أوقعت ألغام زرعتها قوات العقيد معمر القذافي في ضواحي زليتن قتيلا و32 جريحا في صفوف المتمردين الليبيين كما افاد بيان حصلت عليه فرانس برس. واوضح البيان ان المتمردين يزحفون نحو وسط زليتن على بعد ستين كلم من مصراتة المحررة وتبعد 200 كلم شرق طرابلس، وان قوات النظام انسحبت من عدة مواقع في تلك المنطقة تاركة الغاما ضد الافراد. واضاف البيان «استشهد احد مقاتلينا وجرح 32 اخرون في انفجار الغام مضادة للاشخاص زرعتها قوات معمر القذافي في مواقع انسحبت منها بحي سوق الثلاثاء في زليتن». ويقاتل المتمردون حاليا قوات القذافي في غرب ليبيا على جبهتين واحدة في زليتن على الساحل والثانية في جبال نفوسة جنوبطرابلس. انسانيا , يبحث محمد ابراهيم بين أكوام القمامة على أطراف مدينة بنغازي معقل المعارضة الليبية عن أي شيء ذي قيمة غير عابئ بجحافل الذباب التي تحوم في المكان. وقال ابراهيم وهو جندي سابق في قوات القذافي في الخمسينات من عمره : أحيانا أجد حطبا. وأحيانا أخرى أكون محظوظا واجد قطعة سلك نحاسي. اي شيء يمكن ان ابيعه. وأعرف ان نهاية الحياة الصعبة قريبة. معمر القذافي سيغادر قريبا. كل شيء سيتغير. سأحصل على وظيفة ومنزل لاسرتي. ويرى ابراهيم شأنه شأن الكثيرين في الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة ان الاطاحة المتوقعة بالقذافي حل فوري لكثير من مشكلاته في منطقة تعاني من البطالة وتردي الخدمات الاجتماعية والبنية الاساسية. ان «أسلحة القذافي التي يشتريها منذ 42 عاما استخدمها ضد الليبيين العزل منذ بدأت الانتفاضة الشعبية ضده».وأن «ما يحدث في ليبيا هو ثورة شعبية حقيقية وليس كما يحاول النظام الليبي تصويرها بانها مؤامرة خارجية». لكن مع دخول الحرب شهرها الخامس وعدم اظهار القذافي اي اشارة على التنحي فلن يكون هناك أي حل سريع على ما يبدو. فمشكلات عهد القذافي القديمة فاقمتها موجة من المشكلات المستجدة الأمر الذي أربك قيادة المعارضة في بنغازي التي تعاني من ضائقة مالية. وقال عادل التاجوري وهو طبيب اطفال في مستشفى بنغازي الرئيسي لم أعد افكر متى ستنتهي الازمة. ما افعله هو التخطيط للغد فحسب هذا كل ما في الامر والمستشفى لا يوجد به عدد كافٍ من الممرضات ولا تزال عنابر كثيرة مغلقة. وفي المنزل لا توجد كهرباء الا لأربعين في المئة من الوقت. من الصعب شراء طعام الاطفال. الاسعار ترتفع. لكن الناس يتذرعون بالصبر فالازمة ستنتهي في مرحلة ما. ومع استمرار فقد كثير من الاشخاص أو ذهابهم الى جبهة القتال يعاني كثير من الاسر من اوضاع نفسية صعبة. ويجري اكتشاف المقابر الجماعية بانتظام حول الشرق. ولا يزال اشخاص كثيرون محاصرين في المناطق الغربية التي تسيطر عليها الحكومة ولا يستطيعون الوصول الى اسرهم في الشرق. وتلاقي القيادة في بنغازي - المدينة التي تفجرت فيها الانتفاضة ضد القذافي في فبراير ويسكنها 700 ألف نسمة صعوبة في تلبية احتياجات المواطنين وتعتمد كلية على المعونات الاجنبية لدفع الرواتب وتمويل العمليات العسكرية المكلفة على عدة جبهات. ويقول مسؤولو المعارضة انهم يدركون ان الاطاحة بالقذافي وحدها لن تكون حلا سريعا وان العمل الشاق والتنمية على مدى سنوات لازمة لاستعادة الحياة الطبيعية. وفي الشرق تلاقي المعارضة صعوبة ايضا في دفع رواتب القطاع العام وهي مشكلة كبرى في بلد تعتمد شريحة ضخمة من المجتمع فيه على الرواتب الحكومية بسبب عقود من الحكم المركزي للقذافي. وقال مازن رمضان المسؤول المالي والنفطي الكبير بالمعارضة : نحن في حرب ونتوقع ان يضحي الناس. من الواضح .. اننا نفعل ما في استطاعتنا. من جهتها , أكدت الناشطة في مجال السياسة وحقوق الانسان الليبية الدكتورة انتصار حسن أن العقيد الليبي معمر القذافي «ارتكب انتهاكات ضد شعبه لم يرتكبها أحد من العالمين». وقالت الناشطة الليبية ، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاهرة أمس ، :»أمتلك أفلاما مسجلة وصورا تتضمن انتهاكات كتائب القذافي ضد الليبيين لم تعرض من قبل لا في الصحافة ولا في أي من وسائل الاعلام المختلفة». وأضافت الناشطة السياسية ، التي كانت تتبوأ منصبا جامعيا قبل مغادرتها هي وأسرتها العاصمة طرابلس منذ ما يقرب من شهرين ، ان «أسلحة القذافي التي يشتريها منذ 42 عاما استخدمها ضد الليبيين العزل منذ بدأت الانتفاضة الشعبية ضده».وذكرت الناشطة السياسية ان «ما يحدث في ليبيا هو ثورة شعبية حقيقية وليس كما يحاول النظام الليبي تصويرها بانها مؤامرة خارجية». وتابعت :»لو كان ما يحدث مؤامرة خارجية كما يدعي البعض لتم اعداده والتخطيط له من قبل ولو تم اعداده مسبقا لكشف من قبل مخابرات القذافي التي تحصي على الليبيين أنفاسهم». وفيما يتعلق بالتدخل الغربي في ليبيا ، قالت الناشطة السياسية الليبية «»لولا تدخل (حلف شمال الأطلسي) الناتو لصرنا جميعا (نحن الليبيين) أشلاء». وقالت الناشطة إن الناتو شل القوة العسكرية لكتائب القذافي ولولا تدخله لابيد الشعب الليبي عن اخره ، مقرة في الوقت نفسه بوجود علامات استفهام كثيرة حول الطريقة التي يتعامل بها الحلف حاليا لمعالجة الأزمة في ليبيا.