات ونشرات ودعوات. وإذا كان مجتمعنا يشكر ويقدر عددا من رجال الأعمال الذين ساهموا في بناء المراكز الصحية والمستشفيات التخصصية فإنه يهيب بالآخرين طرح مبادرات اسهامية لخدمة شرائح كثيرة من المجتمع تحتاج إلى من يساعدها على الإنتاج لا على من يتكرم بإطعامها أو إهدائها حقيبة مدرسية أو بطانية شتاء. رجال الأعمال ما زالوا بعيدين عن المساهمة الفعلية في ذلك رغم ما يملكونه من ثروات تمكنهم من طرح مبادرات خلاقة أبعد مما طرحت. ولكم تحياتي [email protected]