كنت الخميس الفائت في زيارة لأحد أقاربي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ذلك الصرح الطبي الشامخ الذي لا نفخر به لكونه يحمل بين جنبيه أرقى وأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية فحسب بل لأن فيه عددا كبيرا من الأطباء والطبيبات السعوديين الذين وصلوا إلى مستوى يضاهي الخبرات الطبية العالمية إن لم يتفوق عليهم. أتذكر أن أحد علماء الطب الغربيين زار واطلع على الإمكانات في هذا المستشفى المتقدم والمتخصص فقال: رأيت في هذا المستشفى من العقول والكوادر الطبية والأجهزة ومركز أبحاث متقدم ما لا يحتاج فيه أي مريض في الخليج أن يتعالج في أوروبا أو أمريكا فلديكم صرح طبي متقدم لا يقل عن أي مستشفى عالمي. أعود للزيارة التي جلست بعدها لدقائق في البهو ، تلك الدقائق التي انتظرتها أثارت في ذهني هذا التساؤل: كم من مريض من الأحساء وغيرها تستدعي حالته ومرضه تحويلا إلى هذا المستشفى ولم يستطع إما لتباطؤ الإجراءات من مستشفيات الأطراف أو لأنه لا يستطيع أن يجد من يشفع له بالتحويل ؟. كم من مريض من الأحساء وغيرها تستدعي حالته ومرضه تحويلا إلى هذا المستشفى ولم يستطع إما لتباطؤ الإجراءات من مستشفيات الأطراف أو لأنه لا يستطيع أن يجد من يشفع له بالتحويل؟. صاحب الجاه والمال وعدد ممن يحسنون التصرف لا يجدون صعوبات ولا عقبات كأداء في الوصول والتحويل لهذا المستشفى أو غيره. وربما زيادة في الاطمئنان قد لا يضطر للعلاج فيه بل يسافر للخارج للاستشفاء لكن ماذا عن المواطن البسيط الذي أعياه المرض وأثخنته الهموم أليس له الحق في أن يجد العلاج لنفسه أو لأحد من أفراد عائلته في هذا المستشفى التخصصي ؟. أهالي الأحساء يتوجهون إلى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله صاحب الأيادي البيضاء والذي لطالما جعل خدمة شعبه وخاصة المحتاجين منهم من أهم أولوياته إن الأحساء بحاجة إلى مدينة طبية متكاملة فالأحساء تعاني من خدمات طبية أقل من المستوى المطلوب والمأمول. إذ لم تتنفس الأحساء الصعداء طبيا إلا بعد أن أنشئ مستشفى الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني الذي لم يحل المشكلة إلا جزئيا باعتباره يعاني من الضغط وإشكاليات التحويل وأهلية العلاج والمواعيد الطويلة.