تتناغم أنامله فرحاً عندما يمسك أي جهاز إلكتروني بغرض تصليحه، وذلك لأنه فني تصليح أجهزه الكترونية، حيث تصبح هذه الأجهزة بتلك اليدين كأنها دمية يلاعبها حتى يتمكن من إعادة صيانتها مرة أخرى.. إنه الشاب كمال الشواف 38 عاماً والذي يعد من الشباب القلائل الذين يمارسون هذه المهنة أو بالكاد تجد أحدا منهم، ولهذا هو يقول:» عشقي لهذه المهنة بدأ منذ أن كنت في سن الثالثة عشرة، وقد زاد معي هذا العشق عندما تأثرت بوالدي الذي كان يمارسها، وهذا الشيء ساعدني على تعلمها من دون الالتحاق بدورات تدريبية، ولقد كان حريصاً على أن يصطحبني معه عندما يذهب للمحل الذي كان يملكه ويديره، ولم يبخل والدي بالنصائح المفيدة التي ساعدتني على أن أكتسب المزيد من الخبرة في كيفية ممارسة هذه الحرفة رغم أنه تعلمها بالفطرة، فلم يلتحق والدي بأي دورة تدريبية، وعلى ذلك أردت أن يعلمني إياها بنفس الطريقة، وبالفعل استطعت أن أتعلمها لتصبح حالياً هي مصدر رزق لي ولأسرتي»، وأضاف الشواف: "هناك أشياء ينبغي لمن أراد ممارسة هذه المهنة معرفتها، وهي التركيز الذهني هو مطلب رئيس، وذلك لأن الأجهزة الإكترونية معروفة أنها معقدة في كيفية الصنع لأنها تحتوى على أسلاك متشابكة بعضها البعض ذات ألوان أحياناً تكون متشابهة، وعند القيام بفك الجهاز من أجل تصليح العطل، يجب أن يكون التركيز حاضرا كي يتمكن من إعادة ما تم تفكيكه بعد إصلاح العطل»، وأشار الشواف إلى أن مهنة إصلاح الأجهزة الالكترونية تتطلب توفر بعض الأدوات التي تساعد الفني في اكتشاف العطل بسرعة، وهذه الأدوات هي جهاز كي حراري يعرف ب «الكاوية» لفك مادة الرصاص المطلية على السلك المعدني، أيضاً لفة من الرصاص إذ يتم استخدامها في تثبيت الأسلاك بعد فكها وتغيرها، كذلك مقص، وأيضا مقياس ضغط كهربائي، وهذا الجهاز يساعد في معرفة العطل بشكل سريع، وأضاف الشواف في هذا الجانب :» إن مهنة تصليح الأجهزة الالكترونية ليست بتلك الصعوبة التي يتصورها البعض، فهم يعتقدون بأنها مهنة معقدة وتتطلب مستوى تعليميا عاليا، وهذا دليل على عزوف الكثير عن ممارستها، واقتصارها في الغالب على الأجانب، ولكن في اعتقادي أنها عكس ذلك فهي من أبسط المهن التي يمكن أن نتعلمها وبكل إتقان وذلك عندما توجد لدى الواحد منا الرغبة بسهولة».