نفت الإدارة الأمريكية علمها بتقارير عن عودة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، إلى صنعاء، الجمعة، بعد تأكيد مصادر يمنية مسؤولة بأنه سيعود إلى البلاد بعد رحلة علاج في السعودية من جراح أصيب بها في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي مطلع الشهر الجاري. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحافي بمقر الوزارة، الثلاثاء، بإن واشنطن ليست على بينة بأن صالح يخطط للعودة إلى اليمن، مضيفة: ""سواء بقي في السعودية، أو عاد، طلبنا مازال قائم كما هو: عليه توقيع المبادرة الخليجية، نحن بحاجة للمضي قدما لنقل السلطة إلى يمن أكثر ديمقراطية وتقدماً." وكان الرئيس اليمني قد رفض توقيع المبادرة الخليجية التي تقدمت بها دول الخليج لنقل السلطة إلى نائبه لحل الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن على خلفية المطالب الشعبية العارمة لرحيله بعد ثلاثة عقود في السلطة. وتسود اليمن اضطرابات شديدة حيث يطالب الشباب المعتصون في صنعاء بتنحيه، تطورت مؤخراً إلى مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية، ومسلحين موالين لقبائل معارضة لنظام صالح، فيما استولت مليشيات متشددة على بعض المدن اليمنية. وأدت حالة العنف إلى نزوح ما يقرب من 45 ألف شخص في جنوب البلاد، وفق تقديرات مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وكان مسؤول يمني رفيع قد أكد لCNN الثلاثاء، أن صالح، الذي يخضع للعلاج في المملكة بعد إصابته في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي سوف يعود إلى صنعاء الجمعة. وفيما أكد أحمد الصوفي، المستشار الإعلامي للرئيس اليمني، أن استعدادات تجري في صنعاء لاستقبال صالح لدى عودته الجمعة، أعلنت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، عن تنظيم الحزب احتفالية شعبية ضخمة بمناسبة عودة صالح، بمشاركة عشرات الآلاف من أنصاره. وتُعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون يمنيون عن موعد محدد لعودة صالح، بعدما أُثيرت شكوك في إمكانية عودته إلى اليمن. وأكد الصوفي موعد عودة صالح الجمعة، مشيراً إلى أن الأطباء السعوديين الذين يتولون الإشراف على علاجه منحوه "الضوء الأخضر" للعودة إلى صنعاء، كما أكد أن الرئيس اليمني يواصل القيام بمهامه الرئاسية، حتى أثناء وجوده في العاصمة السعودية الرياض. وفي الأثناء، وصف القيادي بالمعارضة اليمنية، حسن زيد، الأنباء عن عودة علي عبدالله صالح إلى صنعاء الجمعة، بأنها "مجرد شائعات"، قائلاً إن "الحزب الحاكم يتفنن في ممارسة الأكاذيب، ولهذا السبب فإننا لا نأخذ ما يقولونه على محمل الجد."