قبل سنتين تقريبا أشرت في إحدى المقالات حول توجه الدولار الأمريكي إلى مستويات متدنية على المدى المتوسط والبعيد، وقد خالفني الرأي أحد المقربين من الاقتصاديين البارعين، وقد شرح لي أسباب تبنيه نظرته، وقد كانت مقنعة إلى حد كبير إلا أن ما يحدث في الرسم البياني والنماذج المتشكلة على الأطر الزمنية الأسبوعية والشهرية كانت تشير إلى أنه بالرغم من صعود قيمة الدولار ، إلا أنها ستكون مؤقتة ونسبة عودتها إلى ما دون مستويات خمس وسبعين نقطة على مؤشر الدولار أمام بعض العملات الرئيسة أمرا أكثر ترجيحا. بلا أدنى شك أن للتحليل الأساس والمالي الحيز الأكبر من الثقة بين فئة كبار المتعاملين، إلا أن التحليل الفني يثبت شيئا فشيئا أن له مساحة جيدة على طاولة كبار المتعاملين ، حيث إنه يعتمد أولا وأخيرا على الحركة السعرية : أي على أفعال صناع السوق وكبار المتعاملين وليس على ما يرونه. فقد يرى المتعاملون الكثير من السيناريوهات، لكن واحدا منها يربح وهو الذي يفوز بصراع الثيران والدببة. إن التغيرات الاقتصادية التي عصفت بالعالم خلال الفترة الماضية غيرت بعض الشيء في سياسات صناع القرار حول العالم، فقد أشرنا في مقالات سابقة الى أن الانخفاض الحالي في قيمة الدولار يثير الشكوك، حيث إنه من الصعب جدا أن يحدث دونما موافقة القائمين على السياسة النقدية الأمريكية ولو كانوا يقولون عكس ذلك فما نراه على أرض الواقع هو نتيجة القرار الحقيقي المتخذ. اليورو مقابل الين الياباني فشل اليورو في اختراق مستويات المقاومة الرئيسة الأولى له أمام الين الياباني والمتمثلة في حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري قبل أربعة شهور أعطى المتعاملين نظرة سلبية حول مستقبل الحركة السعرية للزوج وبناء عليه تراجعت الطلبات على اليورو وتوافق ذلك مع ارتفاعات الين ما أدى إلى تراجعات في الشمعات الشهرية الثلاث الماضية التي بلغ إلى هذه اللحظة 519 نقطة وربما يزيد الرقم على ذلك وربما يقل وهذا يعتمد على ما ستؤول إليه الأمور خلال ما تبقى من تداولات الشهر الحالي الذي من النظرة الأولى للرسم البياني يعطينا انطباعا أكبر حول استمرار الهبوط واستهداف مستويات القاع الحالي عند مناطق 105.41 ين لكل يورو، إن الدعم الرئيس الحالي الأول يقع عند مستويات 113.39 التي تتمثل في قاع الشهرين الماضيين وكبحت أي هبوط حصل خلالهما ويبدو أن كسره سوف يفتح الباب على مصراعيه للتوجه إلى مستويات الدعم الثاني عند 107.50 التي لا أعتقد أن نراها قبل شهرين في أفضل سيناريوهات الهبوط ما لم يحدث أمر جلل فحينها من المحتمل أن نشاهد كسرا لمناطق القاع الحالي. مؤشر الداو جونز الأمريكي أغلق مؤشر الداو جونز الأمريكي عند مستويات 12657 نقطة، مضيفا أن رصيده 74 نقطة فقط وهو ما نسبته خمسة بالألف من قيمة افتتاحه الأسبوعي، ويعتبر هذا الصعود الضعيف الذي أتى بعد انطلاقة كبيرة في الأسبوع ما قبل الماضي الذي كسب فيه المؤشر ما يقارب الستمائة وخمسين نقطة الذي فاقت نسبته الخمسة بالمائة نقطة ضعفا في مسار المؤشر الصاعد، حيث يعطي انطباعا سلبيا عن فشل المشترين في إكمال المسيرة من خلال عروض بيعية قوية كبحت ذاك الصعود، ويأتي ذلك مع اقترابه من مستويات المقاومة الأولى حاليا عند مستويات 12928 نقطة التي تعتبر قمة الموجة الصاعدة الأخيرة على الإطار الزمني الأسبوعي يليها من حيث القوة مستويات 13060 نقطة تقريبا ومن ثم القمة الأعلى له عند مستويات 14279 نقطة التي يعتبر اختراقها حدثا هاما خصوصا أننا مازلنا داخل زجاجة الأزمة المالية التي عصفت بالعالم قبل سنين قليلة، ولم نخرج من عنقها بعد، وبالرغم من ذلك فإن على المحللين الفنيين وضع جميع الاحتمالات التي يمكن أن تحدث بناء على حركة الرسم البياني للمؤشر ، لكن مع ذلك فإنه من الواجب الإشارة على أفضل الاحتمالات وأقواها وأكثرها ترجيحا. إن الدعم الأول حاليا يقع عند مستويات 12430 نقطة المتمثلة في حاجز 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري تليها مستويات 11821 التي تعتبر قاعا صغيرا، لكن ثباته يعني الكثير للموجة الصاعدة الحالية، وكذلك انهياره أيضا. مؤشر الفوتسي البريطاني على الرغم من الانطلاقة القوية جدا التي حدثت خلال تداولات الأسبوع ما قبل الماضي التي ارتفع فيها مؤشر الفوتسي البريطاني بما مقداره 292 نقطة وهو ما نسبته 5.1 بالمائة من قيمة افتتاح الأسبوعي، إلا أن ثبات مستويات المقاومة الأولى والأقوى حاليا والواقعة عند مناطق 6023 نقطة والمتمثلة في حاجز 76.4 بالمائة من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري كان لها الدور الأكبر في كبح الصعود الأخير الذي كاد يحصل في تداولات الأسبوع الماضي، حيث تم تجاوز مستويات المقاومة بواحدة وستين نقطة، إلا أن موجة البيع الكبيرة تلاشى عندها زخم الاتجاه الصاعد ما دفع المؤشر للتراجع ليغلق أسبوعه الأخير عند مستويات 5990 نقطة، وبالطبع فإن الإغلاق دون مستويات المقاومة الحالية وتحت حاجز الستة آلاف نقطة تحديدا الذي يعتبر حاجزا مضاعفا، حيث إنه قريب جدا من مقاومة كلاسيكية، إضافة إلى أنه مقاومة نفسية يزيد احتمالية التراجع خلال الأسبوع المقبل خصوصا مع فشله في تجاوز مستويات 6105 نقاط طيلة الشهور الستة الماضية، فهل يفعلها في الشهر السابع ويخترق مستويات القمة الحالية ويتجه إلى مستويات المقاومة الأقوى عند 6456 نقطة والمتمثلة في أعلى إغلاق سنوي التي لن تكون من المقاومات العادية ، بل ستكون غاية في الشراسة ؟ هذا ما سنشاهده من خلال مراقبتنا حركة الرسم البياني للمؤشر في الأسابيع القليلة المقبلة. الذهب كسب الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي الكثير من الدولارات، حيث بلغت قيم الارتفاع في الأيام الخمسة الماضية ما مقداره 56 دولارا لكل أونصة وهو ما نسبته 3.7 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي وهذا يدل على وجود مشترين عند مستويات ما دون الألف وخمسمائة دولار وهذا ما يؤكده تحقيق إغلاقات إيجابية طيلة أيام الأسبوع الماضي مستهدفا بذلك مستويات القمة الكبرى الواقعة على حاجز 1575 دولارا التي من المفترض أن تكون من أشرس المقاومات، حيث إنها حاجز FE100 بالمائة من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وهذا ما يجعل اختراقها صعبا وإن تم ذلك فإنه يعطي انطباعا إيجابيا كبيرا حول الوصول إلى مستويات المقاومة التالية له عند 1633 دولارا المتمثلة في نقطة تلاقي السعر مع الضلع العلوي للقناة الصاعدة التي يسير بها الذهب منذ سنتين ونصف السنة تقريبا ويدعم احتمال الصعود عدم وجود نماذج انعكاسية مؤكدة في الرسم البياني على الأطر الزمنية الأسبوعية والشهرية أو حتى في بعض مؤشر التشبع على ذات الأطر وعليه فإننا قد نشهد تذبذبا عرضيا في حال فشل اختراق المقاومة الحالية إلى أن يتم الخروج من مستويات التشبع الشرائي ومن ثم التوجه إلى مستويات أعلى من المستوى الحالي في حال عدم ظهور إشارات انعكاسية من نماذج وشموع وما إلى ذلك. إن الدعم الرئيس الحالي يقع عند مستويات 1462 دولار لكل أونصة التي يعني كسرها أننا سنتجه إلى مستويات 1370 دولارا على أقل تقدير.