أشغلت وزارة الثقافة والإعلام حمى الانتخابات التي يخوضها أدباؤنا ومثقفونا في اختيار مجالس أنديتهم الأدبية المنتشرة في مناطق و مدن المملكة وأعان الله وكيل الوزارة للشئون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان الذي استفتح مهمته الكبرى بها وأحسبه يتابع كل صغيرة وكبيرة في هذا الشأن. المؤسسات الثقافية بدأت هذه الخطوة في إطارها الرسمي المعلن مع إنشاء الجمعيات المتخصصة في الفنون التشكيلية و المسرح و الخط العربي و التصوير الضوئي و الكاريكاتير و قد كان الدكتور عبد العزيز السبيل الوكيل السابق مثالا للمتابعة و الحرص على إنجاح المشروع و كان له ذلك . تشهد الساحة تصاريح و ردوداً بين عدة أطراف من الأدباء و الأندية و الوكالة التي تسعى غالبا للإيضاح و تيسير المهمة و هي في الواقع مادة صحفية مطلوبة عند بعض الزملاء، الجمعيات الأخرى التي خاضت قبل الآن تجربة الانتخابات تعيش أو عاشت معها إشكالاً حقيقيا تمثل في عدم دعم وزارة الثقافة و الإعلام لها كما هي الأندية الأدبية و الجمعيات المتخصصة تواجهها عدة إشكالات و أهمها المال فهي لا تحصل على ما تحصل عليه الأندية الأدبية و بعض الإشارات تبين تمسك بعض الرؤساء المعينين بمناصبهم وسعيهم الفوز في انتخابات المرحلة المقبلة و هي مرحلة هامة في مسيرة الحياة الأدبية وإدارتها في المملكة، تمنحنا مزيدا من حرية القول و الحوار و النقاش و جماعية أو أغلبية الرأي فالأندية الأدبية و لعقود عاشت على رأي الرئيس الاوحد صاحب القرار وصاحب من يشارك ومن لا يشارك من يستفيد ومن ليس له أن يستفيد من خدمات النادي ومع ذلك كان نادي جدة الأدبي الذي ينفرد بالثقافي واجهة لكثير من الإسهام الأدبي الفعلي فأصدر المطبوعات و سعى إلى استقطاب كثير من الأدباء على مختلف توجهاتهم فنجح و أنجح مشاريعه التي لم تزل و لم يزل أثرها و هذا لا يقلل من أندية أخرى لها أثرها الفعلي في الساحة .الجمعيات الأخرى التي خاضت قبل الآن تجربة الانتخابات تعيش أو عاشت معها إشكالا حقيقيا تمثل في عدم دعم وزارة الثقافة و الإعلام لها كما هي الأندية وبالتالي لم يستطع الفنانون التوجه لجهات لم يتحصلوا منها على شيء فالمادة عصب الحياة و لا ميزانيات لتلك الجمعيات وبالتالي كانت الوكالة تكتفي بالتجديد لبعض المجالس إذا لم يتم ذلك خلال جمعيته العمومية لكنا الآن وحسب ظني لابد أن يكون للانتخابات دورها بحيث تكون مدعومة من الوزارة بميزانيات تساعد على الفعل و أداء الدور الحقيقي و تحقيق الهدف.
