أسعد و سعيد توأمان، متشابهان في كل شيء، درسا معاً، عملا معاً، و تزوجا في يوم واحد، سكنا قريبين من بعضهما، إلا أن شارعا واحدا يفصل بين سكنيهما...وهنا نشأت كل الفروق. أسعد لا يعلم ما الذي يعانيه توأمه سعيد، لا يعلم شيئا عن الحساسية والطفح الجلدي وقشرة الرأس، لكنه لاحظ بأن أخاه وأبناءه يكثرون من حك رؤوسهم وظهورهم وسيقانهم، اعتقد أسعد أن هذا بسبب إدمان أخيه و أبنائه على مشاهدة برامج عالم الحيوان! للأسف تحاسب شركات تعبئة مياه الشرب بالإغلاق و دفع الغرامات الكبيرة عندما تنتج كمية من المياه غير الصالحة، بينما تحشر في أنابيبنا و خزاناتنا ملايين الجالونات من المياه غير الصالحة للاستخدام.أسعد لا يدري لماذا تبدو ثياب أخيه و أبنائه رثة و مصفرة ومهترئة على الدوام، ولا يجد سببا وجيها لإكثار أخيه من شراء الملابس، حسب أسعد بأن أخاه يجاري الموضة كثيراً...مرة أخرى بسبب التلفزيون! أسعد قلق على أخيه بسبب تغييره المستمر للحنفيات و الخلاطات و سخانات المياه، ولتكرار استدعاء الصيانة لغسالة الملابس و النشافة ، حاول البحث عبثا في برامج التلفزيون عن سبب فلم يجد؟! أسعد يبتهج عندما يجد من يقول له بأنه يبدو أصغر سنا من توأمه، فشعر رأسه مازال كشعر شاب في مقتبل العشرينات ، بينما ما بقي من شعر سعيد يبدو جافاً مبيضاً حتى شعر حاجبيه وشاربيه و ذقنه، كل هذا بسبب التلفزيون أيضاً ! مسكين سعيد لم يكن يعلم بأن ذلك الشارع البغيض سبب كل هذا، فالشارع يفصل بين منطقتين متصلتين بشبكتي مياه مختلفتين ، واحدة تحمل ماءً حلواً والأخرى تحمل ماءً (عادياً) مالحاً ، و صار مسكينا أكثر عندما صدق تصريحات المديرية العامة للمياه بأن الماء الحلو سيصل لجميع أحياء الشرقية مع بداية عام 2010، مسكين فهو حتى الآن لم تصل بعد (قد يكون بسبب التلفزي للأسف تحاسب شركات تعبئة مياه الشرب بالإغلاق ودفع الغرامات الكبيرة عندما تنتج كمية من المياه غير الصالحة ، بينما تحشر في أنابيبنا و خزاناتنا ملايين الجالونات من المياه غير الصالحة للاستخدام ، و مع هذا فإن المستهلك عليه دفع الفاتورة صاغراً و كأنه ينعم بماء حلو . المياه التي تصل إلى منزلي ومنزل سعيد تعجز عن تحليتها أفضل الأجهزة و المرشحات، و الطامة عندما يشتد الصيف يضاف لها عمدا كمية كبيرة من الكلور بقصد تعقيمها من الجراثيم -وكأن الجراثيم تقوى على العيش فيها- فبالإضافة إلى الأملاح يأتي الكلور ليحرق ما تبقى من أعيننا وجلودنا...! أخي إما أن تكون أسعد أو سعيد ، إذا قمت بحك فروة شعرك أو خلف أذنيك وأبعدت عن الجريدة ما تساقط من شعرك و قشرته فأبشرك بأنك و لله الحمد «من السعيدين»...لذا أنصحك بإغلاق التلفزيون حالاً، فقد أسمعت لو ناديت حياً. خبير تقنية ومستشار باتحاد الغرف التجارية