كتبت ذات مرة أنه لا فاصل بين زمن وآخر.. وأشرت إلى أن الضوء يتبعك في دمك.. ليشتعل الحرف.. لا وقت في محبرته لكلمات تأتي أو لا تأتي.. أكاد أراها تسبح في بحيرة مليئة باللؤلؤ والمرجان. الضوء.. وأنت تركض في المستطيل الأخضر.. وأنت تخطط في الأجندة الإدارية.. والتعاقد مع النجوم.. والتحدث بطلاقة الكبار فكرا وفنا وسلوكا.. لكنني لم أستوعب يوما أن تبدع وأنت تلبس عباءة المدربين..!! بالأمس يبدو يا معالي السفير.. أنك أكملت الدائرة بكل اتساعها في ساحة الإبداع.. لاعبا وإداريا ومدربا.. حتى التدريب كانت لك بصمة.. ويا لها من بصمة.. فقد أوقفت سيل الثلاثية..!! يبدو أنك تهوى ممارسة العناد في كل شيء.. وتعشق الانتصار في كل موقع.. وتنبش في الرمل من أجل أن تبقى أنت وهلالك في القمة.. لا ترضى بأنصاف الحلول في أي موقع تتبوؤه.. التاريخ من يشهد لك بذلك.. وليست محبرة فوق ورق.. أو قلم يرسم حرفا..!! لم لا وأنت من تقاطرت فوقك السيوف.. ورموك بسهام الكلمة أحيانا.. وسهام الحقد في أحيان كثيرة وأنت تركض في المستطيل الأخضر.. لم تغمد سيوفهم ولم تعد سهامهم لأقواسها.. كأن أعداءك يعرفون قبل محبيك أن الذهب لا يصدأ حتى بعد الوداع الانجليزي الشهير. لم تنحن قط بضبابية حسدهم.. فالواثق في نفسه (يمشي ملكا).. وسيف الحقيقة أنصع بياضا من كل السيوف.. وصبوات الحرف تسقط في لمعان الحق.. لقد كنت عذبا في كتاباتنا وعذابا في كتاباتهم.. فأين الثرى من الثريا؟! يا معالي السفير.. عليهم أن يدخلوا في غفوة أخرى أشد ألما وأكثر قسوة من الركض في المستطيل الأخضر.. إنهم مدعوون لولائم مائدتك الماسية ليأكلوا من السفارة المونديالية الجديدة. ومن قبلها الأممية!!. تلك الأسطر الماضية كتبتها من قبل في مناسبة ما.. وبعد أمسية الأمس في جدة.. عندما وجدت الجابر مدربا.. نسخت أحرفي الماضية.. فالجنرال الجابر قام بكل الأدوار في عالم الكرة بنجاح تام.. أليس كذلك..!! والآن.. يا معالي السفير.. أدخلت عليهم حقيبة أخرى.. في كل عرس لكل قرص من الإبداع.. حتى "الكوتش" طوعته لفكر.. فكان ناصعا في أمسية جدة..!! يا معالي السفير.. مازلت نبضا تجلس على عرش الألغاز.. فأنت امتداد لكوم من إنجازات وحيد العرب الذي امتد نهره المونديالي لثلاثة عقود من الزمن.. وأنت وحيد العرب الذي سبح في الشباك المونديالية أربع مرات لتقف في الصف الأول مع بيليه وصفوة النجوم. يا معالي السفير.. إن الذي كان حيا بالأمس.. أصبح اليوم أكثر حيوية.. تتشكل يا نجم الماضي والحاضر وردة تقذفها نحو الناس، كل الناس. فيتفتق صمتهم.. فيعلو صوت محب.. ويخبو صوت حاقد.. والقافلة تسير..!! يا معالي السفير.. هزمتهم لاعبا.. وهزمتهم إداريا.. وأوجعتهم سفارتك.. إنهم مهزومون من الأعماق الى الأعماق.. ومهمومون من الوريد الى الوريد.. تنزف كلماتهم بمحبرة دم الغيرة فيتوهون في مساحات من المستحيلات الكثيرة!! يا معالي السفير.. سلالات صمتك السخي زادتهم احتقانا.. فأضاعوا بوصلة أحرفهم وكلماتهم.. وأصبح حلمهم العصي سقوطك ليمسحوا جزيرة عذاباتهم.. تلك العذابات التي تتجدد مع كل إنجاز يضاف إلى دولابك الماسي. يا معالي السفير.. أخاف على حاسديك من حسدهم.. وأخاف على محبيك من محبتهم.. ففي معادلتك لا توجد منطقة وسطى.. هون عليهم يا معالي السفير.. فالخصوم أصبحوا لا يتحملون عالم الأسى والحزن.. والمحبون أصبحوا لا يقوون على الفرح والمرح.. هلا منحتهم منطقة وسطى لالتقاط الأنفاس..! تلك الأسطر الماضية كتبتها من قبل في مناسبة ما.. وبعد أمسية الأمس في جدة.. عندما وجدت الجابر مدربا.. نسخت أحرفي الماضية.. فالجنرال الجابر قام بكل الأدوار في عالم الكرة بنجاح تام.. أليس كذلك..!!