إن كانت المناكفات الحاسوبية عبر النت بين الفتيات والشباب قد أفرزت لنا ظاهرة جديدة تسمى (أبو سروال وفنيلة) التي استجاب لها عدد من الشباب الذين تنادوا بالتجوّل في شارع التحلية بسروال وفنيلة والجلوس أمام بعض المقاهي بهذه الملابس الداخلية الناصعة البياض تحدياً لحملة الفتيات اللاهبة تجاههم وإثباتا لوجودهم. لست ممن يضخّم الأمور ويحملها أكثر مما تحتمل بيد أن ذلك التواجد وان كان محدوداً بهذا الشكل يظهر بما لا يدع مجالاً للشك تلك المساحة الشاسعة من التأثر والتأثير في هذا العالم الافتراضي. ومستوى التأثير وان كان قد ظهر ابتداء بهذا الشكل الطريف المخل بالذوق العام إلا أن له دلالات ينبغي أن نضعها تحت المجهر لتشريح الأسباب والمسببات وهل يمكن أن تتطوّر إلى أشكال أخرى وأنماط عدة عبر تحديات وتجاذبات لا تبدأ بسيقان مشعرة تلتف على كرسي في ناصية مقهى ايطالي في شارع مزدحم ولا تنتهي بتقليعات جديدة في الأزياء لفتياتنا في الأسواق والمولات المغلقة. قد لا أبالغ إن قلت إن شبابنا من الجنسين هربوا من مجتمعنا الذي لم يقدّم لهم ما يُناسب رغباتهم وميولهم إلى مجتمع افتراضي فيه مساحة من التحرّك بلا قيود مجتمعية تكبّلهم ولا أوامر تجلدهم بسياط الانصياع والتقبّل القسري ذلك أن شبابنا يعيشون أجواء مفرغة من الحوار ومجوّفة من كل تفهّم لطبيعتهمذلك العالم الذي يعيشه شبابنا وفتياتنا بعيد كل البعد عن تنظيراتنا وتأثيرها يتجاوز أوامر الأب وتوصيات الأم وضوابط المدرسة ومواعظ الخطيب وتقاليد المجتمع باعتباره عالماً تشاركياً تفاعلياً منعتقاً من القيود تلتقي فيه الاهتمامات وتتكوّن من خلاله مجتمعات لها قوانينها وأساليبها المفعمة بكل غريب والمترّعة بكل ما يخطر وما لا يخطر على البال. قد لا أبالغ إن قلت إن شبابنا من الجنسين هربوا من مجتمعنا الذي لم يقدّم لهم ما يُناسب رغباتهم وميولهم إلى مجتمع افتراضي فيه مساحة من التحرّك بلا قيود مجتمعية تكبّلهم ولا أوامر تجلدهم بسياط الانصياع والتقبّل القسري ذلك أن شبابنا يعيشون أجواء مفرغة من الحوار ومجوّفة من كل تفهّم لطبيعتهم. الحوار المفقود كان سيُفقد أستاذاً جامعياً ابنه كما ذكر لي احد التربويين فانشغال ذلك الأب عن ابنه ومعاملته القاسية له جعلا الابن يقوم بتصرّفات مضادة بدأت بالغياب وكادت تنتهي إلى ما لا تُحمد عقباه لولا تدخّل ذلك التربوي وعلاجه للمشكلة بالتفاهم مع الأب الذي أبدى ندمه وأسفه واقر بخطئه في الوقت المناسب. نعود ل (أبو سروال وفنيلة) فقد استفدت بعد مشاهدة الشباب بهذه الملابس أننا محظوظون بلبس الثياب فهي تستر أجساداً مترهلة بكل تفاصيلها المخجلة!.