قضت آفة الأكاروس (الغبير) على عدد كبير من مزارع البطيخ والشمام في منطقة القصيم, وتسبّبت كذلك في تلف مساحات شاسعة من تلك المزروعات وموتها, ما ألحق الخسائر بالمزارعين وتسبّب في انخفاض العرض مع الارتفاع على الطلب, حيث استمرت الأسعار في معدلات عالية مقارنة بالأعوام الماضية, إضافة إلى فقدان بعضها قيمته الغذائية باختلاف اللون وانعدام الطعم, كما هدّدت آفة الأكاروس محصول تمور النخيل, حيث يبذل المزارعون حالياً جهودا كبيرة في عمليات الرش والمكافحة وسط مخاوف أن تلحق التمور بالبطيخ. وحول ذلك قال فهد مريخان - مزارع -: إن مزارعهم تعرضت للتلف, كما أنهم استخدموا المبيدات التي وصفت لهم, إلا أن تعرض المنطقة للغبار بشكل كبير جعلهم يكفون عن مزيد من الخسائر ودفع مبالغ مقابل مبيدات عديمة الفائدة. وأضاف: أزرع البطيخ منذ أكثر من 30 عاماً, وأنا ملمّ بسبل مكافحة هذه الآفة, إلا أنها في هذا العام كانت شرسة للغاية. وأوضح حمود خالد أن المساحة التي زرعها تزيد على خمسة هكتارات تعرضت لآفة (الغبير) في فترة قصيرة عجز عن مكافحتها رغم رشها بعدة أنواع من المبيدات, مشيرا إلى أن طريقة الإصابة كانت غير معقولة وطريقة انتقالها بين المزارع غريبة؛ فقد تسبّبت في أضرار بالغة. من جهته قال المهندس الزراعي حسين شاهين: إن (أكاروسات حلم الغبار) - الغبير- هو من الآفات الحشرية والمرضية والأكاروسية ونوع من أنواع العناكب، وأسبابه موجات الغبار والأتربة التي تجتاح المنطقة من وقت إلى آخر خلال الموسم, ولا سيما هذا الموسم؛ فقد تكررت فيه موجات الغبار وأدت إلى تراكم الأتربة على أجزاء من النباتات, الأمر الذي هيّأ لحشرة الأكاروس حماية من التعرض لأشعة الشمس وتهيئة بيئة مناسبة لتكاثرها وانتشارها، ما عرّض محصول مزارع البطيخ للإصابة الشديدة في ظل عدم الوعي بطرائق الوقاية الصحيحة, وكذلك طرائق المعالجة في بداية مرحلة الإصابة, ما جعل التدخل لعمليات المكافحة فيه شيء من الصعوبة؛ كون المساحات شاسعة والإصابة انتقلت بشكل سريع بسبب تقلبات الطقس التي زادت من حدة الإصابة وتعثر جميع طرائق العلاج.
وأشار شاهين إلى أن عملية المكافحة تحتاج إلى غسل النبات من الغبار والأتربة، ثم خلط المبيد بالنسب الصحيحة، بعد ذلك رش النباتات بشكل كامل والتركيز على الأجزاء السفلية من الأوراق، وكذلك استعمال مادة لاصقة مع المبيد، وتكرار الرش في حالة الإصابة الشديدة.