انتهاك الخصوصيات ومع جهل معظم مستخدمي هذه الأجهزة بطرق إصلاحها عندما تعطب؛ كونها أجهزة معقدة التركيب؛ فإن أي أعطال تصيب الأجهزة يكون أمر إصلاحها مربوطا بإرسالها إلى فنيي الإصلاح، والفني قد يصلح الكمبيوتر بالفعل ويعيده كالجديد، ولكن لا يمكن ضمان عدم تصرفه بما يجده في الجهاز عند إصلاحه، خصوصا أن بعض الأعطال التي تصيب الأجهزة تمنع الجهاز من العمل حتى إصلاحه، وبالتالي لا يمكن نقل الخصوصيات منه قبل إرساله للتصليح. الابتزاز والأمانة وليست جميع حالات الابتزاز ناتجة من علاقة بين الشاب والفتاة أو بين المبتز والخاضع للابتزاز، كما توحي بذلك أخبار القبض على المبتزين، بل قد يحصل الابتزاز بين طرفين لا علاقة لهما ببعض أبدا، ولم يسبق لأي منهما رؤية الآخر، وهذا ما يحدث عند إرسال جهاز معطوب لإصلاحه لدى فني غير مؤتمن. ورشة نسائية كل ذلك أدى بفتاة مواطنة تدعو نفسها (أم سندس) إلى البحث عن حل يمكن من خلاله منع حدوث الابتزاز، ولم تجد حلا سوى أن تفتتح ورشة صغيرة لصيانة الكمبيوترات في منزلها؛ حيث تأمن أي فتاة تعرّض جهازها لأعطال أنها ستستعيد جهازها بعد إصلاحه دون أخذ شيء منه أو سرقة صورة من هنا أو هناك. وقالت أم سندس في حديث إلى "شمس" إنها لا تعلم إذا ما كانت الوحيدة التي تتخصص في إصلاح أجهزة الكمبيوتر، لكنها أكدت أن فكرتها لقيت استحسان الكثيرات، وأن مشروعها يدر عائدا ممتازا؛ ما يعني الحاجة الماسة إلى مثل هذا المشروع. تأهيل بالخبرة وقالت إنها غير مؤهلة أكاديميا لإصلاح الحواسيب، لكنها تمارس عملها بالخبرة؛ حيث بدأت بتعلم استخدام الإنترنت، وعندما أجادت ذلك توجهت نحو دراسة مكونات الجهاز وقِطَعه الفنية، وكل ذلك في سبيل الهواية؛ إذ لم تفكر آنذاك بتحويل هوايتها إلى عمل تجاري. وواصلت تعلمها الذاتي حتى تمكنت من إتقان أكثر عمليات الصيانة الأولية وعلى رأسها عملية (الفورمات) أي مسح جميع المعلومات في الجهاز وإعادة تنزيلها مرة أخرى، ومن ثم حصلت على دورات في الصيانة مكّنتها من التعرف على الجوانب الفنية الأخرى، ومن ثم بدأت تراودها فكرة افتتاح ورشة للإصلاح في منزلها لخدمة الصديقات والقريبات. تطوير ذاتي وعند ذلك بدأت الأجهزة المعطوبة تتراكم في ورشتها المبدئية، فعرفت أنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من التعلُّم، فاشتركت في مجلات تقنية متخصصة، كذلك بدأت الاطلاع على مواقع إنترنت متخصصة في مجال الصيانة، ومن خلالها تمكنت من تعليم نفسها ذاتيا ومن إيجاد حلول إصلاحية للمشاكل التقنية، حتى تمرست في هذا المجال وأصبحت مرجعا، وانعكس ذلك على اتساع أعمالها؛ حيث أصبحت ذات شهرة في الوسط النسائي القريب منها، خصوصا بعد حصولها على شهادة الرخصة الدولية بصيانة الأجهزة ICDL. ..بانتظار الموافقة وقالت أم سندس إنها بدأت عملها بخدمات مجانية؛ إذ لم تكن تتقاضى مبلغا عن قيمة الإصلاح ما عدا قيمة القطع المستبدلة، وتضيف: "عندما أحسست بأنني متمكنة من هذا العمل لم أعد أرغب في العمل التطوعي أو الشخصي وفضّلت افتتاح محل خاص بعملي كنشاط تجاري". وقالت إنها تفكر الآن في توسعة نشاطها من خلال افتتاح مركز صيانة تجاري مخصص للنساء، وإن المورد الذي ستعتمد عليه في افتتاح المحل سيكون إما لجنة دعم المشاريع الصغيرة في الغرفة التجارية أو عبر بنك التسليف، لكنها قالت إن ذلك لن يتم إلا عندما تحصل على مو افقة أهلها، وهي التي لم تحصل عليها حتى الآن.