عقد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الثلاثاء اجتماعا مشتركا مع قائد القوات اليمنية المنشقة اللواء علي محسن الأحمر وزعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، بحسب مصدر مقرب من الشيخ الأحمر. استمرار المظاهرات المنادية برحيل الرئيس صالح ذكر المصدر لوكالة فرانس برس أن الاجتماع مع نائب الرئيس شارك فيه أيضا أخو الشيخ صادق، رجل الأعمال والقيادي البارز في المعارضة الشيخ حميد الأحمر. وأكد المصدر أن الاجتماع تطرق إلى «آلية نقل السلطة» في اليمن في ظل غياب الرئيس علي عبدالله صالح، وذلك «من أجل أن يمارس نائب الرئيس صلاحيات الرئيس بشكل كامل». ويتولى هادي بحسب الدستور صلاحيات الرئيس في غيابه، إلا أنه لم يصدر أي تكليف رسمي له بتولي هذه المهام، فيما تتهم المعارضة أبناء الرئيس وأقاربه بأنهم هم من يمسكون في الواقع بزمام الأمور في البلاد. وبحسب المصدر أكد الثلاثة لعبد ربه منصور هادي «دعمهم الكامل وعلى الأخص لاتخاذ الإجراءات الكاملة لضمان الأمن وعودة الخدمات»، في إشارة إلى معالجة أزمة المحروقات والكهرباء في صنعاء وباقي أنحاء اليمن. ويأتي ذلك فيما يتابع الشباب المحتجون والمعارضة الضغوط على نائب الرئيس من أجل تشكيل مجلس انتقالي. «سواء أن بقي في السعودية، أو عاد، طلبنا مازال قائما كما هو: عليه توقيع المبادرة الخليجية، نحن بحاجة للمضي قدما لنقل السلطة إلى يمن أكثر ديمقراطية وتقدماً.» ونفت الإدارة الأمريكية علمها بتقارير عن عودة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، إلى صنعاء، الجمعة، بعد تأكيد مصادر يمنية مسؤولة بأنه سيعود إلى البلاد بعد رحلة علاج في السعودية من جراح أصيب بها في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي مطلع الشهر الجاري. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحافي بمقر الوزارة، إن واشنطن ليست على بينة بأن صالح يخطط للعودة إلى اليمن، مضيفة: «سواء أن بقي في السعودية، أو عاد، طلبنا مازال قائما كما هو: عليه توقيع المبادرة الخليجية، نحن بحاجة للمضي قدما لنقل السلطة إلى يمن أكثر ديمقراطية وتقدماً.» وكان الرئيس اليمني قد رفض توقيع المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول الخليج لنقل السلطة إلى نائبه لحل الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن على خلفية المطالب الشعبية العارمة لرحيله بعد ثلاثة عقود في السلطة. وكان مسؤول يمني رفيع قد أكد لCNN الثلاثاء، أن صالح، الذي يخضع للعلاج في المملكة بعد إصابته في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي سوف يعود إلى صنعاء الجمعة. وفيما أكد أحمد الصوفي، المستشار الإعلامي للرئيس اليمني، أن استعدادات تجري في صنعاء لاستقبال صالح لدى عودته الجمعة، أعلنت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، عن تنظيم الحزب احتفالية شعبية ضخمة بمناسبة عودة صالح، بمشاركة عشرات الآلاف من أنصاره. وتُعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون يمنيون عن موعد محدد لعودة صالح، بعدما أُثيرت شكوك في إمكانية عودته إلى اليمن. وأكد الصوفي موعد عودة صالح الجمعة، مشيراً إلى أن الأطباء السعوديين الذين يتولون الإشراف على علاجه منحوه «الضوء الأخضر» للعودة إلى صنعاء، كما أكد أن الرئيس اليمني يواصل القيام بمهامه الرئاسية، حتى أثناء وجوده في العاصمة السعودية الرياض. وفي الأثناء، وصف القيادي بالمعارضة اليمنية، حسن زيد، الأنباء عن عودة علي عبدالله صالح إلى صنعاء الجمعة، بأنها «مجرد شائعات»، قائلاً إن «الحزب الحاكم يتفنن في ممارسة الأكاذيب، ولهذا السبب فإننا لا نأخذ ما يقولونه على محمل الجد.» ويكتنف الغموض الحالة الصحية للرئيس اليمني، الذي خضع لعمليتين جراحيتين في السعودية، بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل 10 أشخاص، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر من كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية.