زوج يسأل: أنا من أسرة محافظة ولله الحمد، ولدي مشكلة مع زوجتي، وهي أنها تسافر إلى أوروبا كل سنة مع أهلها، والأهم في الموضوع أنني تفاجأت بأنها لا ترتدي الحجاب في السفر حتى للدول الإسلامية، بل تلبس لباساً غير ساتر، وكلما أتذكر هذا الأمر أتضايق وأغضب، وأفكر جدِّيا بالانفصال عنها؛ لأنني أحس أنني لا أستطيع العيش معها.. أرشدوني مأجورين. الجواب: أخي الكريم، إن الزواج نعمة عظيمة أعطانا الله إياها من أجل الاستقرار والسكن والعيش فيها على المودة والرحمة، قال تعالى «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21). فالزواج سفينة يلتقي فيها الرجل والمرأة (الزوج/ الزوجة) ليبحرا بها في بحر الحياة، وهذا البحر لا بد أن تشوبه بعض العقبات (المشكلات)، سواء من الزوجين، أو الظروف المحيطة بهما، فالزوجان كلاهما يختلف عن الآخر من حيث البيئة والتربية والأعراف السائدة في كل أسرة ينتمون إليها، أما الظروف المحيطة فهي الأحداث التي تمر على حياة الزوجين -سواء كانت صحية، أو مادية، أو اجتماعية- وكيفية التعامل معها، وتعتبر السنة الأولى أو الثانية فرصة لتعرف كل منهما على الآخر، وهذه الفترة ينبغي فيها تجنب سيادة الرأي والتعصب له، بل يجب أن تسود فيها كثير من التنازلات من الطرفين؛ حتى تسير هذه السفينة بأمان. الزواج سفينة يلتقي فيها الرجل والمرأة (الزوج/ الزوجة) ليبحرا بها في بحر الحياة، وهذا البحر لا بد أن تشوبه بعض العقبات (المشكلات) لذا سوف أقدم لك المشورة التي أرجو من الله أن تصل إلى قلبك ليعمل بها عقلك، وهي فيما يلي: - لا بد من الجلوس مع زوجتك في حوار هادئ تبين فيه مدى حبك العظيم لها، وغيرتك عليها في كل أمر. - التوضيح لها برأي الشرع حول لباس المرأة وحجابها في أي بلد تكون، وأن المرأة عورة في سائر الجسم، وليس الشعر فقط. - في حال تقبلك لسفرها مع أهلها حق عليك إلزامها بالتقيد باللباس الشرعي، وفي حال رفضها فمن حقك منعها من السفر. - عليك أن تضع بدائل لتغّير نمط ما اعتادت عليه زوجتك بالمشاركة في طرح أفكار لما ترونه مناسبًا لحياتكما. - ثق أن زوجتك قد اعتادت على السفر مع أهلها، ورغبتك في أن تبتعد عنه يحدث تدريجيًا، وبلين الجانب منك. - تذكَّر أخي الكريم أن الحياة الزوجية ليست لعبة إن عجزنا عن لعبها نرميها، فنحن محاسبون بهذا العقد أمام الله، وحق عليك أن تعمل على تعديل وإصلاح زوجتك التي اخترتها، ولا تنس أنه ليس من الحق محاسبة الطرف الآخر على أمور قبل عقد الزواج. - تأكد أخي الغيور أن في زوجتك بذور خير، ولكنها تحتاج إلى سقاية منك، بكثرة النصح والصبر لتغييرها، فما يدريك لعل الله يجعلك سببا لهدايتها وهداية أهلها. أسأل الله لك حياة زوجية سعيدة.