حقيقة شعرت بالحزن على ما أصاب شركة عذيب من خسائر فادحة تجازوت 97% من رأس مالها الذي استثمره المواطنون فيها. ولم يستطع رئيس مجلس الإدارة سمو الأمير عبدالعزيز بن أحمد الوصول إلى تسويات مقبولة لدى هيئة سوق الأوراق المالية لمنعها من تجميد تداول أسهمها في السوق. والمثير للاستغراب أن تفلس شركة عذيب في بداية دخولها سوق الإتصالات، لذلك سيكون مقالي حول أسباب تعثرها في سوق الإتصالات بالمملكة والتوصية بالحلول التي تهيئها للنجاح والربحية بعد موافقة هيئة سوق الأوراق المالية لها بالتداول من جديد. إن ضعف وغياب اللوائح والأنظمة الصريحة من قبل هيئة الإتصالات ساهم في ضعف الحوكمة وبالتالي ضاعت أموال المستثمرين على مدى قصير جداً ساهم عدد كبير من المواطنين في تأسيس شركة عذيب ثم تم طرحها للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودية في وقت صعب خلال الأزمة المالية الصعبة على الاقتصاد السعودي والإقتصاد العالمي على حد سواء. وكان رأس المال المستثمر في شركة عذيب مليار ريال سعودي لمائة مليون سهم. تتابعت خسائر عذيب بسرعة ونسبة عالية لم تستطع إدارتها تداركها لأن الطوفان أعلى من السد، ولم يكن بإستطاعة الإدارة إنتشال الشركة من الإفلاس. رأس المال في شركة مثل عذيب ليس كافياً لتحقيق الربحية والنمو واقتناص الفرص والمعرفة بصناعة وسوق الإتصالات بين ثلاث شركات تتنافس على الزبائن بشتى الطرق بما فيها حرب الأسعار، بل فشلت في التأثير على هيئة الإتصالات للعمل على إصدار الضوابط التي تحميها من احتكار شركات الإتصالات الكبيرة على حساب الصغيرة مثل عذيب. الحقيقة أن شركة عذيب لم تستطع حماية مصالح مساهميها بمواجهة هيئة الإتصالات. ولو كانت شركة عذيب في الولاياتالمتحدة أو في دولة نامية لكفلت لها الأنظمة هناك المنافسة العادلة لنضج أنظمتها. إذاَ القصور في الخبرة القانونية والمهنية والفنية ساهم في ضياع أموال المساهمين. وفي هذه الناحية ألوم مجلس إدارة عذيب على عدم إستقطاب الكفاءات ذات الخبرات في مجال الإتصالات. إن ضعف وغياب اللوائح والأنظمة الصريحة من قبل هيئة الإتصالات ساهم في ضعف الحوكمة وبالتالي ضاعت أموال المستثمرين على مدى قصير جداً. ولا أعفي هيئة سوق الأوراق المالية بقبول إدراج عذيب في سوق المال قبل المرور بتجربة كافية للتأكد إلى حد ما من سلامتها وقدرتها على الأداء المطلوب الذي يحمي حقوق المساهمين فيها لأنها عملت من المنطلق الشعبي «خذني .... جيتك» لزيادة عدد الشركات على حساب الجودة. وأشير هنا إلى أنني كتبت مقالات كثيرة عن أهمية عدم طرح الشركات للإكتتاب إلا بعد التأكد من سلامة قوائمها المالية لمدة خمس سنوات على الأقل. ويحتاج إنقاذ عذيب لإدارة عليا جديدة تعرف الكثير عن صناعة سوق الإتصالات، ويكون لها رؤية ورسالة واضحتين وأهداف محددة وشفافية كافية وخبرة طويلة. المجاملات والمداهنة لا تخدمان الشركة ومساهميها، بل يجب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]