قد لا تحتاج الفنانة سلوى بخيت، المعروفة باسم "أم هلال" إلى مقدمة للتعريف بها، فالجميع يعرفون هذه الفنانة البحرينية، التي أثرت الساحة الفنية الخليجية بأعمال جادة، لا تغفلها ذاكرة المشاهد في فترة سابقة، الأمر الذي جعلها "نجمة النجوم" بلا منازع لتتربع على عرش الدراما البحرينية والخليجية لسنوات، قبل أن تبتعد عن الساحة فجأة.أم هلال أكدت لنا أنها لم تعتزل الساحة الفنية، وإنما اعتزلت تمثيل النصوص الهابطة، التي ترى أنها لا تضيف إليها أي جديد، معلنة أنها تعيش في السعودية، وتعشق شعبها، وتلاحمهم بولاة الأمر، مضيفة أن عودتها إلى الساحة الفنية، بعد أن وجدت النص الذي يناسبها.. دعينا نبدأ بأسباب غيابك عن الساحة الفنية طوال الفترة الماضية؟ -لم أغب عن الساحة نهائياً، ولكن المشكلة تبقى في نوعية الأعمال التي أتلقاها، فلم تكن في المستوى المطلوب، ولم أشعر أنها ستضيف إلى سلوى بخيت ومشوارها الفني الذي يعرفه الكثيرون، وهذا ليس غروراً مني، وإنما رغبة في تقديم الأفضل والأحسن في الساحة التي أعتز بجمهورها، وأحرص على أن أقدم له الأحسن. لم تأتك عروض فنية في الفترة الماضية؟ -بالفعل جاءتني عروض من معظم دول الخليج، للمشاركة في أعمالها الدرامية، ولكنني رفضتها، للسبب ذاته، إذ شعرت أنها مكررة ومقلدة للكثير من الأعمال القديمة، ومن بين هذه العروض على سبيل المثال، عرض جاءني من المخرج أحمد يعقوب المقلة في مسلسله الجديد الذي سيعرض في شهر رمضان بعنوان "سما ثانية"، وعلمت أنه مسلسل من 30 حلقة، أشارك في بطولة 18 منها، ورغم ذلك، اعتذرت عن قبوله، بعد أن شعرت أنه لا يناسبني. ولماذا لم تفكري في إنتاج أعمال خاصة بك مثلما تفعل الفنانتان حياة الفهد وسعاد عبدالله؟ -لم أفكر في الموضوع، ولا أميل للعمل في إنتاج الأعمال الفنية، فأنا فنانة، أهوى التمثيل والظهور على الشاشة، وليس الإنتاج الفني الذي يحتاج إلى خبرات من نوع خاص ووقت وجهد. عدت إلى الساحة من خلال مسلسل "عطر".. ما هو الدافع إلى هذه العودة ؟ -الدافع الوحيد أنني وجدت النص الحقيقي الذي يعيد "أم هلال" إلى الساحة الفنية بكل قوة، فعندما جلست مع الكاتب يوسف السند، أكد لي أن نص المسلسل مكتوب خصيصاً لأم هلال وشخصيتها المعروفة عنها، وبالفعل، عندما قرأت النص، أعجبت به كثيراً، لاسيما بأن الدور كان محوريا وجريئا جدا، وقررت قبوله على الفور، وقدمته.
لقطات من مسلسلها الشهير (ام هلال)
لكن مسلسل "عطر" لم يقدم عودتك بالشكل الصحيح ؟ حتى في ترتيب اسمك في مقدمة العمل؟ -كلامك صحيح وكان من المفترض كتابة اسمي ضيفة شرف افضل. يقول البعض أن زمن أم هلال ولى وذهب لحال سبيله.. ما هو ردك؟ -هذه وجهة نظر البعض، وأنا أحترم وجهة نظرهم، ولكن صدقني الفنان الحقيقي إذا شعر أن زمانه ولى، فإنه يبعد عن الساحة، ومازلت أشعر أن لدي ما أعطيه للساحة الفنية، فأنا لست من الفنانين الذين يأخذون زمانهم، وزمان غيرهم، وعندما أشعر أنني غير قادرة على العطاء، فسوف أبتعد من تلقاء نفسي. هل هناك تواصل بينك وبين فناني الساحة وإذا وجد مع من تحديداً؟ -أتواصل مع عدد منهم، ولعل أكثرهم الفنانة زهرة عرفات، التي أتحدث معها بصفة مستمرة،لاسيما بأن زهرة عرفات هي من رشحتني واعطت طاقم مسلسل " عطر" رقمي من اجل المشاركة في العمل، كما أتواصل مع ماجدة سلطان كلما سنحت الفرصة. هل تغضبين من لقب "أم هلال" الذي بات بديلا لأسمك الحقيقي سلوى بخيت؟ -بالطبع لا، فأنا أعتز بهذا الاسم، وأسعد عندما يناديني أحد بأم هلال، ولا تنس أنني أم منذ كان عمري 12 عاماً، والجميع يعرف هذا، وشخصية أم هلال التي قدمتها على الشاشة، هي سبب شهرتي حتى هذه اللحظة. يقال إن سبب حب جمهورك السعودي لك أنك تعيشين في المملكة وتعملين لدى أميرة سعودية؟ -بالفعل، فأنا أعشق المملكة، التي أعيش فيها منذ سنوات، وما جعلني أعشق هذه الدولة، طيبة أهلها، والحب المتبادل بين أفراد الشعب، وولاة الأمر، وقد تلقيت دعوة من إحدى الأميرات، للعمل لديها في أحد المراكز التراثية، ورحبت بالفكرة، وقد أغدقت علي هذه الأميرة، يحفظها الله، بالكثير من النعم.
بالفعل جاءتني عروض من معظم دول الخليج، للمشاركة في أعمالها الدرامية، ولكنني رفضتها، للسبب ذاته، إذ شعرت أنها مكررة ومقلدة للكثير من الأعمال القديمة نبقى في السعودية.. ألا ترين أنك تستحقين أن تعملي في مسلسل "طاش" الذي أعتقد أنه يناسب شخصيتك؟ -أتفق معك فيما ذكرت، لكن للأسف القائمين على طاش لهم وجهة نظر شخصية في لون بشرتي، الذي حال دون مشاركتي في هذا العمل، وسبق أن شاركت في أعمال سعودية أخرى، مثل "حامض حلو" و"عطر"، وأتشرف بتقديم أي عمل سعودي في المستقبل. ننتقل إلى الدراما البحرينية.. ألا ترين أنها تراجعت في الفترات الأخيرة؟ -الدراما البحرينية تراجعت، ولكن هذا التراجع أعتقد أنه سيكون مؤقتا، وستعود إلى عافيتها وقوتها المعروفة عنها، ولا ننسى أن الدراما البحرينية، كانت تتسيد الدراما الخليجية في فترة من الفترات، وهذا يشير إلى أن عوامل القوة كامنة فيها. بمناسبة الحديث عن الدراما البحرينية.. ما رأيك في الفنانة زينب العسكري وهل خدمت الساحة الفنية البحرينية الفترة الماضيه قبل اعتزالها؟ -العسكري أعرفها منذ زمن، وعاصرت بداياتها، وهي فنانة جيدة، أنتجت أعمالا أضافت إلى الدراما البحرينية والخليجية، بيد أن ما يحزنني أنني عندما احتجت ميزانية لعمل مسلسل مكتوب خصيصا لي من تأليف "عيسى الحمر"، ذكروا لي أنه لا توجد ميزانية تكفي، في الوقت نفسه، كانت هناك فنانات بحرينيات أخريات، الأبواب مفتوحة أمامهن، والميزانيات متوفرة لأعمالهن. ما هي أعمالك الفنية التي تجهزين لها حالياً؟ -لدي مسرحية بعنوان "مواطن آيل للسقوط"، سنعرضها بمشيئة الله في عيد الاضحى داخل وخارج البحرين، وأتمنى أن تكون جريدة "اليوم" أول المؤسسات الصحافية التي تغطي هذا العمل وتفاصيله، والمسرحية من تأليف واخراج وانتاج محمد العلوي ومن بطولتي والفنان ابراهيم البنكي وسامي رشدان وغادة وآخرين. ألا تتلقين دعوات للمشاركة في البرامج التلفزيونية؟ -أقدم حاليا برنامجاً تربويا بعنوان " السنع"مع عدد من معلمي المدارس، إذ نتحدث جميعاً لتعليم الأطفال من سن 8 الى 16 سنة البرتوكول، وآداب الحديث والاستماع والجلسة، وإلقاء السلام وطريقة الاكل والمخاطبة والمحادثة، كما نعلمهم أمثالاً قديمة.