توعد مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت «تويتر» بمقاطعة جميع منتجات شركات الألبان التي قامت برفع الأسعار في الفترة السابقة وكذلك الشركات المغالية في أسعارها بمختلف أنواعها , مؤكدين على أن المقاطعة ستشمل أي شركة تقوم برفع السعر مستقبلاً , و دعى رواد تويتر عبر أحد الهاش تاقات المخصصة لحملة المقاطعة إلى أن تكون أشد قوة في شهر رمضان المقبل ، الذي يعتبر موسماً لرواج منتجات شركات الألبان. في حين لازالت شركات أخرى تعيش حالة تردد بعد أن كان قرار رفع السعر مطروحاً بالتزامن مع قرار إحدى الشركات, مع تأكيدات من شركات أخرى بأنها لن تقوم برفع أسعار منتجاتها. و اختلفت ردود الأفعال بين المشاركين ، و قال الخبير الاقتصادي راشد الفوزان عبر «تويتر»، بعد تساؤله عن مدى نجاح مقاطعة السيارات و الحديد أو الإسمنت سابقا : «حينما يكون هناك مبرر مقبول لرفع الأسعار فإن هذه الخطوة تكون ضرورية لبعض الشركات» , وأعاد تأكيده بأنه ليس ضد محاربة المغالاة بالأسعار حين لا تكون مبررة أو تتجاوز الحدود المقبولة ، ولكن نحتاج منهجية وتنظيما يقبله الطرف الآخر, كما أن الشركات لن ترفع أسعارها بلا مبرر وهي شركات كبرى و رائدة فلن تخسر عملاءها بدون سند حقيقي ودراسة تتحمل مسؤولية تبعاتها». و أضاف : « لو تركنا 50 بالمائة من استهلاكنا بالمطاعم السريعة و 30 بالمائة من تكلفة الاتصالات و هذه أمثلة فقط لوفرنا الكثير و الكثير لكننا لا نحسب ذلك للأسف». و تابع : «ماذا سيكون موقفنا من التضخم العالمي ما ذا نقاطع ، و ما الذي سنبقي عليه ؟ هل نقاطع المدارس الأهلية والمستشفيات والشقق والسيارات ؟» وأشار إلى أن الحلول لا تبدأ من هنا فمشكلتنا أننا لا نغير من سلوكياتنا الاستهلاكية و نريد فرض التغيير على الآخرين فلماذا لا نغير سلوكنا ونعيد ترتيبها وتقنينها وهو الأهم نصر على سلوكنا المسرف حقيقة بمناسبات و مظاهر اجتماعية مبالغ بها لا يقبل بها ، فهل تشتري سيارة بقيمة 200 ألف و تسكن شقة كمثال لم أجد سلعة في العالم لم تتضخم سعريا من يشاهد أوروبا و أسعارها سيعرف أننا بألف خير ... طبعا لا أبرر لمن يرفع سعره بلا مبرر حقيقي». من جهته عرض الخبير الاقتصادي عبد الحميد العمري عبر «تويتر» تقريرا مفصلا لتاريخ الشركة وقال :»إن شركة الألبان التي رفعت أسعار منتجاتها تعد رائدة ولا شك في ذلك ، ولكن هناك حدود لا يجوز أن تتجاوزها» و أضاف العمري أنه من خلال مراجعة تاريخ الشركة لا أرى ضرورة ملحة تستدعي هذا الرفع الكبير نسبيا و لكن إذا علمنا أن الألبان تمثل نحو 47 بالمائة من مبيعات الشركة السنوية و أن السوق المحلية تمثل أكثرمن71 بالمائة من حجم الأسواق التي تعمل فيها و أنها صاحبة الحصص السوقية الأعلى فمبوجب هذه الحقائق يمكن القول أن نجاح الحملة في التأثير على أكبر قدر ممكن من المستهلكين فإنها ستجلب نتائج بأسرع مما نتوقع وذلك لارتباط المنتجات بتاريخ أن الشركة تملك القدرة أكثر من غيرها على تحمل أية ارتفاعات سعرية في تكاليف الإنتاج, وهذا يعني أن الحملة هنا إذا نجحت في التأثير على أكبر قدر ممكن من المستهلكين فإنها ستنجح و بأسرع مما نتوقع وذلك لارتباط المنتجات بتاريخ انتهاء». من جهته قال الكاتب الاقتصادي في «اليوم» الزميل عصام الزامل الذي يعتبر من أشهر مستخدمي «تويتر» :»بدأت الحملة بالتسويق و الإقناع إلى أن وصلت إلى مرحلة الصخب وبدأت أصداء الحملة تصل إلى كثير من المتابعين و مستخدمي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت ووصل صداها للشارع فمن حق المستهلكين الدفاع عن حقوقهم بأنفسهم في ظل غياب الدور الرقابي الفاعل من الجهات المسئولة ذات العلاقة وهذا حق مشروع». مؤكدا على استمرار الحملة عبر الهاش تاق المعد لذلك حتى تعيد الشركة النظر في أسعارها الجديدة وحتى تعلم باقي الشركات أن الأمر ليس بالسهولة التي تعتقدها حسب قوله.